أطلق مركز قطر للشعر “ديوان العرب”، التابع لوزارة الثقافة والرياضة، أخيراً نسخة جديدة من مسابقته “نظرة”، بالإضافة إلى مسابقته “شاعر الجامعات”، التي تأتي هذه النسخة بشكل متمايز عن النسختين السابقتين، لتتكامل المسابقتان مع فعالية “ديوان الأدعم”. وللوقوف حول كل هذه المسابقات، وما تتمايز به كل مسابقة عن غيرها، التقت الشرق الشاعر شبيب بن عرار النعيمي، مدير مركز “ديوان العرب”، الذي يؤكد أن النسخة المرتقبة لـ”شاعر الجامعات” ستكون مختلفة عن الدورتين السابقتين.
وخلال حديثه يؤكد النعيمي أن تأهل عدد من الشعراء لمرحلة الخمسين بفعالية “ديوان الأدعم”، كان ذلك احدى ثمار مسابقة “شاعر الجامعات”، مما يعكس أهمية المخرجات التي بدأ يجنيها المشهد الشعري من مثل هذه المسابقات التي يطرح خلالها الشعراء مواضيع قيمية وأبعاداً فكرية، وهو ما ينعكس إيجاباً على المشهد الشعري بالدولة.
ويعرج مدير “ديوان العرب” على مسابقة “نظرة”، والدور الذي تعكسه في نشر القيم النبيلة للشعر المحلي عالمياً، خاصة في ظل توجهها في دورتها الحالية باللغة الباكستانية، فضلاً عما تحمله ذات المسابقة من توجه محلي وعربي وعالمي، الأمر الذي يعكس انفتاحاً للشعر القطري على المستوى العالمي. كما تطرق النعيمي خلال الحديث إلى جوانب أخرى، ذات صلة بالمشهد الشعري، جاءت جميعها على النحو التالي:
هذه النسخة تأتي في إطار ما تستهدفه مسابقة “نظرة” بأن تكون مسابقة شهرية، محلية، عربية، عالمية، ولذلك تأتي هذه المرة باللغة الباكستانية لشهر مارس، حيث تُجرى بالتعاون مع السفارة الباكستانية لدى الدولة، ويمكن للراغبين المشاركة فيها عبر الحساب الخاص للمركز عبر “انستقرام”، وذلك وفقاً للموضوع المطروح، وهذه المرة موجهة إلى الشعراء الباكستانيين، سواء المقيمين في دولة قطر، أو في خارجها بباكستان.
وفي هذا السياق، فقد تم بث مقطع “فيديو” عبر المنصات الرقمية لمركز “ديوان العرب”، يوضح فيه كيفية المشاركة بالمسابقة، والتي تأتي في أعقاب انقضاء النسخة الرابعة من المسابقة، التي توجهت إلى الشعراء الفرنسيين، سواء المقيمين بالدوحة، أو في فرنسا، وجاءت في إطار العام الثقافي قطر- فرنسا 2020.
وتم وضع شروط عامة للمشاركة بالمسابقة، التي يتم الإعلان عنها شهرياً، ويتم تشكيل لجنة التحكيم تبعاً مع اللغة العالمية التي تتوجه بها المسابقة في كل شهر، وذلك بالتعاون مع السفارات المعتمدة لدى الدولة، ويتم الإعلان عن الفائز بها قبيل نهاية كل شهر.
وستتم دعوة الفائزين في كل نسخة من دورات المسابقة إلى الدوحة، وذلك لتكريمهم في اليوم العالمي للشعر، والمقرر إقامته يوم 21 مارس، وتحتفل به دولة قطر كل سنة، مواكبة منها للاحتفال العالمي بهذه المناسبة الشعرية الدولية.
واكد ان الاحتفال سيكون احتفالاً كبيراً ومميزاً يليق بهذه المناسبة الدولية، والتي تحرص دولة قطر على إحيائها كل عام، تقديراً لدور الشعر ومكانته في المجتمع، وما يحظى به الشعراء من دعم ورعاية.
ولذلك، سيكون الاحتفال باليوم العالمي للشعر هذه السنة متمايزاً عن كل عام، حيث ستتم دعوة الفائزين في جميع دورات مسابقة “نظرة”، وذلك لتكريمهم خلال هذا الاحتفال، بالإضافة إلى تقديم فقرات أخرى من الاحتفال، سيتم الإعلان عنها في حينه.
وقال: حرصنا في ذلك على تحقيق الانفتاح والتواصل والتقارب مع الثقافات المختلفة، ونشر القيم النبيلة للمجتمع القطري خصوصاً على الصعيد العالمي، فضلاً عن تعزيز القيم الانسانية عموماً، بالإضافة إلى تحقيق أهداف أخرى بتبادل الخبرات الإبداعية في مجال الشعر، وتحقيق المزج بين الإبداعات الشعرية القطرية مع غيرها من الإبداعات العالمية، وهو ما سينعكس بالتالي إيجاباً على الشعر المحلي، لما يحظى به من شعراء قطر من مستوى عالٍ من الإنتاج الشعري، بفضل ما يتمتعون به من دعم ورعاية ومكانة كبيرة داخل المجتمع، كون الشعراء هم ضمير المجتمع، ولما يمثله الشعر نفسه من انعكاس لما يدور داخل المجتمع.
كما اكد انه تفاعل لافت للغاية، يعكس حجم المشاركات بالمسابقة، والتعريف بها على الصعيد العالمي، في ظل ما تتوجه به كل شهر بلغة عالمية مختلفة عن اللغة التي قبلها، ما يعكس نجاح المسابقة من ناحية، وتحقيقها لأهدافها من ناحية أخرى، بانفتاح الشعر القطري على مختلف الثقافات العالمية، وهو ما يفتح كذلك آفاقاً عالمية جديدة للشعراء القطريين.
ولقد تم أخيراً انطلاق مرحلة استقبال المشاركات في مسابقة شاعر الجامعات 2020، التي يقيمها مركز قطر للشعر “ديوان العرب” بالتعاون مع جامعة قطر، وتتواصل حتى يوم 15 مارس، حيث يمكن استقبال المشاركات عبر حساب المركز على “انستقرام”، أو عبر الباركود” الموجود عبر المنصات الرقمية للمركز، مستهدفة في ذلك طلاب الجامعات والكليات المدنية والعسكرية في قطر. وتقام هذه النسخة للسنة الثالثة على التوالي، الأمر الذي يعزز من مكانة هذه المسابقة، وما تحققه من نجاح، أخذ يتزايد عاماً بعد الآخر.
ومع انطلاق مرحلة استقبال المشاركات من مسابقة “شاعر الجامعات”، فإننا لمسنا ما تم زرعه خلال النسختين السابقتين من ذات المسابقة، وذلك على نحو ما عكسته المشاركات الكبيرة للشعراء في فعالية “ديوان الأدعم”، حيث وجدنا شعراء مترشحين لهذه الفعالية، سبق لهم خوض غمار المنافسة في “شاعر الجامعات”، ما يعكس نجاح الأهداف التي انطلقت لتحقيقها هذه المسابقة، وأن من أحد أهم ثمارها إفراز مثل هذه النوعية من الشعراء، الذين تأهل بعضهم إلى مرحلة الخمسين في فعالية “ديوان الأدعم”، وهى المرحلة التي تم الإعلان عنها أخيراً.
ولقد اعتمدنا آلية جديدة في التقديم للمسابقة خلال النسخة المرتقبة، وذلك بالتسجيل عبر حساب المركز على “الانستقرام”. كما أن أهم ما يميزها أن الشعراء سيطرحون مواضيع قيمية، بكل ما تحمله من أبعاد فكرية عميقة، تنطلق من قيم المجتمع، ورؤية وزارة الثقافة والرياضة ( نحو مجتمع واعٍ بوجدان أصيل وجسم سليم)، وذلك بمشاركة طلاب الجامعات والكليات المدنية والعسكرية في قطر.
وسوف يتبارى الشعراء المشاركون في هذه المسابقة حول المواضيع المشار إليها، التي سيتم لاحقاً إحالة ما سيتمخض عن هذه المسابقة من قصائد إلى نقاد وشعراء وأكاديميين، وذلك بهدف تحليل هذه القصائد، وشرح أبعادها، والوقوف على ما تحمله من جماليات فنية، والتوقف عند المعاني القيمية التي سعت القصائد إلى إبرازها.
وقال: لدينا العديد من المشاريع الشعرية التي نثري من خلالها الساحة الشعرية بالدولة، والتي تنطلق من تحقيق رؤية الوزارة، والتصورات الكبرى، وبالشكل الذي تدعم معه القيم الأخلاقية والمجتمعية، التي نحرص على تحقيقها خلال جميع الفعاليات التي يقيمها مركز قطر للشعر.
واكد ان أحد الأهداف التي يسعى إليها مركز “ديوان العرب” دعم الشعراء، ونشر دواوينهم الشعرية، على نحو ما نحرص عليه من إصدار دواوين شعرية، منها ما صدر من ديوان “شاعر الجامعات”، بالإضافة إلى إصدار ديوانين للشاعرين حمدان المري، وحمد بن محسن النعيمي، وتوقيعهما في معرض الدوحة الدولي للكتاب في نسخته الثلاثين، لتضاف هذه الدواوين إلى غيرها من دواوين سبق أن أصدرها المركز خلال الفترة الماضية، بما يعزز إثراء المشهد الأدبي بالدولة، ويدعم في الوقت نفسه نشر القصائد الشعرية المميزة، الأمر الذي يؤكد أن “ديوان العرب” أصبح منصة مهمة للشعراء، يواكب من خلالها إنتاجهم الشعري.