تحت رعاية سعادة صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة، أُسدل الستار مساء أمس على فعاليات النسخة الثالثة من ملتقى الشباب القطري، واستمر لمدة يومين بإشراف وزارة الثقافة والرياضة وتنظيم مركز قطر للفعاليات الثقافية والتراثية، حيث شهد الملتقي إعلان اول لجنة استشارية منتخبة لسعادة وزير الثقافة والرياضة، حيث جرت الانتخابات بين 29 مرشحا ومرشحة لاختيار 7 من بين المرشحين الذين يمثلون مختلف القطاعات الثقافية والأدبية والشبابية والرياضية وذوي ريادة الأعمال، وقد وصل عدد الناخبين إلى 1243 ناخباً، وقد فاز بعضوية اللجنة كل من حمد اللبدة ومحمد الدحابيب وشيخة المري وشريفة الساعي وفايزة الكعبي واحمد الجاسم وخديجة البوحليقة.

وقد أقيم الملتقى تحت شعار “يا وطني ها أنا ذا”، وسعى إلى تمكين الشباب من ممارسة أدوار قيادية ومجتمعية تساعدهم في تحقيق أهداف رؤية قطر 2030، وتعزيز الحوار والتشاور بين الشباب، والقائمين على أمرهم في المراكز واللجان والأندية وغيرها، علاوة على سعيه إلى توفير البيئة المناسبة للشباب لطرح أفكارهم والمشاركة في دراسة القضايا التي تهمهم وإيجاد الحلول المناسبة لها، بجانب فتح فضاءات جديدة للعمل الشبابي، واكتشاف المواهب الشبابية في مختلف المجالات. وقد بلغ عدد الأجنحة التي شاركت بالملتقى 33 جناحا، شملت 22 مركزا شبابيا و5 مراكز ثقافية واللجنة الشبابية الاستشارية لسعادة وزير الثقافة والرياضة، بالإضافة إلى 9 شركاء من المراكز والهيئات التعليمية العاملة في المجال الشبابي، علاوة على الورش التفاعلية والدورات التدريبية التي شهدها الملتقى، ووصلت إلى 20 ورشة، استقطبت ما يزيد عن 500 شاب، ما أكسب الملتقى زخما وتنوعا في مستوى المشاركات والمخرجات.

وجاء إقامة الملتقى من كون الشباب هم صناع المستقبل وهم الأساس في بناء الوطن، ما جعل الملتقى فرصة للتفاعل المباشر والتعبير عن آمال الشباب وطموحاتهم وسبل دعمها، بالإضافة إلى تعزيز التواصل والحوار المتبادل بين الشباب، وصياغة رؤية ناجعة للمستقبل تمكّن الدولة من استشراف آفاق الرقي والتطور للمجتمع. وشكل نجاح الملتقى، وما تمخض عنه من مبادرات وفعاليات، فرصة لعرض أنشطة المؤسسات الشبابية واستقطاب المزيد من الشباب القطري للانخراط في العمل الشبابي، لما شكله الملتقى من فرصة لتوقيع بعض الاتفاقيات بين تلك المؤسسات وإطلاق بعض المبادرات الشبابية والتطبيقات الالكترونية الهادفة لتيسير المشاركة الشبابية.

شهد ملتقى الشباب القطري للشباب ، تدشين مجلة المبتكر للنادي العلمي القطري، وهي مجلة سنوية يصدرها النادي وتبرز دور المبتكرين القطريين وتساهم في التعريف بإنجازات الشباب القطري، وتوثق اهم انجازات النادي العلمي خلال عام، كما تم تدشين هوية المركز الشبابي للهوايات، وتقديم فقرة بعنوان “ألعاب الخفة”، وتم تقديم فقرات حملت عناوين “جائزة أخلاقنا، المجلس الطلابي والتواصل الحديث، و المجلس الطلابي” بالتعاون مع جامعة قطر، كما شهد تكريم الفائزين في مسابقات إبداعات بمركز إبداع الفتاة، وعرضاً لمبادرة “ركز شوي”، وقدمها المركز الإعلامي للشباب، بالإضافة إلى توقيع مذكرات تفاهم بين المراكز الشبابية مع النادي العلمي القطري لإنشاء معامل تصنيع رقمية (الفاب لاب) في المراكز .

شهد ختام الملتقى إعلان أسماء الفائزين بمسابقة “تحدي الأفكار”، وقد استهدفت هذه الفعالية التي شاركت فيها عدة جهات بالدولة، وتواصلت على مدى ثلاثة أيام، تعزيز دور الشباب القطري من المدربين والميسرين، إذ تم الاستعانة بواحد وعشرين مدربا وميسرا لتيسير ورش العمل للفرق المشاركة، والذين تم تدريبهم وتطويرهم من خلال برنامج متخصص في التفكير التصميمي لتمكينهم مستقبلا في هذا المجال.

وشهد البرنامج إقبالاً لافتاً من الشباب، إذ فاق عدد المسجلين حتى اغلاقه مائتي مسجل، تم اختيار ثمانين مشاركا من بينهم للمنافسة على حل التحديات المطروحة، والتي قدمتها الجهات المشاركة، وهي: بنك قطر للتنمية، وشركة سكك الحديد القطرية (الريل)، وقطر الخيرية، ومركز الحماية والتأهيل الاجتماعي (أمان).

ويُشار في هذا السياق أن عدداً من الجهات بالدولة قد أبدت رغبتها بالمشاركة في البرنامج إيماناً ودعماً منها لتعزيز المشاركة الشبابية، إلا أنه تعذر تلبية جميع طلبات المشاركة، وتم التنسيق معها للمشاركة في النسخة القادمة من الفعالية.

وقد قُسمت الفرق المشاركة في هذا البرنامج بحسب المجالات المشاركة، والتي بدأت بورشة في التفكير التصميمي، وقدمها كل من المدرب ناصر المالكي والمدرب ناصر المغيصيب، ليتم الانتقال بعد ذلك إلى جلسات العصف الذهني، فيما تم طرح أفكار من جانب المشاركين كحلول مقترحة للتحديات التي تم تطويرها وعرضها خلال جلسات النقاش، حيث تم التوصل إلى أفضل الحلول المبتكرة وغير النمطية لها، بما يجعلها قابلة للتطبيق على أرض الواقع.

شهد الملتقى جلسة مصارحة شبابية مع المجلس الطلابي التمثيلي لجامعة قطر، لمناقشة دور المجلس والتحديات التي تواجهه، وشارك فيها كل من فيصل الحنزاب وعبدالرحمن الباكر وحمد الجميلي واحمد المري ونجلاء الخليفي وحنان عبد الرحمن وفاطمة المراغي وفاطمة فلامرزي. وقدم الجلسة خالد الجميلي وحضرها الدكتور حسن الدرهم رئيس الجامعة والدكتور عمر الانصاري نائب رئيس الشؤون الطلابية.

في البداية تحدث فيصل الحنزاب عن المجلس الطلابي التمثيلي والذي يعد بمثابة حلقة وصل بين الادارة والطلاب، حيث ينقل المشاكل التي تواجهه الطلاب ويناقش الادارة، وقال ان المجلس قد اطلق خطته الاستراتيجية وهي عبارة عن خمس ركائز منها علاقة المجلس بالمجلس نفسه وعلاقة المجلس بالادارة وعلاقته ايضا بالطلاب وبالمجمتع ككل وعلاقته دوليا بحيث يحاول ملامسة القضايا العربية والدولية.

ويرى عبد الرحمن الباكر ان الكثير من الطلاب يعرفون عن المجلس خاصة وانه في كل انتخاب يكون هناك زخم واعلانات بين المرشحين، كما تقوم الجامعة بإرسال ايميلات للطلاب، وكذلك عمل اللقاءات التعريفية. وقال ان كل مجلس يواجهه عدد من التحديات وعليه ان يثبت جدارته، بحيث نحاول التعامل مع الادارة بأريحية، الا ان التحديات تتمثل في الاجراءات الروتينية.

اكد حمد الجميلي على سعيهم على تطوير وتوسيع المجلس، وايضا عدد الاعضاء قد زاد وهناك توسع في الصلاحيات مما يدل على تطور وتحسن المجلس. وتابع قائلا: قبل عام قبل الترشح كان يراودني شعور بأن المجلس شكليا، ولكن بعد انضمامي لهذا الكيان وجدت ان الواقع مختلف، فالبعض لا يدرك صلاحية المجلس وبالتالي ينتظر امور خارج نطاق صلاحياته.

وقالت نجلاء الخليفي ان هيكلة المجلس ١٦ رئيسا ضمن ٦١ عضوا يتم توزيعهم فيتفاوت عدد اعضاء ممثلي كل كلية حسب كثافة الطلاب، كل هذا فعلا عن اللجان المختلفة والتي لها ادوار مختلفة. واضافت: هناك من يتحدث ان المجلس لا يقوم بدوره وهناك طلاب يأتوننا بقضايا خارج اختصاصاتنا، الا ان مادة السيمنار ستكون داعما لنا بشكل ايجابي خاصة وانها قيد التدقيق وذلك للتعريف بالمجلس بدءا من الكورس القادم. وترى حنان عبد الرحمن ان المجلس فرصة لاكتساب مهارات، كل مجلس يشهد اختلاف عن الاخر، مشيرة الى انه واجهته مشاكل مع الادارة، ودائما ما يكون المجلس الاقرب للطلبة، واعتقد ان المجلس بحاجة لتفعيل صلاحياته والحصول على صلاحيات اكبر، مشيرة الى انه يكون هناك شكاوى من التعسف في ادارة الفعاليات وسياسية المزاجية من قبل الادارة.  وقالت فاطمة المراغي انه رغم التحديات الا ان المجلس استطاع انجاز العديد من الاشياء للطلبة، اهمها انه ساهم في توسيع الهيكل للمجلس الطلابي وزاد عددهم، موضحة ان الادارة قد ساعدت في مشاركة القرار فيما يتعلق مثلا باشكالية الانذارات، وايضا اصبح هناك ساعة حرة كل اثنين واربعاء من كل اسبوع، وبالطبع هناك تحديات خاصة بكل كلية وذلك حسب طبيعة الدراسة بها.