أقام مركز الإنماء الاجتماعي «نماء» ، حفل تخريج الجيل الثالث من برنامج تطوير الرياديين الاجتماعيين «سما نماء»، وذلك بحضور ضيف الشرف، سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة، والسيدة فاطمة سلطان الكواري رئيس خدمات الأفراد بشركة أوريدو، ممثلة عن الراعي البلاتيني للحفل، وبحضور نخبة من الشخصيات الاجتماعية المرموقة ومسؤولي المركز.

شهد الاحتفال تخريج 20 شاباً وفتاة، تم اختيارهم من بين أكثر من حوالي 600 متقدم لهذا البرنامج، تتويجاً لجهودهم من العمل المتواصل والتدريب والمحاضرات والفعاليات، واجتياز جميع مراحل إتمام المتطلبات التي يتطلبها البرنامج.
ويأتي برنامج «سما نماء» بهدف تطوير قدرات الشباب واستثمار طاقاتهم، من خلال مجموعة من الأنشطة المتنوعة التي اختيرت بعناية لتناسب فئة الشباب وتحفزهم على التنافس الإيجابي الذي يفرز مبادرات إبداعية تخدم المجتمع، كما يسعى المركز من خلال هذا الجيل من البرنامج إلى توسيع خيارات الشباب وتعزيز مشاركتهم في خدمة المجتمع، وبناء قاعدة عريضة من الرياديين الاجتماعيين والقيادات المستقبلية، وذلك تلبية لمتطلبات المجتمع واحتياجاته المستقبلية، سعياً إلى مزيد من التطوير والتقدم.

وتعددت أهداف برنامج تطوير الرياديين الاجتماعيين «سما نماء»، إذ أثرى البرنامج الجانب التفاعلي للشباب بهدف المشاركة في تطوير مجتمعهم، وكذلك طرح الأنشطة التدريبية المعززة لمعارف ومهارات الشباب اللازمة لتحليل احتياجات المجتمع والاطلاع على الظواهر المجتمعية، كما استهدف أيضاً الخروج بمبادرات ومشاريع مجتمعية من قبل الرياديين الاجتماعيين، تصبّ في خدمة المجتمع وتطويره بدعم وتوجيه من مركز نماء.

وأشاد خريجو البرنامج بما حصلوا عليه من فعاليات إيجابية ساهمت بشكل كبير في إكسابهم جميعاً العديد من المهارات والخبرات العملية والعلمية، موضحين أن مميزات البرنامج تعددت ومن أبرزها التدريب الداخلي والخارجي، إذ تعرف المشاركون في البرنامج من خلال التدريب العملي على كثير من الأمور التي ستساعدهم في حياتهم العملية، وتكون عامل قوة لهم في طريق مساهمتهم الإيجابية في عملية بناء المجتمع الذي يعيشون فيه.

وزير الثقافة: إعلاء قيمة العمل والشعور بأهمية الوقت في حياة الإنساندعا سعادة السيد صلاح بن غانم العلي، وزير الثقافة والرياضة، خلال كلمته في حفل التخرج، إلى النهل من شعار اليوم الوطني للدولة لهذا العام «المعالي كايده»، مشدداً على أن طلب المعالي ليس بالأمر الهين.

كما شدد على أهمية التسلّح بالعلم من أجل العلم، وليس لشيء آخر، من أجل أن تعود له قيمته، إلى جانب إعلاء قيمة العمل، والشعور بأهمية قيمة الوقت في حياة الإنسان.

وأكد سعادة وزير الثقافة والرياضة ضرورة تعليم أبنائنا أهمية الوقت، وأن نزرعه فيهم «كما يجب أن نتفاءل بأن حاضرنا أفضل من ماضينا، وأن جيل اليوم مميز، وبنى على ما بنى عليه آباؤنا في الماضي، ولا بد أن نبشّر بأن جيل الشباب أفضل من جيلنا».

كما وجّه سعادته رسالة للشباب بخصوص المبادرات، وهي أن هناك الكثير من المبادرات التي تحتاج تكاتف الجميع لتحقيقها.

مريم المناعي: مشروع رائد على مستوى

المنطقة ويسير بخطى حثيثة

قالت السيدة مريم عبداللطيف المناعي مديرة إدارة الخدمات المجتمعية بمركز الإنماء الاجتماعي «نماء»: «لقد جاءت تجربة برنامج «سما نماء» للعام الثالث على التوالي، لتؤكد أن هذا المشروع الرائد على مستوى المنطقة يسير بخطى حثيثة نحو تحقيق أهدافه، المتمثلة في تشجيع الشباب وتمليكهم المهارات والمعارف اللازمة للاندماج في خدمة المجتمع».

وأفادت بأنه تقدم للانتساب لمشروع «سما نماء» هذا العام 600 شاب، وأن اختيار 20 من هذا العدد لم يكن بالأمر السهل، فجميعهم يمتلكون الشغف والرغبة، وكثير منهم له إسهامات سابقة في العمل المجتمعي، وقد خضعوا جميعاً لعملية الاختيار التي شملت مراحل نظرية وعملية.

وأضافت المناعي أنه كان لا بد من الاجتهاد والإصرار والمثابرة، وبثمرة عمل متواصل على مدى 5 أشهر، تضمنت 110 ساعات تدريبية نظرية وعملية، بالإضافة إلى جهد دؤوب وعمل ميداني للفرق في كل مرحلة من مراحل تصميم المشروع.
ووجهت المناعي في كلمتها، الدعوة إلى جميع الشباب للاستفادة من مشروعات المركز، والتي تم تصميمها بعد دراسة شاملة، تم تنفيذها بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، بهدف توطين المناهج التدريبية بما يوائم الاحتياجات الفعلية لتطوير معارف وقدرات الشباب، لافتة إلى أن المركز يستكمل مع الصندوق مشروع «تعزيز المهارات الحياتية والمواطنة»، بحيث تم تصميم أول دليل وطني للمهارات الحياتية في دولة قطر، وإعداد فريق وطني يضم 42 مدرباً لنشر الدليل.

عبدالله الهلالي: البرنامج استمر 4 أشهر ومرّ بثلاث مراحل

قال عبدالله الهلالي -اختصاصي أول قسم التواصل المجتمعي بمركز الإنماء الاجتماعي «نماء»- إن خريجي برنامج «سما نما» هذا العام بلغوا 20 شخصاً من إجمالي 600 متقدم مرّوا بعدة اختبارات.

وأوضح أن البرنامج الذي استمر لـ 4 أشهر، مرّ بثلاث مراحل، الأولى كانت في قطر 10 أيام، حصلوا خلالها على تدريبات عملية ونظرية، تعرفوا فيها على احتياجات السوق القطري والتجارب الأخرى الموجودة، أما المرحلة الثانية فكانت في تركيا، تعرفوا فيها على مشاريع ريادية على أرض الواقع، بصحبة مدرب قام بتوجيههم للتعرف على التجارب المختلفة. ونوه بأن هذا العام شهد 6 مشاريع ريادية اجتماعية تشمل مجالات مختلفة، مشيراً إلى أهمية أن تكون هذه المشاريع تخدم المجتمع في المقام الأول، وأن يكون لها عائد مادي يضمن استدامتها.

فاطمة الكواري: حريصون على دعم وتنمية واستثمار طاقات الشباب

قالت السيدة فاطمة سلطان الكواري -رئيس خدمات الأفراد في شركة أوريدو- إن الشركة هي الراعي البلاتيني لحفل تخريج الجيل الثالث من برنامج الرياديين الاجتماعيين «سما نما»، مشيرة إلى أن هذه الرعاية جاءت لتجسيد مفهوم المسؤولية الاجتماعية، خاصة في إطار اهتمامها وحرصها على دعم وتنمية واستثمار طاقات الشباب وأفكارهم الخلاقة.
وأشادت الكواري بالدور الكبير والفاعل لمركز «نماء» الذي يعمل تحت مظلة المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي، على تنظيم برنامجه الاستراتيجي الذي يسهم في بناء الشخصية العصرية المتمسكة بقيم مجتمعها، والتي تسعى إلى توفير احتياجاته وتلبية متطلبات أفراده.

وأكدت أن الاهتمام بالشباب من الجنسين ورعايتهم وتشجيعهم على التفكير والابتكار والحرص على توفير ما يحتاجون إليه من دعم وتوجيه مسألة توليها مؤسساتنا الحكومية والخاصة أهمية كبيرة. وبرنامج «سما نما» مثال رائع على ذلك، مشيرة إلى أن البرنامج يوفر للشباب فرص التدريب من خلال ورش العمل والنشاطات المختلفة، والمحاضرات من خلال برنامج تم وضعه بعناية، ليتمكن المشاركون فيه من التميز في جميع شؤون حياتهم.