افتتح سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة، مساء اليوم الخميس، فرعا جديدا لمركز نوماس في سوق الوكرة القديم بالمدينة، وذلك في إطار الخطة التوسعية للمركز في مناطق الدولة الخارجية، وتنفيذا لرسالته في أن يكون مدرسة احترافية وحاضنة للثقافة والتراث في دولة قطر.
وخلال الافتتاح، اطلع سعادة وزير الثقافة والرياضة، على الأقسام المختلفة للمركز والتي خصص بعضها لفعاليات الشباب، إلى جانب الأقسام التي خصصت للبنات ومنها الحرف اليدوية القديمة، كما شاهد عددا من الأفلام القصيرة التي توضح أنشطة المركز للحفاظ على الهوية القطرية، مثل فعاليات ركوب الهجن وتعلم الغوص، وآداب المجلس وصناعة القهوة العربية وغيرها، فضلا عن التعريف ببرنامج سفراء الثقافة القطرية وفيه يقدم عدد من شباب وفتيات المركز تعريفا وافيا بمفردات الثقافة القطرية بعدد من اللغات الأجنبية.
وجاء افتتاح فرع مركز نوماس بالوكرة ضمن برنامج “الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الاسلامي 2021” المقامة تحت شعار “ثقافتنا نور”، لما يحققه المركز من إبراز ثراء الثقافة المحلية، والقيم الإنسانية لثقافة دولة قطر وتاريخها العريق.
وأوضحت الشيخة نجلا فيصل آل ثاني مديرة إدارة التراث والهوية بوزارة الثقافة والرياضة في كلمة لها بهذه المناسبة، أن افتتاح فرع جديد لمركز نوماس في مدينة الوكرة العريقة، جاء لتحقيق أهداف المركز في تنمية الشباب والعمل على استثمار وقت فراغهم في تعلم وممارسة العديد من الأنشطة ذات الصلة بالتراث والعادات الأصيلة لأهل قطر في الحل والسفر، وفي البر والبحر، وشتى مناحي الحياة، وكل ذلك في إطار من الدين والخلق الرفيع، وإكسابهم المهارات التي تؤهلهم للاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية.
وأكدت اهتمام دولة قطر بالتراث، وهو ما يظهر بوضوح في رؤية قطر 2030 التي أولت اهتماما كبيرا للتراث والمحافظة عليه باعتباره الركيزة الأساسية للهوية الوطنية، كما أنها تعمل على ترسيخ الموروث الشعبي في نفوس الأجيال وتعزز القيم والمكتسبات الإنسانية في نفوس الأجيال المقبلة عبر آليات كثيرة لعل أهمها وجود إدارة التراث والهوية بوزارة الثقافة والرياضة والتي يناط بها المحافظة على هذا الإرث الشعبي، إلى جانب جهود المؤسسات الثقافية الأخرى مثل متاحف قطر أو المؤسسة العامة للحي الثقافي أو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، حيث تتكامل جهود مؤسسات الدولة في الحفاظ على التراث القطري وتعزيز الهوية الوطنية.
وشددت مديرة إدارة التراث والهوية، على أن الحفاظ على التراث لا يقتصر على ضمان استمراريته من جيل إلى جيل، بل يتعدى ذلك إلى مواجهة تحديات العولمة والانفتاح على الثقافات الأخرى التي أصبح التعامل معها ضرورة لتعزيز مكانة الثقافة المحلية والعربية، وبما يحقق التناغم المطلوب بين الثقافات المختلفة، موضحة أن افتتاح هذا المركز ضمن برنامج “الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الاسلامي” يبرز ثراء الثقافة المحلية، والقيم الإنسانية لثقافة دولة قطر وتاريخها العريق.
وثمنت في نهاية كلمتها جهود القائمين على مركز نوماس في خلق أجيال تعي أهمية التراث وتحافظ عليه، معربة عن أملها في أن يكون المركز الجديد عبر برامجه وأنشطته مرآة لتراث دولة قطر الغني ويساهم في تعزيز الهوية القطرية.
من جانبه، قال السيد حمد العذبة المنسق العام لفعالية الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021، إن افتتاح فرع جديد لمركز /نوماس/، يأتي تحقيقا لاستراتيجية وزارة الثقافة والرياضة حول الهوية كإطار للحفاظ على الثقافة وتعزيز المواطنة، منوها إلى أن هذه الخطوة تأتي بعد الدور المميز الذي لعبه المركز في السنوات الماضية في غرس روح الانتماء والمواطنة لدى النشء، وترسيخ قيم المجتمع وتقاليده والمحافظة على تراثه، من خلال التأكيد على منظومة قيمية تقوم على الكرامة الإنسانية والانفتاح على الآخر، والحفاظ على الهوية الوطنية.
وأضاف أن هذه الخطوة تشكل استكمالا لخطط الوزارة في التوسع خارج الدوحة والتوجه نحو مختلف المناطق بالدولة، لتلبية حاجات المجتمع الثقافية، الشبابية، والرياضية، وذلك دعما للشباب إيمانا بأهمية دورهم في تحقيق التقدم والازدهار من خلال عملية تنموية متسارعة مـع احتفاظه بهويته وقيمه الإسلامية.
بدوره، قال السيد صلاح بن إبراهيم المناعي مدير مركز نوماس، إن افتتاح فرع جديد للمركز في سوق الوكرة القديم ضمن فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021، يدل على حرص وزارة الثقافة والرياضة على إقامة فعاليات مميزة بمناسبة هذا الاختيار الذي تستحقه الدوحة عن جدارة، لما تتميز به الثقافة القطرية من مكانة كبيرة في العالم الإسلامي، مشيرا إلى أن هذا الفرع سيخدم سكان مدينة الوكرة، وزائري السوق العريق من العرب والأجانب، كونه أحد المعالم الأثرية والتاريخية في الدولة.
وأوضح أن الفرع الجديد سيقدم خدماته لمنتسبيه في فرعه بسوق الوكرة القديم، كما هو الحال في تلك الخدمات التي يقدمها في مقره بالدوحة، مشددا على أنها تقام حاليا وسط الإجراءات الاحترازية المعمول بها في الدولة، حفاظاً على الصحة العامة وضمان تحقيق السلامة للجميع، لافتاً إلى أن توسعات مركز نوماس لن تقتصر على مدينة الوكرة، بل ستكون هناك توسعات مماثلة، لإقامة فروع للمركز في مدن أخرى بالدولة، وذلك في إطار من الحرص على الوصول بخدمات المركز إلى جميع أهل قطر في مختلف المدن، دون أن تقتصر هذه الخدمات على الدوحة فقط، وذلك وفق توجهات وزارة الثقافة والرياضة، وتحقيق رؤيتها “نحو مجتمع واعٍ بوجدان أصيل وجسم سليم”.
وينتمي المركز الجديد، إلى الطابع العمراني للمنازل القطرية القديمة، كما يتوافق الموقع الذي افتتح به مع رؤية المركز في ترسيخ الهوية القطرية، لما يشهده من إقبال كبير من الزوار ومختلف الجنسيات، مما يسهم في اطلاع كافة الزوار وتعريفهم بالعادات والتقاليد والهوية القطرية.
جدير بالذكر أن مركز “نوماس” تأسس عام 2014 كمركز تربوي يسهم في استثمار وقت فراغ الشباب في تعلم وممارسة العديد من الأنشطة ذات الصلة بالتراث والعادات الأصيلة لأهل قطر في الحل والسفر، وفي البر والبحر، وشتى مناحي الحياة.
وتسعى الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021، عبر برامجها وأنشطتها إلى الترويج للقيم الإسلامية الخالدة وبشكل خاص تلك القائمة على العلم والكرامة الإنسانية، وتعزيز الموروث الثقافي الإسلامي في عالم مترابط، والتشجيع على الإبداع والابتكار كقيم حضارية تثري الحضارة الإسلامية، وإلهام الأجيال الجديدة في العالم الإسلامي إلى إثراء المشهد الثقافي العالمي عبر دور منتج وفاعل، والتركيز على التنوع الثقافي كقيمة مضافة للدول الإسلامية وللثقافة الإسلامية بشكل عام، بالإضافة إلى التعريف بالتجربة الثقافية لدولة قطر وجهودها في تعزيز الثقافة الإسلامية.