أكد سعادة صلاح بن غانم العلي، وزير الثقافة والرياضة، أن العام الثقافي قطر وفرنسا سيترك إرثًا يستدام لما بعد 2020 ويزيد العلاقات بين البلدين قوة إلى قوتها، لافتاً إلى أن برنامج الأعوام الثقافية أثبت أهميته كوسيط في تعزيز التفاهم المشترك العابر للحدود، بما يتيحه للشعوب من فضاءات للقاء، وفرصة لتذوق الإبداعات على اختلافها، وهو ما يتماشى مع روح رؤية قطر الوطنية 2030 وجوهرها.
وأشار إلى أن الأعوام الثقافية على مدار ثماني سنوات نجحت في تحقيق التقارب مع مختلف الشعوب والتعرف على كل نفيس من مكونات التراث الأصيل والثقافة الغنية لدينا ولديهم، موضحاً أن تلك الشراكة تسهم في بناء الأسس المتينة مع المؤسسات الثقافية الفرنسية والتي بدورها تؤدي إلى تعميق العلاقات الدبلوماسية والاجتماعية والثقافية بين البلدين.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي، الذي عقد أمس للإعلان عن إطلاق برنامج العام الثقافي قطر فرنسا 2020، والذي سيجري تدشينه في حفل رسمي تحتضنه دار الأوبرا بالحي الثقافي “كتارا” بعد غد.
وسيشمل البرنامج باقة واسعة من المعارض والمهرجانات وأنشطة التبادل المعرفي والثقافي تُقام على مدار 12 شهرًا في كل من قطر وفرنسا، وستحيي حفل الافتتاح أوركسترا قطر الفلهارمونية من خلال عزف باقة من كلاسيكيات الموسيقى الفرنسية المميزة تحت قيادة مارك بيوليه، أحد أكثر أبناء عصره إمتاعًا وتنوعًا في مجال الموسيقى.
وقال وزير الثقافة والرياضة، خلال كلمته في المؤتمر “في الوقت الذي تزداد فيه العلاقات التجارية القطرية الفرنسية ازدهارًا، هناك ما يقرب من 5500 مواطن فرنسي يعيشون على أرض الدوحة، ويتحدث الفرنسية حوالي 200 ألف شخص في قطر، في الوقت الذي يحتفل فيه المعهد الفرنسي في قطر بالذكرى الثلاثين على تأسيسه والتي قدم خلالها العديد من الأنشطة التعليمية والثقافية الثرية، ولعل خير دليل على مدى تقديرنا واحتفائنا بصداقتنا والدعم المتبادل بين بلدينا قيام المعماري الفرنسي جان نوفيل بتصميم متحف قطر الوطني وقد عبّر عن احترام وفهم عميقين في تصميم هذا الرمز الوطني الأصيل والتحفة المعمارية المستوحاة من وردة الصحراء”.
من جانبه، قال سعادة السيد فرانك جيلي سفير الجمهورية الفرنسية لدى دولة قطر: “ستكون سنة 2020 سنة استثنائية، إذ ستساهم في تعزيز أكبر لروابط الصداقة التي توحد الفرنسيين والقطريين من خلال توطيد التبادلات الفنية وتبادل المعرفة بين فرنسا وقطر، فكلانا فخور بهذا التعاون الذي حققناه، ففي العام الماضي فقط، تبادلنا زيارات رفيعة المستوى، ووقعنا 7 اتفاقيات مهمة في مجالات الدفاع والأمن والتعليم العالي والثقافة، إلى جانب التعاون التجاري الثنائي الحيوي بين بلدينا الذي يشهد ازدهارًا في الوقت الحالي، فقد ارتفع مؤخرًا بنسبة ملحوظة بلغت 33% خلال العام”، موضحاً أن مبادرة الأعوام الثقافية تشجع الحوار بين الثقافات وتسلّط الضوء على العلاقة المتميزة لقطر مع دولة صديقة.
وأشار إلى أن العام الثقافي قطر – فرنسا 2020 يهدف إلى تعزيز العلاقات بين شعبين وتاريخين وثقافتين، وسيكون هذا العام فرصة لزيادة مستوى المعرفة بفرنسا في قطر، كما سيكتشف الفرنسيون أيضًا ثقافة قطر وتاريخها وطموحاتها.
ترتكز فعاليات العام الثقافي قطر وفرنسا على ثلاثة محاور لرؤية قطر 2030، المحور الأول سيركز على الفنون بكل أشكالها حيث يتميز العام بالعديد من الأحداث البارزة الفنية، والموسيقية، والسينمائية، أما المحور الثاني سيدعم المعرفة والتعاون العلمي والجامعي ومناقشة الأفكار، حيث ستحل فرنسا ضيف شرف معرض الدوحة للكتاب، إلى جانب تقديم ليلة الأفكار في متاحف مشيرب في 30 يناير، وهو موعد يتم تنظيمه في جميع أنحاء العالم لتعزيز تبادل الأفكار والحوار حول موضوع مشترك، كما سيتم تنظيم فعالية تحت مسمى “الشارع الفرنسي” في حديقة متحف الفن الإسلامي في شهر نوفمبر، وستعرض في هذا الشارع الشركات الفرنسية الموجودة في قطر بمختلف ميادينها وخبراتها، إذ سيتم جمع الشركات الفرنسية إلى جانبنا لجعل فعاليات هذه سنة نجاحًا باهرًا.
ومن أبرز المعارض التي سيشهدها العام الثقافي قطر وفرنسا، استضافة قصر طوكيو في باريس معرضًا فنيًّا معاصرًا بعنوان “العالم يحترق” من تصميم وتقييم مركز الفن المعاصر المتحف العربي للفن الحديث، وسيضم المعرض أعمالًا لفنانين من قطر ومنطقة الخليج، وتشمل الأنشطة الأخرى التي ستُقام في فرنسا أفلامًا سينمائية من إنتاج مؤسسة الدوحة للأفلام ستُعرض في مهرجان كان السينمائي الدولي ومهرجان “كليرمون فيران” للأفلام القصيرة، إلى جانب عروض “أسبوع الثقافة القطرية” الذي سيُقام في شهر أكتوبر 2020 في معهد العالم العربي في باريس، وفي مارس ستنظم مطافئ مقر الفنانين معرضًا مميزًا بعنوان “استوديوهات بيكاسو”، وسيضم المعرض مجموعة من أروع الأعمال الفنية التي أبدعها الفنان بابلو بيكاسو، أحد أشهر فناني القرن العشرين، وهي أعمال سيتم استعارتها من متحف بيكاسو الوطني في باريس، وفي خريف 2020 ستستضيف صالة المعارض المؤقتة في متحف قطر الوطني معرضًا تحت إشراف مؤرخة الفن الفرنسي المشهورة كاثرين جرونييه يتناول الابتكار الباريسي الهائل في الفن الحديث، فيما يستعرض جاليري متاحف قطر – الرواق أعمالًا للفنان الفرنسي المعاصر فيليب بارينو.
أكد السيد أحمد النملة، الرئيس التنفيذي لمتاحف قطر، على أهمية مبادرة الأعوام الثقافية في نقل الثقافة بين الشعوب، وأن العام الثقافي بين قطر وفرنسا سيكون عامًا استثنائيًا، يشهد العديد من البرامج التي تركز على المعرفة والحوار وتبادل الأفكار، موضحاً أن العام الثقافي يأتي لتنوير العالم حول الثقافة المشتركة بين الشعوب.
وأشار النملة في تصريحات خاصة لـ(الشرق)، إلى أهمية العام الثقافي قطر وفرنسا 2020، مؤكداً أن فرنسا من الدول التي تربطها علاقات عديدة مع قطر، وقال: “فرنسا أحد المحاور المهمة اقتصادياً وسياسياً لذا من المهم جداً أن ننقل ثقافتنا لهم”.
أوضحت السيدة عائشة العطية، رئيس قسم الأعوام الثقافية في متاحف قطر، أن فعاليات العام الثقافي قطر فرنسا ستكون استمرارًا لعلاقات الصداقة التاريخية بين البلدين، لافتة إلى أن هذا العام سيشهد العديد من المبادرات الثقافية والفنية والتي من شأنها تعزيز الحوار بين الشعبين القطري والفرنسي.
وأشارت العطية في تصريحات خاصة لـ(الشرق)، إلى أن برنامج العام الثقافي بين قطر وفرنسا سيكون برنامجا استثنائياً، يحتضن عدداً كبيراً من الفعاليات والأنشطة المتنوعة والتي تستند إلى ركائز أساسية تدعم رؤية قطر 2030، لافتة إلى أن العام الثقافي سيشهد معارض فنية عديدة لأشهر الفنانين الفرنسيين والمحليين.
وأوضحت أن هناك مبادرة ستقام في أواخر يناير الجاري، وهي إتاحة الفرصة أمام المصممين والمصممات من قطر بالمشاركة في أحد أكبر معارض التصميم في فرنسا، مؤكدة على أهمية الأعوام الثقافية في بناء الشراكات بين قطر ودول العالم في مجالات كثيرة.