أعلنت وزارة الثقافة والرياضة عن إعدادها خطة تتضمن ملامح الموسم المسرحي الجديد واستراتيجية المركز خلال عام 2020، علماً بأن الكشف عن كافة التفاصيل سيكون من خلال مؤتمر صحفي يستعد مركز شؤون المسرح لعقده خلال الفترة القليلة المقبلة، وفي هذا السياق أوضح الفنان صلاح الملا مدير مركز شؤون المسرح أن العمل يتم على قدم وساق لإعطاء الحركة المسرحية المزيد الطاقة رغم كونها قدمت الكثير على مدار الموسم الماضي.
ونوّه الملا بأن التركيز على الواعدين من الشباب له الأهمية القصوى في الوقت الحالي نظراً لإيمان الوزارة الراسخ بأنهم الرافد الأساسي للحركة المسرحية في المستقبل، وعلى ذلك تم إقامة مهرجان «شبابنا على المسرح» في نسخته الأولى العام الماضي بينما يتم حالياً الاستعداد للنسخة الثانية، إلى جانب إقامة الكثير من الدورات والورش التي عملت خلال الفترة الماضية على الارتقاء بالمواهب وتأهيلها، كما يعمل المركز على دعم كافة أطياف الشباب الذين ينتمون من كل الفئات خلال خطة أعدها المركز تهدف إلى تقديم المزيد من الدعم مع الإبقاء على كافة السبل التي أوجدها المركز فيما قبل لوصول الشباب إلى ما يصبون اليه، وعلى ذلك تم عقد العديد من اللقاءات مع شباب المسرح القطري الواعدين للتعرف على أمنياتهم.
وأكد الفنان صلاح الملا مدير مركز شؤون المسرح أنه سيمضي قدما في تطوير أداء المسرح الشبابي المحلي من خلال دعم النسخة الثانية من مهرجان المسرح الجامعي –شبابنا على المسرح- والذي حقق نجاحا كبيرا في العام الماضي وشهد تنافس خمسة أعمال مسرحية من أربع جامعات ومعاهد بالدولة، ولفت إلى أن المراكز الشبابية والأندية لا تدخر جهداً في دعم الشباب حيث تضم لجانا ثقافية تقدم كل الدعم لعشاق المسرح، كما أن الفرق الأهلية تفتح أبوابها لكل من يهوى أبا الفنون، مشيراً إلى أن الموسم المسرحي قد شهد العديد من المشاركات الشبابية، حيث وقف الشباب إلى جانب الكبار على ذات الخشبة ما أهلهم لاكتساب مزيد من الخبرة، وهناك الكثير من الجوائز التي سيتم تقديمها للواعدين ممن شاركوا في الأعمال التي تضمنها الموسم الحالي، وكشف الملا أن المركز أعد خططا لاحتضان ورعاية الموهوبين الذين ستسطع ابداعاتهم خلال المهرجان وذلك من خلال اتاحة فرص العمل المسرحي لهم، كما ينوي المركز اشراكهم بعروض خاصة بهم ليدخلوا إلى حيز المنافسة بعروض من ابداعهم بشكل كامل، حتى يتنافسوا بها ضمن عروض الموسم، هذا فضلاً عن مشاركة أعمال «شبابنا على المسرح» في المهرجانات الجامعية الدولية باسم قطر، تماما كما حدث مع عرض جامعة قطر «شباب ولكن» الذي شارك في مهرجان آفاق المسرحي الثامن بسلطنة عمان وحصد جائزة أفضل عمل متكامل.
عودة المسرح الشبابي
من جانبها قالت ايمان المري مخرجة ومؤلفة مسرحية 22 بوصة التي شاركت بالنسخة الأولى من مهرجان شبابنا على المسرح: نحن نشكر القائمين على مركز شؤون المسرح وعلى مهرجان المسرح الجامعي الذي تسبب في عودة الروح للمسرح الشبابي مرة أخرى وكان سببا في ممارسة الشباب للمسرح ضمن أنشطتهم في الجامعة وهو ما يمثل خطوة هامة ضمن تطوير الحراك الثقافي والمعرفي، خاصة وأن المسرح له دور كبير في نشر الوعي والنهوض بالمجتمعات، ولا سيما المسرح الشبابي الذي يهدف إلى كشف المواهب الإبداعية للشباب، ولا يخفى على أحد أن الشباب هم عماد التنمية في كل المجتمعات المتحضرة.
وأوضحت المري أنهم كان لديهم طاقة كبيرة لتقديم ابداعهم خاصة وان لديهم فريقا يسمى «22 تحت الصفر» وجاء مهرجان شبابنا على المسرح ليكون المكان الأمثل لتفريغ تلك الطاقات الإبداعية، وانهم قدموا مسرحية 22 بوصة التي تطرقت لقضايا معاصرة تشهدها المنطقة العربية وقضايا محلية بطريقة كوميدية. وأشادت بالجهود المبذولة من قبل المسؤولين عن المسرح حيث تم تذليل كافة الصعاب التي واجهتهم وتم تقديم كافة أنواع الدعم المعنوي والمادي، وساعدونا من خلال المشاركة في ورش عمل تدريبية سبقت المهرجان والتي ساهمت بتطور الأداء والمستوى في كتابة نص والإعداد والإخراج، وأضافت: الحمد لله حصلنا على اشادة من الجمهور ونلنا نصيبا عاليا من الجوائز على المستوى الفردي والجماعي، وأنا استغل الفرصة بأن اشكر كل أعضاء فريق 22 تحت الصفر على جهودهم وتفانيهم واخلاصهم في العمل وتحملهم تلك الفترة، وأتمنى أن يكون مهرجان شبابنا على المسرح النسخة الثانية بنفس المستوى من إعداد وتخطيط ووتقديم نفس الورش والتوسع بشكل أكبر ونحن بإنتظار النسخة الثانية بفارغ الصبر.
من جانبه قال سائد أبوعفيفة المخرج المنفذ لمسرحية 22 بوصة: مهرجان المسرح الجامعي الاول أو «شبابنا على المسرح» يمثل بالنسبة لنا هو المكان الأمثل لظهور مواهب طلابية شبابية في مجالات المسرح المتعددة سواء في الكتابة أو الإخراج أو الديكور أو التمثيل والازياء، وفيما يخص مشاركتهم في النسخة الماضية قال: نحن نفتخر بمشاركتنا في المهرجان الذي كان بمثابة منصة للطلاب لتفريغ عما بداخلهم وتقديمهم لقراءتهم الخاصة ووجهة نظرهم فيما يدور حولهم من قضايا ساخنة تحدث في المنطقة، ونحن توجهنا إلى استخدام مسرح الشارع بمعنى الخروج من العلبة الكلاسيكية الإيطالية وطرح موضوع ما وكسر الحاجز الرابع من خلال الخروج عن المسرح الاعتيادي وفزنا بجائزة أفضل نص وافضل أزياء وافضل مؤثرات صوتية وأفضل ممثل دور ثاني وجائزة اللجنة الخاصة، ونحن وجدنا أن أفضل طريقة لمشاركتنا في هذا المحفل الجميل هو أن نعتمد على أنفسنا في كل شيء سواء التأليف أو الإخراج والتلحين والغناء حتى نحقق الاستفادة القصوى من الفرصة التي اتيحت لنا، وهنا يجب أن نشكر وزارة الثقافة ممثلة في مركز شؤون المسرح، ونحن حققنا ما نهدف اليه حيث حصل العمل على رضا الجمهور ونلنا عددا من الجوائز، وأيضا أوصلنا رسالتنا التي نسعى لإيصالها والتي من أجلها شكلنا فريق 22 تحت الصفر والذي يهتم بطرح قضايا المنطقة العربية بشكل مختلف، ونحن ننتظر بفارغ الصبر النسخة القادمة من المهرجان ونتمنى أن نشارك بشكل متميز.
أما ايمان الطيطي الطالبة والباحثة في مجال الأدب المقارن بمعهد الدوحة للدراسات العليا فتقول: خلال النسخة الأولى من مهرجان شبابنا على المسرح كانت تجربتنا الأولى لطلاب معهد الدوحة للدراسات العليا في المشاركة بمهرجان المسرح الجامعي، وقد قوبلت هذه الخطوة بترحاب كبير من الطلاب والأكاديميين بالمعهد وتحمسنا لها كثيرا خاصة وان جميع المشاركين كانت هذه التجربة الأولى المسرحية لكل المشاركين، وأنا أشد على يد كل من ساهم في هذا المهرجان ونشكر كل محاولات الدعم والتشجيع التي كانت تعني لنا الكثير وكانت كلمة السر في أن نقدم ما قدمناه، وأضافت الطيطي: ربما ما وجدته من تشجيع ودعم معنوي غير مسبوق هو الأمر الذي دفعني لخوض تجربتي الإخراجية الأولى في مسرحية بالتاء المربوطة التي شاركنا بها في المهرجان، وكانت سببا في إبراز معنى العمل الجماعي حيث ساهم فيها كوكبة من الباحثين والباحثات من مختلف التخصصات ليقدموا ترميزا لمسرحيتنا بحسب دراسات أدبية وتجارب سياسية وأخرى اجتماعية والبعض منها تجارب حية من خلالهم ومن خلال تخصصاتهم.
وقالت الطالبة والباحثة ايمان الطيطي: من أهم مكاسب هذه التجربة الرائعة أن هناك عددا كبيرا من طلاب المعهد ينتظرون المشاركة في النسخة الثانية من المهرجان وكلهم حماس في أن يقدموا أفضل ما لديهم، حيث كسروا رهبة المسرح وأصبحوا معتادين على ارتياد المسرح ومتأهبين بقوة وحب العمل المسرحي.