بغلاف متشح بالسواد مطبوع عليه باللون الأبيض صورة لأصابع تتدلى منها خيوط تتحكم من خلالها بشيء ما، وكُتب أسفلها.. نظرية المؤامرة.. الكأس المسمومة، وهو المانشيت الرئيسي للعدد الجديد الذي أصدرته إدارة الإصدارات والترجمة بوزارة الثقافة والرياضة من مجلة الدوحة في العدد رقم 47 بعد المائة من مجلة الدوحة عن شهر يناير الجاري، ويتضمن العدد الجديد العديد من الملفات الثقافية المتنوعة التي تثري محتوى المجلة التي تعد من أفضل الإصدارات الثقافية على مستوى الوطن العربي.

وجاء في تقديم ملف المجلة الرئيسي أن نظرية المؤامرة تعرضت لنقد شديد في العلوم السياسية منذ أن احتكم إليها في تفسير الثورة الفرنسية أواخر القرن الثامن عشر، وقد وجدت هذه النظرية دوماً ما يغذيها في الحقل السياسي بحيث ارتبطت به على نحو خاص لذلك تحولت إلى موضوع ضمن العلوم السياسية ولربما يعود اعتماد هذه النظرية في الممارسة السياسية لا فقط إلى كون السياسة تنبني على المصلحة وعلى تبرير الوسائل بالغايات وعلى هشاشة البعد الأخلاقي فيها، بل يعود أساساً إلى كون السياسة وفق ما تستجليه علومها، لا تحتكم إلى الفكر في بناء التصورات ولا تستند إلى تفسير علمي، فنظرية المؤامرة تعفي من الفكر ومن التحليل ومن البحث عن الأسباب المولدة للظواهر.

وتحت عنوان بين العام والخاص ..أوهام المؤامرة كتب خالد بلقاسم عن تناقض منطلقات نظرية المؤامرة مع الفهم السليم والتفسير المرجح للظاهرة، وتكشف عن مفارقة كبيرة تتجلى في قدرة الوهم على أن يصوغ نظريته، وفي طاقة الحجب والتعتيم على ادعاء الكشف والتفسير والإضاءة، وخلص إلى أن نظرية المؤامرة دليل على أن بوسع الوهم أن يصوغ نظريته وأن يقدم نفسه بوصفه قادراً على تفسير الظواهر.

وكتب عبد الرحيم العطري عن سرير بروكيست والتأويل من داخل العلبة، حيث يتضح جلياً أن كل شيء مرتبط ببعضه البعض وفقاً لما انتهى إليه مايكل براكون، فدوماً هنا من يحرك اللعبة بدهاء تام، بينما بحث يوسف وقاص في موضوع منفصل عن أسباب الإيمان بنظريات المؤامرة وقال إنها تخلق التماسك الاجتماعي أو بالأحرى الشعور بالانتماء، لأن الأشخاص يتحولون بتأثير البروباجندا المكثفة إلى مجموعة من الطليعيين الذين يعتبرون أنفسهم مستنيرين. وترجم رضا الأبيض مقال لجان وليام فان براوجين، جاء فيه أن نظريات المؤامرة محيطة بنا تماماً ومدفوعة برغبة تطورية في البقاء، وتحدث عن كيفية تشغيل هذه الظاهرة في العصر الحالي، مؤكداً أن وسائل الإعلام هي اللاعب الأساسي في الأمر. من جهة أخرى صدر مع مجلة الدوحة كتاب فن الكتابة لروبرت لويس ستيفنسون والذي يقع فيما يقرب من 80 صفحة بالقطع المتوسط ومن ترجمة مجدي عبدالمجيد خاطر.