عقد الملتقى القطري للمؤلفين جلسة «كاتب وكتاب» لمناقشة وتدشين الطبعة الثانية من كتاب «من تراثنا الشعبي القطري» للكاتب والشاعر القطري الأستاذ علي بن شداد آل ناصر. ويندرج هذا الإصدار ضمن الكتب التوثيقية للتراث الشعبي القطري، ويتناول التوثيق لجميع عناصر التراث الشعبي القطري بشكل عام مع التركيز على الجوانب المهمة فيه، والتي لها مدلولها الإيجابي للجيل الحالي والتذكير بخصال السلف الصالح.
جاء تدشين هذا الكتاب بالتزامن مع الاحتفال باليوم الوطني لدولة قطر باعتبار هذا العمل التوثيقي احتفاء بالهوية الوطنية من وجهة نظر الكاتب الذي تخصص في التوثيق والذي ركز في كافة أعماله التي تجاوزت 20 كتابا على حماية الخصوصية الحضارية ومرتكزاتها ومقوماتها الحضارية والدينية والثقافية والتراثية.
وأكد الأستاذ آل ناصر خلال الجلسة النقاشية التي أدارها الأستاذ صالح غريب منسق شؤون الأعضاء بالملتقى القطري للمؤلفين، أن هذا الكتاب يتميز بالشمولية والإلمام لجميع الجوانب التاريخية والاجتماعية والفكرية والموروث الشعبي إذ أنه عمل على حماية الموروث الشعبي الشفهي من الاندثار أو التشويه وحوله إلى عمل مكتوب ليكون سهل النقل للأجيال القادمة.
واعتبر الشاعر القطري أنه لا بد من الاستمرار في توثيق الموروث الشعبي لحمايته لأنه في معظم الأحيان يتم تفريغ الموروث من مضمونه وتشويهه فيصبح مجرد صورة، وهذا التوثيق يعتبر شواطئ آمنة يحتمي بها من مد العولمة التي لا تحترم الثوابت الثقافية ولا خصوصية البلدان وهوياتها.
وقد قسم الكاتب هذا العمل التفصيلي إلى أربعة فصول أساسية تغطي كافة مناحي الحياة، إذ تناول الفصل الأول السير الشعبية وأنواع الأصوات والألحان ونمط الحياة قديما في حين تناول الفصل الثاني العادات والتقاليد وخصوصية الحياة القطرية سواء في البر أو البحر أما في الفصل الثالث فقد تم التطرق إلى المعتقدات والأعراف الشعبية والطب الشعبي وأهم الأمراض التي كانت منتشرة وطرق التداوي وأهم المعالجين قديما. وفي الفصل الرابع والأخير تم رصد توثيق أهم الفنون الشعبية وتجليات الثقافة قديما.
وقد تحدث الكاتب عن الصعوبات التي اعترضته خلال كتابته لهذا العمل وبقية الأعمال التوثيقية التي كتبها سابقا إذ اعتبر أن مجال التوثيق مجال شائك وصعب نظرا لكثرة التناقضات وصعوبة الوصول إلى المعلومة الصحيحة من الشخص المؤهل لتقديم معلومات عن التراث، كما أن العمل الميداني يتطلب التعامل مع مختلف شرائح المجتمع الذين يرفض بعضهم التجاوب معه وهو ما اضطره إلى دراسة العلوم الإنسانية مثل علم النفس وعلم الأنثروبولوجيا ليتمكن من انتزاع المعلومة من بعض الأشخاص وإثراء عمله ليقدم عملا متكاملا من جميع النواحي.
وعن مشاريعه المستقبلية في الكتابة قال آل ناصر إنه ينوي إصدار ثلاثة كتب قبل انطلاق كأس العالم الذي ستحتضنه دولة قطر سنة 2022 بمعدل إصدار واحد سنويا لكن بعيدا عن التوثيق وكشف عن موضوع أحد اعماله الذي سيتناول كأس العالم بصفة عامة واستضافة دولة قطر له بشكل خاص.
المصدر: صحيفة الوطن