احتفلت وزارة الثقافة والرياضة باليوم الرياضي للدولة في حديقة البدع بحضور سعادة الوزير السيد صلاح بن غانم العلي وعدد من كبار المسؤولين بالوزارة، وشارك في الاحتفال الآلاف من الأطفال وطلاب المدارس وأولياء الأمور، وسادت الاحتفال أجواء من الفرح والبهجة، حيث حرص الوزير على مداعبة الصغار ومشاركتهم الألعاب وحمل البالونات وممازحتهم مما أضفى على الاحتفال نوعا من الطابع الأسري، وذلك على امتداد 1800 متر سار خلالها سعادته وسط المشاركين بشكل لا يمكن تمييزه عن أي مشارك، حيث مارس معهم رياضة المشي تارة والجري تارة أخرى بينما غطت البالونات ذات الألوان العنابية جانبا كبيرا من قلب الحديقة.

حيث ارتدى الصغار والكبار القمصان والملابس الرياضية في ظل أجواء موسيقية وممارسة ألعاب رياضية متنوعة أبرزها شد الحبل والعدو بالدراجات.

أعرب سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة عن سعادته بالإنجازات التي حققتها الدولة من خلال إقامتها فعاليات اليوم الرياضي خلال الـ 9 أعوام الماضية من عمر تنظيمها، حيث بدأت دولة قطر قطف ثمار تلك الفعاليات، وكشف أن أحدث الدراسات التي أجراها المسؤولون في الوزارة أكدت ارتفاع مستويات الوعي لدى أبناء المجتمع بخصوص ممارسة الرياضة بنسبة كبيرة، وتلك بشارة للجميع ودليل على أن اليوم الرياضي حقق الكثير من أهدافه وفكرته باتت عالمية، لكون أن التجربة القطرية بدأت تنتقل من الإطار الإقليمي لتأخذ بعدا دوليا حيث تستنسخها عدد من البلدان. وحول انعكاسات اليوم الرياضي على المونديال، أوضح سعادة الوزير صلاح بن غانم العلي لـ”لوسيل”: إن دولة قطر منذ نشأتها وهي تولي الرياضة اهتماماً خاصاً، وذلك عبر حرصها على تنظيم البطولات والفعاليات الدولية واستضافة أكبر الفرق الرياضية، الأمر الذي جعلها تحتل مكانة متقدمة إقليميا وعالميا من حيث البنى التحتية بشكل عام والبنى التحتية الرياضية بشكل خاص، تلك المكانة جعلتها تحظى بشرف تنظيم كأس العالم 2022 تتويجا وتكليلا لمسيرة عطاء طويلة من قبل الدولة للرياضة على كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية.

واستطرد سعادة الوزير في حديثه لـ «لوسيل» قائلاً: «إذ تلاحظ حتى ملاعب كأس العالم تجد في محيطها مسارات صممت للمشي، ومسارات أخرى لممارسة الرياضة المجتمعية، وكل منها يغذي الآخر، لكون أن الدول المتحضرة اليوم تهتم كثيراً بالرياضة المجتمعية لأنها فيها صحة المجتمع النفسية والبدنية، وهو الهدف الذي نسعى لتحقيقه في دولة قطر، ونبحث عنه دوماً».

وفيما يتعلق بالرسالة التي تبعثها الدولة للرأي العام والعالم من خلال اليوم الرياضي أوضح الوزير أن «تلك الرسالة تشير إلى أن الرياضة هي جزء مهم من الحياة في المجتمعات، والرياضة هي أفضل وسيلة لمقاومة أمراض السمنة والسكر والضغط، والمؤشرات عندنا في المجتمع القطري بالنسبة للرياضة المجتمعية مطمئنة وتؤكد على تقدم كبير أحرز واكتمال بنيتها، واليوم الرياضي استثمرته قطر واستفادت منه استفادة كبيرة، وكل الدول بدأت تستفيد من تجربة دولة قطر، حيث بدأت بعض الدول تقلدها في هذا المجال».

وبشأن انطباعات سعادته حول نسبة المشاركة من الطلاب والجمهور أوضح لـ «لوسيل»: «نحن بالوزارة عندما خططنا لليوم الرياضي بنسخته التاسعة وضعنا في أولوياتنا مشاركة طلاب المدارس والأطفال لكون أنهم عندما يشاركون فإنهم يصطحبون أولياء أمورهم معهم، ومن هنا جاءت فكرة مسابقة البلالين التي قطعوا خلالها 1.8 كم جريا ومرحا وهم يحملون بلالين بألوان العنابي في ظل أجواء بهجة ومرح تشجعهم على الجري، ولذلك إيمانا بأهمية تعويد الأطفال على الرياضة شاركناهم المسابقة، وهنا يلفت انتباهنا أن الأطفال والطلاب بدورهم أحضروا معهم أولياء أمورهم، وبالتالي كانت المشاركة باليوم الرياضي أسرية».

وفي ختام تصريحاته لـ«لوسيل» عبر الوزير عن شعوره بالفخر جراء ما تحقق من بنى تحتية قطرية وحدائق على غرار حديقة البدع التي احتضنت الاحتفال، البدع التي تم تزويدها بكافة أنواع ووسائل وأجهزة ممارسة الرياضة من أجهزة رياضية ومسارات وألعاب إلى جانب بيئتها الخلابة من أشجار وزهور وحشائش، وقال إنه في ذات السياق «تم افتتاح الطريق الأولمبي للدراجات الهوائية ولاحظت فرحة الشباب الذين كانوا يمارسون الهواية بين السيارات، وباتوا الآن يمارسونها عبر طرق ممتدة طويلة».

ومن جانبه كشف السيد عبد الرحمن الدوسري المدير التنفيذي لليوم الرياضي: إن نسبة الوعي بأهمية الرياضة في المجتمع القطري التي تحدث عنها سعادة الوزير تتجاوز 86% اليوم، واليوم الرياضي بات محطة تتجدد سنويا وتؤكد اهتمام الدولة والحكومة بالإنسان الذي يعتبر محورا إستراتيجيا يحقق رؤية قطر 2030، وبالفعل هذا العام بدأنا نجني الثمار بأهمية الوعي بالرياضة ونلمس ذلك بوضوح حيث شارك ربع مليون شخص 2019 بالرياضة المجتمعية ونشاطاتها.

وتمتدّ حديقة البدع التي شهدت الاحتفال على مساحة حوالي 2 مليون م2، وتعد إحدى كبرى الحدائق في المنطقة التي تتميز بإطلالة ساحرة على خليج الدوحة في تصميم يمزج الطبيعة الجميلة مع البحر في مظهر خلاب يبعث في النفس الراحة والسرور وتتضمن العديد من المرافق الخدمية العامة أهمها مواقف للسيارات تحت الأرض تتسع لعدد 5077 سيارة تقريباً موزعة في جميع اتجاهات الحديقة.

وتتضمن الحديقة ثلاث صالات كبيرة للياقة البدنية إحداها مخصصة للنساء بالإضافة إلى أجهزة التمارين الرياضية الخارجية وملاعب رياضية وملاعب مفتوحة للأطفال وكذلك مطاعم ومقاهٍ موزعة على أرجاء الحديقة، كما أن الحديقة مجهزة بأماكن مخصصة للشواء ومسرح مكشوف يتسع لعدد 850 شخصاً، بالإضافة إلى وجود مسارات خاصة بالدراجات الهوائية وأخرى للخيل والهجن ومساحات مائية ومرافق أخرى