تحت رعاية سعادة صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة، تنطلق اليوم وعلى مدار يومين فعاليات النسخة الثانية من ملتقى كتاب الدراما، تحت عنوان: «التصورات الكبرى في الدراما العربية بين راهن المضمون الفكري وأفق التجربة الجمالية»، بمشاركة أكاديميين وفنانين وكتاب ونقاد من 14 دولة عربية من بينها الدولة المضيفة قطر. يساهم الملتقى في إيجاد حالة من الحراك والوعي لدى الكتاب، بالإضافة إلى تكوين انعكاسات إيجابية على الحركة المسرحية، ويضم جدول فعالياته مجموعة من الجلسات التي ستقام على مدار يومي الحدث، فيناقش محورين رئيسيين يدور الأول حول «الدراما العربية على محك التصورات الكبرى»، ويتم خلاله مناقشة إيجابيات الواقع وحاجة الانطلاق إلى مناطق جديدة، ودور الكتابة الدرامية بين توقعات الأجيال وتوقعات المجتمع وفئاته المختلفة من خلال هوية الدراما الموجودة بين المرفوض والغائب، وبين الخصوصية للدراما المنتظرة، ويتضمن هذا المحور عددا من المداخلات في جلستين، حيث تناقش الأولى ورقة بعنوان: «الدراما العربية بين جماليات السرد وإشكاليات الخطاب»، مقدمة من الكاتب التونسي الدكتور كمال بن وناس، وأخرى بعنوان: «الحاضر والغائب من التصورات الكبرى في الدراما العربية» يقدمها المخرج الأردني الدكتور محمد خير الرفاعي، فيما تناقش الجلسة الثانية «كيف تؤسس التصورات الكبرى للدراما العربية؟» من خلال 3 مداخلات، الأولى بعنوان: «من دراما الواقع إلى دراما الشاشة» للكاتب المغربي الدكتور محمد أشويكة وهو ناقد سينمائي وأستاذ للفلسفة، والثانية بعنوان: «وجع المجتمع تحمله الدراما» ويقدمها الدكتور جان قسيس نقيب الممثلين اللبنانيين السابق، و«من دراما الواقع إلى دراما النشأة» للممثل والمخرج العراقي فلاح زكي. أما المحور الثاني فيدور حول «تنميط التصورات في الدراما العربية»، ويتم خلاله مناقشة نماذج موجودة في الدراما العربية لمعرفة ما لها وما عليها، للتعرف على صورة الآخر بين التهميش والقبول، وأثر القوالب الجاهزة للشخصيات الجاهزة، بالإضافة إلى الصورة التراثية وعصرنة الثقافة الجمالية. وفي هذا المحور وعلى مدى جلستين، تتم مناقشة عدة مداخلات، فتناقش الجلسة الأولى ورقة بعنوان: «نظرة حول تنميط التصورات في الدراما العربية» يقدمها الفنان المصري هشام عبدالحميد، و«وجع المجتمع والدراما» تقدمها الناقدة والكاتبة السورية الدكتورة حنان قصاب، و«صورة الآخر بين التهميش والقبول» يقدمها الناقد الجزائري عبدالكريم قادري. وتناقش الجلسة الثانية ورقتين الأولى بعنوان: «خصوصية التراث في السينما العربية» يقدمها المخرج والكاتب الأردني عدنان مدانات، فيما تأتي الورقة الثانية بعنوان: «الصورة التراثية وعصرنة الثقافة الجمالية» ويقدمها الكاتب والناقد الجزائري عبدالحليم بوشراكي. ويخصص الملتقى في اليوم الثاني جلسة نقاشية خاصة حول جائزة الدوحة للكتابة الدرامية، يشارك فيها كل من السيد حمد الزكيبا مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة والرياضة، والدكتور بشير مرزوق رئيس لجنة أمناء جائزة الدوحة للكتابة الدرامية، ليختتم الملتقى بجلسة ختامية يقدمها الكاتب الدكتور نزار شقرون رئيس لجنة الندوات بالملتقى. ويحتفي ملتقى الدراما الثاني بالكاتب القطري الراحل أحمد بن حسن الخليفي، وفاء لما قدمه من أعمال درامية مستمدة من التراث القطري العريق، فقد قدم الراحل عددا من الأعمال الإذاعية التي شارك بها كبار النجوم القطريين، مثل (أهل الرق، تجّار المخشر، اليصّاصة، ودقّت القبعة)، وكذلك عمله التلفزيوني (عيني يا بحر( وكان السيد حمد محمد الزكيبا، مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة والرياضة رئيس اللجنة المنظمة، قد صرح بأن استضافة الدوحة للنسخة الثانية من ملتقى كُتّاب الدراما الذي تحتضنه الوزارة يهدف إلى الارتقاء بمستوى الأعمال الدرامية إلى المستوى الأفضل لها، وذلك في مختلف مجالات الإنتاج سواء التلفزيوني أو السينمائي أو المسرحي، وقال: «ندرك تمامًا أهمية مثل هذه الملتقيات في أن تسهم في إيجاد حالة من الحراك والوعي لدى الكُتاب من أجل إيجاد بيئة صحيحة وسليمة لتقديم الأعمال الدرامية الهادفة». ولفت إلى أن «الوزارة تعمل على متابعة ما سيتم إنجازه خلال الملتقى من توصيات واقتراحات من أهل الاختصاص، وسيتم دعم تنفيذها حتى تتحقق الفائدة من الملتقى الذي يهدف في الأساس إلى المساهمة في الارتقاء بالكتابة الدرامية العربية، وجعلها من أفضل الوسائل الفنية العربية، لتعبر عن قضايا المجتمع، وترفع ذائقته الجمالية ووعيه المجتمعي». وأكد الزكيبا أن الوزارة تعتمد على العمل من خلال الأجهزة التابعة لها، لتحقيق الأهداف المرجوة، كما أنه ستكون من خلال هذا الملتقى شراكة حقيقية وفاعلة مع المؤسسات المعنية بالدراما من تليفزيونات محلية ومؤسسات وشركات خاصة. ويهدف الملتقى إلى المساهمة في الارتقاء بالكتابة الدرامية العربية والوصول بها إلى أفضل الوسائل الفنية العربية تعبيراً عن قضايا المجتمع ورفع ذائقته الجمالية ووعيه المجتمعي، حتى لا تكون الكتابة الدرامية أداة لتغريب المجتمع وإلهائه عن قضاياه المصيرية، بل تكون أداة لتحفيز قواه نحو التقدم والخير والعطاء والإيمان بالقيم الإنسانية المشتركة. ويشكل الملتقى فرصة لتبادل الخبرات ووجهات النظر بين كُتّاب الدراما المؤمنين بدورهم ورسالتهم الفنية والمجتمعية من خلال جلسات يومية وكذلك الاعتماد على آليات العرض الحي والمناقشة والتفاعل بين المختصين، حيث يهدف الملتقى إلى التعاون في مجال الكتابة الدرامية، للنهوض بالدراما العربية، من خلال أعمال مميزة، ذات مضمون، تسهم في نهضة الدول والتطور الإيجابي لمجتمعاتها، من خلال فكر أصيل، يعتمد على القيم، ويصل بالمجتمعات نحو الطموح المأمول، بما يعود بالنفع عليهم، والعاملين في المجال. وسيتم خلال الملتقى مناقشة إيجابيات الواقع وحاجة الانطلاق إلى مناطق جديدة، ودور الكتابة الدرامية بين توقعات الأجيال وتوقعات المجتمع وفئاته المختلفة من خلال هوية الدراما الموجودة بين المرفوض والغائب، وبين الخصوصية للدراما المنتظرة. كما سيتم مناقشة نماذج موجودة في الدراما العربية لمعرفة ما لها وما عليها من خلال الهامش المضيء في الدراما العربية أو الصورة النمطية التي يتم تقديمها، للتعرف على صورة الآخر بين التهميش والقبول، وأثر القوالب الجاهزة للشخصيات الجاهزة. ويهدف الملتقى إلى التعرف على صورة الآخر بين التهميش والقبول وأثر القوالب الجاهزة للشخصيات، بالإضافة إلى الصورة التراثية وعصرنة الثقافة الجمالية، وتقاس الدراما في مجالات التليفزيون والسينما والمسرح بمدى قدرتها على استيعاب التصورات الكبرى التي تبني الشخصية العميقة للإنسان المعاصر، وترتقي الدراما بالوعي إلى درجة مواجهة تحديات الحاضر وآمال المستقبل، وينبني ذلك على أساس الاعتزاز بهوية كل مجتمع واحترام الهويات في نطاق التبادل الخلاق للتجارب الإنسانية، وكذلك يهدف الملتقى إلى المساهمة في الارتقاء بالكتابة الدرامية العربية من خلال أعمال مميزة ذات مضمون تسهم في نهضة الدول والتطور الإيجابي لمجتمعاتنا من خلال فكر أصيل يعتمد على القيم.
«ملتقى كتاب الدراما» ينطلق.. اليوم
11 نوفمبر, 2019