استعداداتٌ مكثفةٌ يقوم بها أعضاء أوركسترا قطر الفلهارمونيّة بمشاركة ٣٠ عازفًا من تركيا على خشبة مسرح المياسة بمركز قطر الوطنيّ للمؤتمرات، حيث تنظّم وزارة الثقافة والرياضة رؤية سيمفونيّة جديدة للمقطوعة الشهيرة (الثلاثية المقدّسة) التي ألفها الملحن الراحل رياض السنباطي، المقرر لها أن تقام غدًا في تمام الساعة السابعة والنصف مساءً، والتي تأتي تقديرًا للملحن الراحل رياض السنباطي، ويقدّمها مركز شؤون الموسيقى بالتعاون مع أوركسترا قطر الفلهارمونية، وبمشاركة عازفين من تركيا، وقد قام بإعداد وتوزيع الرؤية السيمفونيّة الجديدة لها الفنان التركي إسماعيل ظافر هازنيدار أوغلو، بقيادة الملحن والقائد الموسيقي أورهان سالييل.

وبهذه المُناسبة، قال المايسترو أورهان سالييل إنّه يشعرُ بأحاسيسَ إيجابيةٍ منذ اللحظة الأولى التي بدأ فيها العمل بهذه السيمفونيّة، حيث إنّ هناك التزامًا وتقديرًا من الجميع الذين يجتمعون في هدفٍ واحدٍ وهو نشر ثقافة المحبة والسلام من خلال الموسيقى وإعلاء الإنسانية فوق كل الأمور التي من الممكن أن تفرّق ولا توحّد، مُؤكّدًا أن قيادة أوركسترا قطر الفلهارمونية أمرٌ جيدٌ جدًا، وأنه معجب كثيرًا بأداء أعضائها ولديهم حالة من الانسجام الكبير مع أفراد الإيقاع الذين يتميّزون دومًا في أوركسترا قطر عن غيرها من الفرق الموسيقيّة الكُبرى حول العالم، ولفت إلى أنّ أوركسترا قطر في حدّ ذاتها تعدّ نموذجًا للتعايش وإعلاء التسامح والانتصار للإنسانية، حيث إنها تحتوي على 120 عازفًا يمثلون 35 دولة من مُختلف بلدان العالم، وهو الأمر الذي يدعو للتفاؤل والإيجابيّة.

من جانبه، قال الفنان التركي إسماعيل ظافر هازنيدار أوغلو الذي قام بإعداد وتوزيع الرؤية السيمفونية الجديدة للمقطوعة الشهيرة الثلاثية المقدّسة، علينا أن نحتفي بالتراث الموسيقي للفنانين العظماء من أمثال رياض السنباطي، وأم كلثوم وغيرهما ممن رحلوا عن دنيانا وتركوا لنا إرثًا موسيقيًا عظيمًا، وقد تم اختيارُ مقطوعة الثلاثية المقدسة نظرًا لأنّها تحكي قصة جميلة جدًا روحانية وترتقي بالحسّ الإنساني لكل من يسمعها، خاصةً أنّها تتعرّض لأماكن مقدسة، مؤكدًا أن الرؤية الموسيقية التي قام بإعدادها لهذه المقطوعة هي الأولى من نوعها في العالم ولم يسبق لأحدٍ أن قام بمثلها حول العالم، خاصة أنه عاش لمدة 9 شهور، وكأنه متقمصٌ لشخصية الملحن رياض السنباطي، ويعيش حياته ويقرأ عنه، حتى أن المقربين منه ظنوا أنه أصبح رياض السنباطي، لافتًا إلى أنه كان يحرص على أن يركّز في تفاصيل حياة السنباطي ليستطيع أن يقدّم رؤيته بشكل مُبتكر.

ويأتي اختيار رائعة السنباطي لتقديمها من خلال الحفل المنتظر لما له من مشروع تجديديّ في الموسيقى العربية خلال المرحلة التاريخيّة التي عاصرها. وتقديرًا لمجهود السنباطي الموسيقي تقوم وزارة الثقافة بالإشراف على تقديم هذا الحفل الذي لا يعدّ مجرد نشاط ثقافي اعتيادي، ولكنه حفل استثنائي، وبالرغم من كونه يتضمن عملًا موسيقيًا ضخمًا لأحد أعلام الموسيقى العربية، إلا أن العزف الذي سيستمع إليه الجمهورُ لن يكون مجرد استنساخ لرائعة السنباطي ولكنه يقدّم معالجة ورؤية موسيقية جديدة لهذه الرائعة.