في إطار الفعاليات الثقافيّة لمعرض الدوحة الدولي للكتاب الحادي والثلاثين أقيمت مساء أمس ندوة بعنوان «المشهد الثقافي الخليجي.. التحديات والفرص»، ناقش المشاركون خلالها أهم التحديات التي تواجه العمل الثقافي في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فضلًا عن طرق تعزيز التعاون الثقافي المشترك حكوميًا ومجتمعيًا.

حضر الندوة سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة وجمع من المُهتمين، وشارك فيها حضوريًا الأكاديمي والناشر الكويتي الدكتور أحمد الحيدر أستاذ الإعلام، كما شارك عن بُعد، الدكتور نايف المهيلب رئيس النادي الثقافي الأدبي في منطقة حائل بالمملكة العربية السعوديّة، والدكتور سعيد السيابي رئيس اللجنة الثقافية في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية في جامعة السلطان قابوس.

وتناولت الندوة التي أدارها الروائي والأكاديمي القطري الدكتور أحمد عبدالملك أستاذ الإعلام في كلية المجتمع، عددًا من المحاور أهمها تأثير جائحة كورونا (كوفيد – 19) على الحراك الثقافي في الدول الخليجيّة، ودور مجلس التعاون الخليجي في تعزيز الحراك الثقافي، إلى جانب دور الأندية والجمعيات الثقافية غير الحكوميّة في إثراء المشهد الثقافي الخليجي، فضلًا عن دور النشر الخليجية والعربيّة وتأثيرها الثقافي.

وتناول الدكتور أحمد الحيدر الحديث عن أزمة كورونا على الواقع الثقافي، موضحًا أنها أثرت عالميًا على الفعاليات الثقافية وبالطبع في الدول الخليجيّة، مثمنًا أن العزيمة على إقامة معرض الدوحة الدولي للكتاب وسط إجراءات احترازية كان خُطوة شجاعة تُحسب لدولة قطر التي نجحت قبل أيام في تنظيم بطولة كأس العرب أيضًا خلال الجائحة بنجاح أذهل الجميع، مؤكدًا اعتزاز الناشرين بإقامة المعرض والمشاركة فيه، ما يدل على توجّه حكومة دولة قطر واهتمامها برفع الوعي للشعب القطري وتعزيز القراءة في المُجتمع. وأضاف: إن تفاعل الدول الخليجية مع كورونا كان مختلفًا، فهناك من لجأ إلى التقنيات الحديثة بدلًا من الإلغاء، وهناك من ألغى، وهناك من أقام وسط إجراءات احترازيّة. كما تحدّث عن أهمية دور النشر في تعزيز الثقافة واهتمامها بتجويد المنتج الثقافي والتركيز على الشباب لجذب شريحة جديدة من القرّاء من خلال استعراض تجربة دار بلاتينيوم للنشر التي يديرها. من جانبه قال الدكتور سعيد السيابي: إن الجائحة أثرت بالفعل على الحراك الثقافي ولكن كانت أحيانًا إيجابيّة عندما تمّ استخدام التكنولوجيا فزاد عدد مُتابعي الندوات والفعاليات الافتراضيّة حتى الفعاليات الجامعيّة، مشيرًا إلى تجربة النادي الثقافي العماني وأنه واصل تألقه في تقديم فعاليات كثيرة.

وأكد ضرورة الاهتمام بالتعليم الذي يعزّز الثقافة لدى الخريجين، وأن تكون التشريعات مرنة في الدول الخليجية، لا تقف عائقًا أمام الفعل الثقافي، وأن يتم التكريم والتحفيز للمثقف، متناولًا كذلك دور مؤسسات المجتمع المدني في تعزيز الثقافة، وبدوره تحدث الدكتور نايف المهيلب عن تأثير الجائحة على الفعل الثقافي في السعودية وأن بلاده اختارت إقامة الفعاليات وسط إجراءات احترازية، فأقيم معرض الرياض الدولي للكتاب وأعطي مميزات للناشرين ما ساهم في نجاحه، كما تحدّث عن تجربة المنتدى الثقافي في منطقة حائل ولجوئه إلى إجراءات بديلة مثل أن يصل الكتاب للقارئ في منزله، كما تحدّث عن دور الجمعيات الثقافية والأندية الأدبية في السعودية في تعزيز الجوانب المختلفة للثقافة.

وتحدّث عن الثقافة الخليجيّة، مؤكدًا أن المثقفين في دول مجلس التعاون يعولون على «قمة العلا» في تنشيط الفعل الثقافي وأن الثقافة الخليجية هي وسيلة لتحقيق الأهداف العُليا، وإن واجهت بعض التحديات مثل المواءمة بين الأصالة والمعاصرة، فإنه بإمكاننا اللجوء إلى أفكار لتعزيز هذا التعاون الثقافي الخليجي مثل إعداد مشروع قيمي خليجي، وإقامة متحف يجمع القيم والعادات الخليجية، وتنظيم معرض كتاب خليجي يمر بمختلف المدن على مدار العام ويهتم بشؤون المرأة والطفل وإمكانية وجود منصة خليجيّة للنشر.

وفي ختام الندوة كرّم سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني، وزير الثقافة، المشاركين بدرع معرض الدوحة الدولي للكتاب، جدير بالذكر أن معرض الدوحة الدولي للكتاب تنظمه وزارة الثقافة ممثلة في مركز قطر للفعاليات الثقافيّة والتراثيّة، ويقام هذا العام تحت شعار «العلم نور»، ويشارك فيه ناشرون من 37 دولة، ويستمرّ حتى 22 يناير الجاري.