كرّم أمس سعادة صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة المُخترعين القطريين الذين حصدوا 11 ميدالية بالمعرض الدولي الثاني عشر للاختراعات في الشرق الأوسط بالكويت، حيث حصدت قطر خلال مُشاركتها 11 ميدالية، 5 ذهبيات و5 فضيات وميدالية برونزية، فضلاً عن الجائزة الأولى لمكتب الاختراع لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث حصل مُخترعو النادي العلمي وجامعة قطر على هذه الميداليات وسط تنافس بين عدد كبير من المُخترعين الذين شاركوا من مُختلف أنحاء العالم. ويأتي حرص الوزارة على إقامة حفل الاستقبال وتكريم الفائزين من أجل إلقاء الضوء على حجم التقدّم الذي تواصله قطر في طريقها بمجال الابتكار. والفائزون هم : الدكتور إبراهيم المسلماني حصل على الميدالية الذهبية مع مرتبة الشرف والمركز الأول لجائزة مكتب براءات الاختراع لمجلس التعاون الخليجي لدعم الابتكار والاختراع، كما فاز كل من خالد أبو جسوم، وعلي صلاح البوحسين، خالد الأنصاري الميدالية الذهبية، و نورة طالب آل جميلة المري، خلود زيد القرح على الميدالية الذهبية، وفاز كل من نوف علي العبيدلي، سعاد محمد العبدالله الميدالية، علي إبراهيم الفارسي، دكتور رضا هميلة، محمد معراج على الميدالية الفضية، وفاز الدكتور ناصر العمادي بالميدالية البرونزية وهو الذي مثّل المُخترع الدكتور المرحوم محيي الدين بن عمار الأستاذ السابق بقسم الهندسة الإلكترونية بجامعة قطر.
من جانبه أوضح الدكتور إبراهيم المسلماني، مستشار نائب رئيس الجامعة لشؤون البحث والدراسات العليا، أنه تقدّم باختراع المنشل البحري، ويرتبط هذا الاختراع بأجهزة الصيد وبصورة أكثر دقة هو عبارة عن جهاز مُعد لاسترجاع قفص الصيد المُصمّم للحد من الأضرار البيئية التي تلحق بقاع البحر، والإسهام في القضاء عليها، ويشمل الجهاز هيكلين مُتباعدين من نوع الزلاجة لتوجيه الجهاز على طول قاع البحر، مع تقليل الأضرار التي تلحق بقاعه.
وأفاد خالد أبو جسوم الفائز أيضاً بالميدالية الذهبية أن اختراعه عبارة عن جهاز ذكي للطهي، حيث يقوم بعملية الطبخ بشكل أوتوماتيكي، حيث يتم التحكم في الجهاز باستخدام تطبيق على الهاتف الذكي بعد أن يكون الجهاز مُوصلاً بالإنترنت، فيقوم المُستخدم باختيار الوصفة من التطبيق، ويتتبع التعليمات لتعبئة 6 علب وخزّان ماء بمكونات الطبخة ومقاديرها، ويقوم الجهاز على الفور بإتمام عملية الطبخ بشكل آليّ من خلال التحكم بتوقيت إنزال المكونات في قدر الطبخ التابع للجهاز، والتحكّم بالحرارة، بالإضافة إلى تقليب المكونات، وتقدّم أبو جسوم بشكره للنادي العلمي ووزارة الثقافة على الرعاية التي كانت أبرز دليل على دعم مسيرة الابتكار والدعم لشريحة الشباب.
أما علي بن صلاح البوحسين، والحاصل على ميدالية ذهبية في المعرض، أوضح أنه قدّم جهاز بور بود، وهو نظام لشحن الجوّال بشكل أوتوماتيكي، حيث يقوم بتبديل البطارية بطريقة آلية ودون تدخل بشريّ، مُشيراً إلى أن ذلك يُعد طريقة جديدة لشحن الجوّالات في ظل الاستهلاك اليومي الكبير، وفي وقت يتطوّر فيه الهاتف بشكل كبير ولا تتطوّر البطارية، مُشيراً إلى أن هذا التكريم يُعد تعزيزاً لمكانة المُخترعين، ودافعاً للاستمرار في تقديم المزيد.
فيما خالد علي حسن علي الأنصاري أشار إلى أن اهتمام الدولة بتكريم المُخترعين يُعطيهم دافعاً لبذل المزيد من الجهد، والعمل بكل ما لديه من أجل خدمة المجتمع الإنساني.
وقالت نورة طالب آل جميلة المري من النادي العلمي إنها شاركت في المعرض بتقديم ابتكار من نوع جديد قادر على خدمة الإنسانية وذلك بالتعاون مع خلود القرح، وأفادت بأن الاختراع هو ناطق إلكتروني للإشارة، مُشيرة إلى أنه عبارة عن قفّاز يُحوّل لغة الإشارة إلى صوت لاستخدام الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وأوضحت أن الفئة المُختارة هي فئة الأطفال حتى يتم زرع الثقة فيهم ودمجهم في المجتمع، وقدّمت نورة شكرها لوزارة الثقافة على ما توليه من رعاية للمُبتكرين، والعمل على تحفيزهم من أجل أن يُقدّموا المزيد.
من جانبها قالت نوف علي العبيدلي، عضو النادي العلمي وهي مُعلّمة علوم مدرسة الإسراء الابتدائية للبنات، إنها قدّمت سوار الإنقاذ الذكي، وهو سوار يُوضع على المعصم أثناء السباحة لحماية الفرد من خطر الغرق، ويتكون السوار من عدة وحدات إلكترونية تقوم بالعمل معاً، ويتم التحكم بها عن طريق مقبض، حيث تعمل الوحدات معاً لربط السوار بالنظام الشامل للاتصالات الفعّال، بالإضافة إلى جهاز تحديد الموقع عبر الأقمار الصناعية، ولفتت إلى أن الجهاز يبدأ عمله عند سحب المقبض الموجود بالسوار من قبل صاحبه، وذلك عند الإحساس بخطر الغرق، ليتم فتح العوّامة فتمتلئ بالغاز وتساعد الشخص على الطفو فوق سطح الماء، وأثناء ذلك يقوم السوار أوتوماتيكياً بإرسال إشارات إغاثة ورسالة نصيّة قصيرة إلى الجهات المسؤولة مع تحديد الموقع الجغرافي للشخص بدقة عالية.
أما سعاد محمد العبدالله عضوة النادي العلمي والمُعلمة في مادة العلوم بمدرسة حطين النموذجية للبنين فقالت إن اختراعها عبارة عن المركبة الآمنة لحماية سائقي السيارات من الحوادث، وذلك عن طريق بعض الحسّاسات التي تعمل بعدة طرق مثل درجة حرار الإنسان، وأيضاً قياس ثاني أكسيد الكربون، إلى جانب مُحدّد السرعة بحيث لا يتجاوز السائق السرعة المُحدّدة، فضلاً عن تحديد مُدة المُكالمة في السيارة بحيث لا تزيد على دقيقتين، وكذلك إضافة حسّاس في حالات النوم بحيث يتم تنبيه السائق حتى لا يغفو أثناء القيادة، وأوضحت أنها ستقوم بعمل تعديلات تطبيقية في سيارات الأطفال ثم يتم العمل بها في السيارات الكبار. وقالت سعاد حول حفل التكريم الذي أقيم أمس: إن تعامل وزارة الثقافة مع المُبتكرين على هذا النحو يُعد دافعاً لتطوير المُخترع واختراع المزيد، فضلاً عن تشجيع الشباب على حوض غمار عالم الاختراعات.
وقال علي إبراهيم الفارسي الحائز على الميدالية الفضية إن اختراعه عبارة عن درع واق لحماية الجسد من الصدمات الناتجة من الحوادث أثناء قيادة الدرّاجات النارية، حيث يحتوي الاختراع على وسادة هوائية تعمل مُباشرة عند ميلان الشخص بدرجة مُعينة، بالإضافة إلى وجود نظام ذكي لإرسال إشارة للجهات الأمنية والإسعاف لتحديد موقع الحادث، مع التفاصيل الخاصة بمُستخدم الدرّاجة، وأشاد الفارسي بجهود وزارة الثقافة في دعم المُبتكرين، وتوصيل إبداعاتهم العلمية للعالم من خلال إشراكهم في المحافل والمعارض الدولية، وهو الأمر الكفيل بتحقيق نهضة علمية كبرى في قطر التي تشهد تقدّماً وازدهاراً في كافة المجالات.
الدكتور رضا هميلة الأستاذ في قسم الهندسة الكهربائية بالجامعة أوضح أنه فاز بالميدالية الفضية عن اختراع يُستخدم في تحديد القرون المُعطلة في الهوائيات الضخمة مُتعدّدة المدخلات والمُخرجات، حيث يُوفّر طريقة للكشف عن عناصر الهوائي في نسق المدخلات والمُخرجات، تعتمد على تقنيات استشعار الضغط وتحليل ترابط مصفوفة القياس، أي متوسط التماسك مُضاف إليه مقاييس الترابط في أسوأ الحالات والتي تستخدم بشكل مُشترك لتحديد أفضل طريقة لجمع القياسات.
المهندس محمد معراج الذي نال الميدالية الفضية نيابة عن فريق من المُخترعين برئاسة الدكتور عاطف إقبال، أوضح أن الاختراع يتعلق بإمدادات الطاقة وهو عبارة عن برنامج تشغيل ثنائي متصل led عاكس، قابل للتنظيم بشكل خطي لسلسلة led، وهو باعث للضوء، كما يُوفّر أيضاً مُنظماً خطياً قابلاً للتعتيم، حيث يتجنّب dc بمصدر تيار مُباشر، ويستخدم المحثات والمكونات الإلكترونية الضخمة والمُكلّفة مع تجنّب التداخل الكرومغناطيسي، والمُشكلات الأخرى المُرتبطة بفتحات تعديل عرض نبض pwm باهتة.
وقد حل الدكتور ناصر العمادي كممثل للمُخترع الدكتور المرحوم محيي الدين بن عمار الأستاذ السابق بقسم الهندسة الكهربائية بجامعة قطر، وتقدّم باختراع عبارة عن نظام إلكتروني لا سلكي دقيق لمُراقبة تسرّب الماء والهواء ما بعد العمليات الجراحية وقام العمادي بتمثيل الجامعة والمُخترع رحمة الله عليه، حيث بذل مجهوداً كبيراً في تصنيع وتقديم الاختراع في المعرض وإقناع المُحكّمين الدوليين بأهميته من الناحية العلمية والعملية.