زينت أعمال التشكيليين القطريين أروقة وأبهاء الدورة 30 من معرض الدوحة الدولي للكتاب، وعانقت ألوانهم ومشاهدهم البصرية عناوين الكتب، في تجربة مميزة، شهد فيها معرض الكتاب أكبر مشاركة للفنانين التشكيليين وأوسع منصة عرض لأعمالهم، فتكاملت المعارف وفنون الموسيقى والتشكيل والمسرح في الخريطة الكلية للمعرض.
فإلى جانب الاجنحة المخصصة للفنانين المحترفين، تصدر البهو المعرض والورشة التشكيلية والمرسم المفتوح، وانهمك الفنانون من الشابات والشباب في صياغة أعمالهم على مرأى من الجمهور، الذي ظل يحلق حولهم منذ انطلاق المعرض ويسألهم عن فنهم وأساليبهم في تجربة تفاعلية ثرية.
كما انهمك الفنانون والفنانات في حوار متصل حول تجاربهم وخبراتهم الشخصية والموضوعية.
الفنان فهد المعاضيد المشرف والمسؤول عن فعالية الفنون التشكيلية، تحدث لـ«الوطن» عن التجربة فقال: نقدم في هذه الدورة فعالية وورشة ومرسما مفتوحا ومعرضا، بمشاركة 40 تشكيلية وتشكيليا، الورشة تقام طوال ايام المعرض من الخامسة حتى الثامنة مساء، بمشاركة متدربين ومتدربات، تتضمن مفاهيم التأسيس والتخطيط، إلى جانب ورش للأطفال.
وهناك فعالية الجاليري المكونة من اربعة اقسام و12 مساحة لعرض الاعمال الفنية، والمرسم المفتوح لمختلف الاساليب والمدارس الفنية والخامات.
وأضاف المعاضيد: لقد وفر لنا مركز الفعاليات الثقافية مساحة وفرصة مميزة لاستقطاب المواهب الصاعدة والوجوه الجديدة، فصار المكان ينبض بالحياة والحوارات والتفاعل المبدع، إلى جانب الجدارية التي تمتد على مساحة 44 مترا مخصصة لإبداع فناني الكوميك والكارتون والانيمي، الذين منحتهم المشاركة فرصة للمشاركة والحضور في قلب الحدث.
تفاعل وحوار
وعبر الفنانون من الشابات والشباب المشاركين في حديثهم لـ«الوطن» عن سعادتهم وتفاؤلهم بالمشاركة في هذه التجربة التي عززت الحوار والتفاعل بين تجاربهم، فقال حمد محمد المطاوعة: هذه مشاركتي الثالثة في البرنامج الإبداعي لمعرض الدوحة للكتاب، وتميزت تجربة هذه الدورة من المعرض باتساع مشاركة فناني رسم الواقع وفناني الانيمي والكوميك، إلى جانب الرسم على جدارية واحدة، وهي تجربة جيدة تبادلنا فيها الخبرات، وتفاعلنا مع جمهور المعرض.
منال اليافعي قالت: انها مشاركتي الأولى، وأنا أحب رسم الشخصيات ذات العلاقة بالطفولة، أشعر بعفويتها وغنى ألوانها، ومثلما أحاول في تجربتي لكتابة الرواية اختصار الموقف الحياتي في جملة واحدة، أوظف مبدأ الحياة مواقف في الرسم بتعبير عفوي، ومشاركتي مع اخواتي الفنانات واخواني الفنانين ألهمتني كثيرا بأفكار وألوان جديدة. فاطمة محمد أبو ألفين، قدمت تجربة مميزة في فن البورترية مستخدمة خامة الزجاج مع ألوان الماء والزيت في المعرض، وجلست إلى مرسمها لإكمال بورتريه، قالت: رغم انني درست الإدارة والتسويق إلا انني حرصت على تنمية موهبتي في الرسم، فجمعت بين الواقع والفن، فالفن إطار للحياة والواقع، وهذه المشاركة أغنت تجربتي.

وأضافت: أمارس رسم البورتريه وأجد فيه وسيلة تعبير أعبر فيها عن إحساسي تجاه الحياة، وفي أعمالي أتعاطف مع الأطفال وكبار السن من خلال معالجة أثر الزمن على شخصية الإنسان.
مريم محمد المعضادي، وهي تشكيلية مشاركة في برنامج الاقامة في مطافي –مقر الفنانين- وعضو رابطة الدوحة للفن على السوشيال ميديا تنتمي للمدرسة الواقعية التجريبية، عبرت عن سعادتها بالمشاركة في هذه الفعالية، وبردود افعال الجمهور التي منحتنا طاقة إيجابية، كما ان هذه التجربة نقلتنا من التفاعل في وسائط التواصل الاجتماعي إلى الواقع، وجعلتنا ندعم بعضنا بعضا بالحوار والتفاعل وتبادل الخبرات.
ليلى ماشاء الله درويش: قالت: تخصصت في اللغة العربية وأعمل في مجال التربية الخاصة بالمكفوفين، والمهارات الحركية الدقيقة بمركز النور للمكفوفين، وأكتب القصص وأرسم الواقع بطبيعته ونوافذه وأبوابه، وهذه المشاركة وفرت لنا مناخا من الالفة وتجربة مميزة لعرض أعمالنا وتجاربنا.