شهد مسرح قطر الوطني أمس تقديم عرض خاص لمسرحية “سحابتي” والتي تعد أول عروض مسرح الدمى خلال موسمه الجديد، والمتضمن لثلاثة أعمال من إنتاج مركز شؤون المسرح التابع لوزارة الثقافة، حيث من المنتظر تقديم بقية الأعمال من خلال احتفالات اليوم الوطني بدرب الساعي ومعرض الكتاب على أن تجوب بعد ذلك المدارس القطرية لتقديم عروضها للأطفال. والمسرحية من تأليف ريم بهزدا، وتحريك سمر طاهر، فخر خالد، وليد جابر، إبراهيم الجعيدي، محمد علي، هيثم وناسي، كما ساعد في التلوين والسينوغراف نورين نجيب، وتصميم الأزياء سونيا حبيب، وإخراج كل من ريم بهزاد ومايا ريتشارد، وتدور قصة المسرحية حول بنت تعاني من صعوبة في التفاهم بينها وبين العائلة نتيجة أصابتها بالتوحد مما يعني عدم وجود حياة طبيعية بينها وبين أفرد أسرتها حيث يصعب التواصل بينهم، وفي وقت نرى خلاله الطفلة تتسم بحساسية زائدة نجد الأم لا تستطيع التعامل معها بالطريقة الصحيحة، فهي دائمة البحث عن وسيلة تمكنها من التواصل معها، إلى أن تتمكن بعد فترة من ذلك من خلال قلم الألوان الذي تضعه في صندوقها، وهنا تأخذ الطفلة القلم وتعبر عن ما تشعر به من خلال الرسومات التي تعبر عن ما بداخلها، والعرض يريد أن يطلق رسالة توعوية للمجتمع مفادها البحث عن أنسب وأقصر الطرق للأطفال الذين يعانون من مشكلة انعدام التواصل، مع ضرورة عدم فرض وسيلة محدد للتعامل، حيث يحتاج الأمر بعض الوقت حتى يتم تحديد أنسب الطرق التي يمكن أن يتقبلها الطفل. تحفيز المجتمع من جانبه عبر حمد الزكيبا مدير إدارة الثقافة والفنون عن سعادته لردود أفعال الجمهور الإيجابية في أعقاب عرض العمل، مؤكداً أن وزارة الثقافة تبذل كل ما لديها من أجل الارتقاء بكافة أنواع الدراما، وأكد أن فعاليات النسخة الثانية من ملتقى كُتّاب الدراما الذي انطلق أمس وتنظمه وزارة الثقافة والرياضة على مدى يومين له نفس الهدف والارتقاء بالنصوص الدرامية، وأضاف: نحن في وزارة الثقافة نعول على الدراما كمحفز للمجتمع، حيث تتكاتف كل الجهات للنهوض بالمجتمع ومن ضمنها الثقافة، ونوه إلى أن وزارة الثقافة تولي أهمية كبيرة لعروض مسرح الدمى لما لها من قدرة لتجميع العائلة حول نوعية من الفن تحمل العديد من الرسائل الهادفة، لافتاً إلى أن أهم ما يميز عرض “سحابتي” أنه لا يستهدف الأطفال بحسب، بل إنه موجه للعائلة بكامل أفرادها، وأبرز الزكيبا أن هناك طفرة في مجالات الدراما المختلفة، فبينما أصبحنا نشاهد الكثير من الأعمال المميزة التي تعمل عليها الدوحة للأفلام، كما نجد أن مؤسسات الدولة المعنية بالدراما التلفزيونية تعمل بكل ما لديها من قوة، فضلاً عن تركيز الضوء على الكتابة الدرامية من خلال الجائزة المخصصة لهذا النوع من الإبداع، وهي الجائزة التي تفاجأنا بأن حصيلتها كان عددا كبيرا من المشاركات وصلت إلى أكثر من 800 عمل من 29 دولة، وختم حديثه بأن ملتقى هذا العام جاء كمكمل للملتقى العام الماضي، وأضاف: أسعدنا افتتاح وزير الثقافة وكلمته التي وجه من خلالها بضرورة بالاهتمام بالمبادرات الشابة. ثلاثة أعمال بدوره أوضح الفنان صلاح الملا أنه قد تم الانتهاء من ثلاثة أعمال مسرحية، تنتمي لمسرح الدمى، عرضت الأول منها أمس، فيما سيتم تقديم العرضين الآخرين خلال الاحتفالات باليوم الوطني بدرب الساعي ومعرض الدوحة الدولي للكتاب، كما سيتم التجول بعد ذلك في المدارس، وأفاد بأن المسرحيات الثلاث التي تم الانتهاء من إبداعها هي: سحابتي وبشرى والبحر والصوص، وأوضح أن الأعمال الثلاثة تختلف مع بعضها البعض من حيث التقنيات وطرق التعبير، فبينما تم إنجاز العمل الأول “سحابتي” على طريقة المسرح الصامت والمصاحب للموسيقى، تم إنجاز عملين بمصاحبة الحوار المسرحي، ونوه أن جميع الأعمال قام بإبداعها أعضاء فرقة مسرح الدمى التابعة للمركز مع الاستعانة بخبرات من تركيا وأسكتلندا وعدة دول متقدمة في مجالات مسرح الدمى، ونوه أن أغلب الأعمال من تصميم وسينوغرافيا وموسيقى وفكرة جاءت نابعة من فريق العمل، مشيراً إلى أن الأفكار تولدت بعد عقد العديد من اللقاءات التي تم خلالها تلاقح الأفكار حتى تم الاستقرار على بعضها بعد موافقة وزارة الثقافة والرياضة عليها، بالإضافة إلى صندوق الدنيا. ولفت إلى أن العمل على إنجاز تلك المسرحيات استمر لمدة ثلاثة أشهر، حيث بدأت التدريبات منذ شهر يوليو الماضي، وتم العمل بينهم بالتزامن، ولمدة أكثر من 14 ساعة يومياً. سحابتي الفنانة ريم بهزاد مؤلفة ومخرجة العمل أوضحت أن العمل يناقش أحد الموضوعات الهامة بالنسبة للمجتمع، وقالت: يجب أن نبدأ في التحدث في مثل هذه القضايا المسكوت عنها والتي تخص أطفال التوحد الذين يعانون من مشكلات التعامل بطريقة خاطئة، علماً بأن المجتمع بحاجة إلى صقله لثقافة التعامل مع هؤلاء الأطفال الذين لا يعلم الناس عن تفاصيل مشكلاتهم إلا القليل، ولفتت ريم أن هذا المشروع استطاع أن يظهر الكثير من الحقائق دون صدمة كونه ينتمي إلى مسرح الدمى الذي يسهل معه التعبير عن هذا الأمر دون إحداث صدمة، وحول عنوان العمل، أكدت ريم أن اختيار اسم “سحابتي” قد جاء للتدليل عن أن هؤلاء الأطفال يعيشون داخل ما يشبه السحابة الذي يتساوى مع الضباب من حيث عدم القدرة على التواصل بصورة جيدة خلال انتشاره، وقالت: بطلة هذا العمل تعاني أيضا من العزلة حيث تعيش في عالمها بمفردها، بينما يعيش باقي أفراد الأسرة في عالمهم، وهو الأمر الذي يجب الانتباه له حتى يتم إيجاد نوع من التواصل المفقود، وأوضحت ريم أنها نتيجة كونها تبحرت في عالم التوحد ودرسته كثيرا فقد استطاعت أن تأتي بحلول أكاديمية جاءت ضمن سياق الدراما، وذلك لحل مشكلة التواصل المعدوم بين هؤلاء الأطفال وذويهم.
«سحابتي».. تطلق عروض موسم مسرح الدمى
12 نوفمبر, 2019