تحت الرعاية الكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، تقيم وزارة الثقافة والرياضة الدورة الثلاثين لمعرض الدوحة الدولي للكتاب، وذلك يوم الخميس المقبل ويستمر عشرة أيام في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات.
وتنطلق فعاليات النسخة المرتقبة من المعرض تحت شعار “أفلا تتفكرون”، وبإشراف وتنظيم مركز قطر للفعاليات الثقافية والتراثية، التابع لوزارة الثقافة والرياضة وبمشاركة 335 دار نشر تمثل 31 دولة عربية وأجنبية، منها دول تشارك لأول مرة مثل بلجيكا واستراليا.
وتحل الجمهورية الفرنسية ضيف شرف النسخة الثلاثين لمعرض الدوحة الدولي للكتاب حيث يتم الاحتفاء بالعام الثقافي قطر – فرنسا 2020 والذي سيتم الاعلان عن انطلاقه رسميا يوم الثلاثاء المقبل، وتقدم فرنسا بهذه المناسبة برنامجا ثقافيا حافلا خلال المعرض يبرز عصر التنوير ليتسق مع شعار المعرض ” افلا تتفكرون ” .
وقد عقدت وزارة الثقافة والرياضة اليوم مؤتمرا صحفيا للإعلان عن تفاصيل المعرض بحضور سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة ومسؤولي الوزارة وسعادة السيد/ فرانك جوليه، سفير الجمهورية الفرنسية في قطر وجمع من الكتاب والمثقفين والإعلاميين.
وأكد سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة، في تصريحات صحفية على هامش المؤتمر، أن معرض الدوحة الدولي للكتاب بات يحظى بمكانة دولية مرموقة، وشهد نقلة نوعية خلال السنوات الأخيرة حيث أصبح محطة لمحبي المعرفة بشتى أصنافها وحافزا للبحث عنها، من خلال مشاركات جادة للناشرين المميزين، وتفاعل كبير بين المثقفين من قطر وخارجها ، مشيرا إلى أن المعرض في نسخته الثلاثين بشكل خاص حقق أرقاما قياسيا من ناحية المشاركة سواء في عدد دور النشر المشاركة او الدول ، وأن هذه النسخة شهدت إقبالا كبيرا على المشاركة ولكن الوزارة من خلال اللجنة المنظمة عملت على انتقاء أفضل دور النشر ، حيث عملت اللجنة على تحليل محتوى ما قدمته دور النشر في النسخة الماضية، ولذلك تم رفض مشاركة عدد من دور النشر لعدم جودة ما تقدمه من حيث الشكل او المضمون .
وشدد في الوقت ذاته على أن وزارة الثقافة والرياضة فتحت الباب أمام مشاركة الجميع بما فيها دور النشر من دول الحصار ولكن لم تتقدم هذا العام للمشاركة دور نشر من هذه الدول وإن كانت هناك كتب لمؤلفين منها تباع في المعرض حيث إن الوزارة تفصل بشكل تام بين الثقافة والسياسة ، منوها بأن سقف الحريات مفتوح للجميع في قطر ، باستثناء الكتب التي تحرض على العنصرية أو تحتقر الآخرين ، أو تتضمن اعتداء على الأديان ونحو ذلك وهو الأمر المعمول به في مختلف دول العالم لأن الدولة تؤمن بحرية الاعتقاد ولكنها لا يمكن ان تتبنى كتابا يحمل عنصرية أو إساءة للأديان السماوية.
و قال سعادة وزير الثقافة والرياضة ، إن المعرض ليس محطة لبيع الكتاب بقدر ما هو مكان للتفكر حسب شعار هذه الدورة ” أفلا تتفكرون ” فهو يقدم دعوة للتأمل والتفكر، من خلال فعالياته، كما يستضيف نخبة من المفكرين من مختلف قارات العالم ، مشيرا إلى ان الفعاليات الثقافية المقامة بالمعرض كلها تصب في سبيل تحقيق شعار المعرض بإثارة السؤال لدى الانسان والبحث عن الأسئلة والاجابة حول التصورات الانسانية الكبرى التي تدفعنا إلى النهوض والتقدم ، معربا عن إيمانه الشديد بأن الجيل الحالي قادر على إثارة التساؤلات العميقة والبحث عن إجابات لها .
وأوضح أن هذه الدورة الجديدة تأتي لتعزز الاتجاه نحو الارتقاء بالوعي المجتمعي، وإيلاء العلم دوره المركزي في تحديد سلوك الإنسان، بفضل تنشيط قدرات التفكير، وتنوير العقول بما تحتاجه من تصورات تغير نمط حياة الإنسان إلى ما هو أفضل، وتجدد الإسهام الحضاري القائم على احترام التنوع بين ثقافات الشعوب، لافتا إلى أن المعرض هذا العام ركز بشكل أساسي على الأطفال، كما أنه يتلاءم مع جميع افراد العائلة التي كانت محور اهتمام المسؤولين عن المعرض، فكثير من الفعاليات تهتم بالأطفال، وتم تخصيص قسم كامل للأطفال باسم “مدرسة قطر ” للأطفال ، فضلا عن مسابقات للأطفال تحفزهم على التفكير، داعيا سعادته الأسر والعوائل لحضور الفعاليات المخصصة للأطفال فضلا عن اقتناء الكتاب الذي يفيد في الارتقاء بفكر وعقول أبنائنا.
وردا على سؤال لوكالة الأنباء القطرية/ قنا/ حول اهتمام وزارة الثقافة والرياضة بصناعة النشر والاهتمام بدور النشر القطرية، أكد سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة، أنه لا توجد قيود فكرية على الناشرين عامة، وتعتبر قطر محطة مهمة ثقافيا وفكريا لكل الناشرين حتى من الناحية المادية ، نتيجة القوة الشرائية في المجتمع، فعلى الرغم من الاتفاق مع دور النشر بخصومات خاصة بالمعرض فإنهم يحققون ارباحا مرضية لهم خلال معرض الدوحة، فكل الظروف مهيئة لنجاح المعرض من مختلف الجوانب، لافتا إلى أن الناشر القطري يحظى بدعم خاص من وزارة الثقافة والرياضة والأهم من ذلك أن الجو العام للناشر في قطر يسعى لتكون قطر نقطة رئيسية في صناعة النشر وتبادل الكتب في المنطقة ، وأن هذه الدورة تسعى إلى تطوير مهنة النشر من خلال إنشاء برنامج زمالة الدوحة للناشرين.
وأشار سعادته إلى أن إقرار الموعد الجديد للمعرض جاء بعد دراسة شاملة لجدول الفعاليات الخاصة بالدولة، ولتجنب تعارضها مع بعضها البعض، وبشكل خاص الاحتفالات باليوم الوطني للدولة، وحدث كأس العالم الذي تستضيفه دولة قطر خلال شهر ديسمبر 2022، بالإضافة إلى التنسيق مع اختبارات المدارس الحكومية والخاصة، كما جاء اعتماد الموعد الجديد، حرصا من وزارة الثقافة والرياضة على إتاحة الفرصة لمختلف شرائح المجتمع وخاصة المهتمين بالقراءة والمعرفة، من زيارة المعرض باعتباره الملتقى السنوي للمختصين بصناعة الكتاب، من مؤلفين وناشرين وموزعين بجمهورهم من المثقفين وطلاب العلم وأصدقاء الكتاب من مختلف شرائح المجتمع.
ومن جهته أعرب سعادة السيد فرانك جوليه، سفير الجمهورية الفرنسية في قطر، عن اعتزازه باستضافة دولة فرنسا كضيف الشرف الثقافي لمعرض الدوحة الدولي للكتاب بنسخته الثلاثين مقدما الشكر إلى وزارة الثقافة والرياضة على التعاون للخروج ببرنامج ثقافي مميز ، لافتا إلى أن مشاركة فرنسا بمعرض الدوحة الدولي للكتاب تعتبر أولى فعاليات العام الثقافي قطر فرنسا 2020 ، والذي سيتضمن العديد من الفعاليات الثقافية والفنية في كلا البلدين تحقيقا للتعاون الثقافي، مشيدا بعمق العلاقات الثنائية بين البلدين وخاصة الثقافية واهتمام دولة قطر بتعزيز التبادل الثقافي وخاصة مع الدول ذات الثقافة الفرانكفونية باعتبار قطر عضوا في منظمة الفرانكفونية .
وقال سعادته إنه ممتن لاهتمام قطر باللغة الفرنسية، وهو مؤشر على انفتاح دولة قطر على الثقافات المختلفة في العالم، مشيرا إلى ان المشاركة الفرنسية ستكون تحت عنوان عصر التنوير حيث سيبرز معرض الدوحة للكتاب، الثقافة الفرنسية من خلال إعادة بناء ساحة فرنسية تجمع بين المقاهي والمكتبات التي ترمز إلى هذه الحقبة.
واستعرض جانبا من الفعاليات الفرنسية بالمعرض منها معرض “التنوير.. إرث للمستقبل ” (معرض رقمي من المكتبة الوطنية الفرنسية)، ومؤلفات قديمة من مكتبة قطر الوطنية، والتراث والتكنولوجيا الرقمية : كتب جميلة من دار نشر مركز الصروح الوطنية حيث يتم تقديم مختارات من الكتب الجميلة حول الصروح التاريخية والتراث الفرنسي فضلا عن قصص مصورة وكنوز من التراث الفرنسي، ومختارات من كبرى المؤلفات الكلاسيكية لعصر التنوير بحجم كتب الجيب لكل من (ديدرو، كانط، روسو، فولتير ) وغيرهم ، إضافة إلى برنامج محاضرات وتوقيع كتب فرنسية وعروض فنية فرنسية ، كما سيقوم المعهد الفرنسي بتقديم جلسات نقاش لطلاب عدد من المدارس مع مجموعة من المؤلفين و الكتاب كما سيقدم عددا من الفعاليات و الندوات.
وبدوره تحدث السيد جاسم البوعينين مدير معرض الدوحة الدولي للكتاب موضحا ان المعرض يستمر في الفترة من 9 وحتى 18 يناير الجاري بمشاركة 335 دار نشر منها عشر دور نشر قطرية بخلاف المكتبات والمؤسسات القطرية الأخرى، منوهاً بأن دور النشر المشاركة هذا العام تمثل 31 دولة، وهناك دول جديدة لأول مرة تشارك مثل بلجيكا واستراليا كما أن أن المعرض يضم 797 جناحاً على 29 ألف متر مربع، وقد تم تصميم المعرض بشكل مغاير ومميز هذا العام لسهولة الوصول إلى المصادر المطلوبة ، وقد تم تخصيص المنطقة الرئيسية في منتصف المعرض للفعاليات حيث يتم الاحتفاء بالسنة الثقافية قطر فرنسا وكذلك الفعاليات الثقافية الثرية سواء في المسرح الرئيسي والصالون الثقافي والمقاهي الثقافي ومدرسة قطر المخصصة لفعاليات الأطفال، فضلا عن تحصيص مركز للإعلاميين .
واشار مدير معرض الكتاب إلى أن مواعيد المعرض تحددت في أيام من السبت إلى الأربعاء من الساعة التاسعة صباحا وحتى التاسعة مساء ، ويوم الخميس من التاسعة صباحا وحتى العاشرة مساء والجمعة من الثالثة عصرا وحتى العاشرة مساء ، كما تم توفير التسهيلات اللازمة تيسيرا على جمهور المعرض فتم تخصيص المواقف مجانا خلال فترة المعرض للزائرين، كما ستتوفر خدمة العربات وتوصيل الكتب مجاناً.
وتناول بدوره السيد راضي الهاجري نائب رئيس اللجنة الثقافية بالمعرض دور اللجنة الثقافية في الإشراف على المسرح الكبير والقاعات ومدرسة قطر ومن خلال المسرح سوف تقام الندوات والفعاليات وسوف يتم حضور شخصيات بارزة وكتاب، بالإضافة الى العروض المسرحية والتي تهتم بالجيل الصاعد ( الأطفال) حيث تندرج مسرحية “براعم” للاهتمام ونقل الثقافة لهذا الجيل ولا سيما في وجود امسيات شعرية وأمسية موسيقية فرنسية وغيرها من الفعاليات والتي تهدف الى التطور والنهوض الثقافي وتعزيز الثقافة.
وأشار إلى ان البرنامج الثقافي للمعرض يشمل الندوات الرئيسية على المسرح الرئيسي وندوات الصالون الثقافي، بالاضافة إلى 21 ورشة في مدرسة قطر و8 فعاليات في ساحة المدرسة الذي تأخذ شكل ونسق تراث قطر و5 قاعات ملهمة للجيل الصاعد وجميعها يندرج تحت شعار “قطر تقرأ”، وبالإضافة الى انه سيكون في الصالون الثقافي توقيع كتاب الراحل عبدالعزيز جاسم.
وأضاف أن البرنامج الثقافي لهذا العام حافل بالعديد من الندوات والمحاضرات واللقاءات ومنها محاضرة تعزيز التراث لبناء مستقبل أفضل ويتحدث فيها فيليب بلافال رئيس مركز الآثار الوطنية الفرنسية، وندوة “الثقافة التركية بين العمق التاريخي والانفتاح الحضاري”، و تدشين الهوية الجديدة والعضوية للملتقى القطري للمؤلفين، وجلسة حوار المسرحيين وملتقى سعادة وزير الثقافة والرياضة بالكتاب في نهاية المعرض ، فضلا عن 13 ورشة تدريبية تتنوع من حقل التربية والتنمية الذاتية إلى مجال القراءة وتطوير مهارات الكتابة واللغة وغيرها، ومنها ورش في أسس بناء الهوية الوطنية، وورش التخطيط الشخصي وورش خاصة بالنساء .
وتقام في المعرض مسابقة ” أفلا تتفكرون ” وهي مسابقة ثقافية أتيحت لجميع مدارس قطر الابتدائية الحكومية للصف الخامس والسادس، وتتكون المسابقة من أربع مراحل، وهي الدوري الثقافي، المرحلة الربع النهائية، والمرحلة النصف نهائية، والمرحلة النهائية، وتتخلل هذه المراحل عدة تحديات ثقافية ويشارك فيها34 مدرسة منها ( 15 مدرسة بنين و 19 مدرسة بنات) .
وتشهد الدورة الـ30 لمعرض الدوحة للكتاب أوسع مشاركة لدور النشر القطرية الخاصة، حيث تأتي هذه الدورة لتشهد انطلاقه حقيقية وقوية لصناع الثقافة والنشر القطري بمشاركة دار لوسيل للنشر والتوزيع- دار روزا للنشر – دار زكريت للنشر دار الوتد للكتب والمطبوعات -دار جامعة قطر دار الثقافة بما لديهم من رؤية واضحة لخدمة الثقافة والمثقفين في دولة قطر وامتدادا الى خارجها، بالإضافة إلى المشاركة المتميزة لدار كتارا للنشر ودار جامعة حمد بن خليفة للنشر ودار الشرق.
كما يشارك في المعرض عدد من السفارات السفارات العربية والاجنبية بالدوحة منها سفارة الولايات المتحدة الامريكية سفارة اليابان سفارة فلسطين سفارة قرغيزستان سفارة الفلبين السفارة السورية .
وتتميز الدورة الـ30 بالمشاركة الكبيرة للناشرين العرب والأجانب، حيث بلغت دور النشر المشاركة مباشرة 335 ناشر وجهة رسمية،. بينما تصل عدد التوكيلات المشاركة إلى 51 توكيلا عربيا وأجنبيا ، ويبلغ عدد أجنحة الكتب العربية559 ، متمثلة بـ 228 دار نشر، وعدد الاجنحة الاجنبية 91 جناحا متمثلة بـ 35 دارا أجنبية ، بينما يبلغ عدد دور النشر للأطفال 72 دار نشر، فيما وصل عدد الأجنحة إلى 797 جناحاً.
وسوف يشارك بالمعرض عدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية في الدولة.
ويعتبر معرض الدوحة الدولي للكتاب محطة سنوية مهمة سواء للمثقفين والمبدعين القطريين أو لزملائهم في الوطن العربي وخارجه، حيث يلتقي الناشر والمؤلف والقارئ، ليعبروا معاً عن الأفق المشترك لتطوير الثقافة العربية والإنسانية على السواء، وهو نوع من التعارف النوعي الذي تعيشه الثقافات فيما بينها لترعى القيم الثقافية في إطار الحوار والاختلاف والاحترام المتبادل ، وهو من أكبر معارض الكتب الدولية التي تقام فى المنطقة ويحظى بمكانة كبيرة، نظرا للإقبال الكبير الذي يشهده من جانب الدول العربية والأجنبية، والتي ظلت في تزايد منذ إقامة أولى دوراته في العام 1972م ، وقد ظل المعرض يقام وقتها كل عامين، وحتى العام 2002م، إلى أن تقرر إقامته كل عام، ما أكسبه مكانة وصبغة عالمية كبيرة، وخاصة بعد نجاحه في استقطاب أكبر وأهم دور النشر في العالم.