دشنت وزارة الثقافة والرياضة أحد أهم إصداراتها ضمن فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب وهو كتاب “حياة عالم من قطر”.. سيرة الشيخ الجليل عبدالله بن تركي السبيعي ، بالمسرح الرئيسي في معرض الكتاب.

وعقب التدشين قام مؤلف الكتاب الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن عبد الله بن تركي السبيعي بتوقيع نسخ من الكتاب لزوار المعرض ومحبي الشيخ الجليل الذين أكدوا أهمية الكتاب لنشر سيرة الشيخ الجليل للأجيال القادمة.

واستعرض مؤلف الكتاب الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن تركي السبيعي الكتاب الذي يعد سيرة رائد من رواد النهضة التعليمية في قطر وأحد العلماء الأجلاء، حيث قضى حياته في نشر العلم والدعوة، وتأسيس التعليم في قطر حتى وافاه الأجل عام 1968 م – رحمه الله.

ونقل الأستاذ الدكتور عبد العزيز السبيعي عن معاصريه قولهم إن الشيخ الجليل كان غزير الرواية، لطيف الدراية، متشعب الحديث، يسترق قلوب الناس بحسن الكلام وجميل البيان، كان شخصية فذة، وافر العقل، سديد الرأي، واسع المعرفة، مشرق الوجه، مهيب السمت، جليل القدر.

ولفت إلى أن جهد الشيخ عبد الله بن تركي لم يكن خطباً ومحاضرات ومقالات وفتاوى فقط وإنما كان عملاً بناء يؤسس قواعد راسخة لنهضة دينية وتعليمية متواصلة، مضيفاً أنه فتح أبواب التعليم للفتاة القطرية، ووضع مناهج التربية الإسلامية، وكان له دور في إنشاء المعهد الديني الثانوي، وتزويد البلاد بأساتذة من علماء الأزهر الشريف.

وقاد الشيخ الجليل عبد الله بن تركي السبيعي حملة جريئة واسعة لجمع التبرعات لمجاهدي الثورة الجزائرية، وساهم فيها بجهده فكان خطيبها الأول، وساهم فيها بماله، وقام بنفس الدور في إعانة أسر مجاهدي فلسطين.

وارتكز الكتاب على ما ترك الشيخ الجليل من آثار علمية مكتوبة كالمحاضرات والدروس والتسجيلات الإذاعية، والتقارير الرسمية والمكاتبات والمراسلات والمقابلات الصحفية، وما حفظته ذاكرة إخوانه وأبنائه وأصدقائه ومعارفه، والتي أسهمت جميعها في توثيق المراحل التي مر بها الشيخ بصورة خاصة والمجتمع القطري آنذاك بصورة عامة.

وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقد لتدشين الكتاب قال الأستاذ الدكتور عبد العزيز السبيعي إن الترجمة غطت ما يقرب من قرن من الزمن، وأوضحت الكثير من جوانب الحياة التعليمية والاجتماعية والاقتصادية في قطر، وما صاحبها من تحديات وإنجازات رسمت لنا صورة واضحة عن حياة الشيخ عبد الله بن تركي وما كان يسعى إليه من تحقيق بناء نهضة تعليمية وصحوة إسلامية آتت أكلها وثمارها بعد رحيل الشيخ وما زالت آثارها باقية إلى يومنا هذا. ونوه إلى ارتباط اسم الشيخ الجليل باسم الأزهريين، حتى إنه لقب بـ «أبو الأزهريين في قطر» فكان يقضي مصالحهم ويلبي طلباتهم ويبين للمجتمع الحاجة إلى علمهم.

ونقل السبيعي ما كتبه الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي عن جهود الشيخ الجليل عبد الله بن تركي السبيعي في إقامة مسابقات القرآن الكريم، حيث كتب: كان من الأشياء التي أعتقد أن قطر كان لها فضل السبق فيها مسابقات حفظ القرآن الكريم، التي اقترحها تفتيش العلوم الشرعية برئاسة الشيخ عبد الله بن تركي على الشيخ قاسم بن حمد آل ثاني وزير المعارف، فما كان أسرع من استجابة الوزير وتشجيعه ورصده الميزانية اللازمة لهذه المسابقة.

وأكد د.عبد العزيز السبيعي أن الترجمة للشيخ عبد الله بن تركي لا تزال قاصرة عن إيفائه حقه، مؤكداً أن الحديث عن حياة العلماء وجهدهم وجهادهم وآثارهم العلمية والدعوية والمشاق التي كابدوها هو من أكثر الأمور التي تحفز من يأتي بعدهم على بذل الجهد في سبيل العلم والدعوة إلى الله.

وشدد على أن العلماء منارات يستدل بها على طريق السلف الصالح وعلى المثل النبيلة التي يسعى إليها كل مخلص لدينه ووطنه.