أكد سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة أن الهدف من إقامة معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الحادية والثلاثين هو إعادة الجمهور إلى القراءة، بعد عزوف البعض عنها. وقال سعادته في جلسة حوارية جرت قبيل جولة قام بها سعادته داخل أروقة المعرض الذي ينطلق اليوم، إن هذا الدور منوط بوزارة الثقافة، وأن المعرض هذا العام يشهد نسخته الخمسين، فقد بدأ في العام 1972، وكان أول معرض في مجلس التعاون، وكانت قطر من المبادرين في هذا الشأن، والمعرض هو الأكبر في الوقت الحالي رغم الظروف الصعبة التي يمر بها العالم.
وأشار سعادته إلى أن عدد المشاركين في المعرض بلغ ما يقرب من 430 مشاركاً من 37 دولة، وبلغ عدد البوثات الموجودة في المعرض 845 بوث. لافتًا إلى أن المعرض يقام رغم ظروف كورونا التي تسببت في إلغاء الدورة الماضية من المعرض، وأوضح أن وزارة الثقافة اتخذت كافة الاحتياطات الصحية الضرورية، وتم تحديد نسبة حضور الجمهور بـ 30 %.
وأضاف: الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 سنة لا يستطيعون دخول المعرض لكنهم ليسوا مقصيين من هذا الحدث المهم بصفتهم الجيل الناشئ الذي نعول عليه في المستقبل، لذلك أقمنا عدة فعاليات للأطفال لمن سنهم أكثر من 12 عاما، أما من هم أقل من ذلك فسنقوم بتقديم تغطية تلفزيونية مخصصة لهم على مدار اليوم، بما يشتمل على قراءة بعض الكتب، وتقديم مجموعة من مسرحيات الدمى، إلى جانب بعض الفعاليات بالتنسيق مع تلفزيون قطر.
وقال سعادته: هذا العام تم رفع الرسوم عن جميع دور النشر المحلية، آخذين بعين الاعتبار الخسائر التي تكبدتها دور النشر خلال فترة الجائحة. كما سهلنا عملية التخليص الجمركي لدور النشر المشاركة من خارج الدولة. وأضاف أن المعرض ليس مجرد فعالية للكتب فحسب، بل فعالية ثقافية عامة، لا تقتصر على النطاق الجغرافي المقامة فيه، لذلك نقدم هذا العام مسرحية بعنوان “الأصمعي باقوه” من إنتاج وزارة الثقافة، تتناول حقوق الملكية الفكرية.
وتابع: كان من أهدافنا في هذه النسخة أن تذهب دور النشر إلى المدارس لكن بسبب الإجراءات الاحترازية لم نستطع إقامة هذا النشاط. فكان الهدف توسيع النطاق الجغرافي للمعرض، حتى يشمل قطر كلها، لكن الظروف الحالية حالت دون ذلك، ولذلك فإن مسرحية “الأصمعي باقوه” جزء من الفعاليات الثقافية في معرض الكتاب. أما بالنسبة إلى الندوات فحاولنا بشتى الطرق أن نقدم حزمة من الندوات المتنوعة والمتميزة.
وأفاد سعادته بأن الأمسيات الشعرية ستتضمن أمسيات نبطية، وأخرى للشعر الفصيح. وقال: لم نستطع أن نأتي بعدد كبير من الشعراء من خارج دولة قطر بسبب ظروف الجائحة، لكننا نعد زوار المعرض بأن تشهد النسخ المقبلة مزيدًا من الأمسيات الشعرية المتميزة والالتقاء بعدد كبير من المفكرين من داخل قطر وخارجها، مؤكدًا أن العدد المتحقق هذا العام لا بأس به. كما أن هناك بعض الندوات التي ستقام عن بعد، وستكون متاحة على الموقع الإلكتروني والتطبيق الخاص بالمعرض.
وأشار سعادة وزير الثقافة إلى أن معارض الكتاب في كافة الدول دائما ما تحرص على مشاركة الجهات الحكومية، وهي مشاركات مهمة جدًا لأن تلك الجهات لها إنتاجاتها الفكرية، وقال: وزارة الثقافة تنتج العديد من الكتب وتترجم العديد منها، ووزارة الأوقاف كذلك، وهناك كتب اختصاصية كتلك التي تصدرها وزارة العدل على سبيل المثال، ومن هنا يتجلى لنا أهمية تلك المشاركات. فضلًا عن مشاركة بعض المراكز والمؤسسات المختلفة، فمعرض الكتاب منصة لإيصال أفكار تلك الجهات.
وحول ضيف شرف النسخة الحادية والثلاثين من المعرض أكد سعادته أن الولايات المتحدة الأمريكية تقدم مشاركة متميزة في ختام العام الثقافي من خلال عدد كبير من الكتب، بالإضافة إلى مشاركة ثماني سفارات.
وحول أسعار الكتب، قال: لا نستطيع كوزارة الثقافة أن نتدخل في السياسة التجارية لدور النشر لكن ما قمنا به من وزارة تلخص في تسهيل كافة الأمور لدور النشر المشاركة من أجل تخفيض الأسعار، فلم نأخذ رسومًا على الأرضيات، والتخليص الجمركي للكتب تم من خلال الوزارة.
وحول شاشات العرض الموجودة في المعرض قال إن الهدف منها تسهيل الأمور لزوار المعرض، كما أن بعض المعلومات يتم تنظيمها من خلال هذه الشاشات مثل الشاشة التي تعرض التطورات التي تشهدها دار الكتب القطرية وكيف سيكون شكلها بعد التطوير، وذلك في إطار إبراز المشاريع الثقافية المختلفة.
مرشد قرائي
حول المرشد القرائي أشار سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني إلى أن هذه الخدمة الجديدة تقدم لأول مرة في المعرض، حيث إن الكثير من الزوار لا يستطيعون معرفة الموضوعات التي تناسبهم، لذلك يأتي دور المرشدين في توجيه الجمهور الذي يرغب في معرفة ماذا يقرأ، مؤكدًا أن بإمكان أي شخص أن يتوجه إلى مرشد القراءة وأن يبدي رغبته في ما يريد أن يقرأ.
وقال سعادته: لم نشأ أن يحرم أبناؤنا الصغار من معرض الكتاب، لذلك تم الاتفاق مع تلفزيون قطر بتغطية الفعاليات التي ستقام في عدد من الأماكن الخاصة بهذه الفعاليات مثل مسرح الدمى، ومكان آخر مخصص للقراءة، والمسابقات التفاعلية، وهي كلها مسابقات ثقافية، في محاولة لتوثيق كل ما يحدث في المعرض للأطفال. مشيرًا إلى دار الكتب التي تسجل حضورها في المعرض، من خلال جناح مميز، يعرض تاريخها وإنجازاتها.
مستوى الرقابة
ردًا على سؤال طرحه الزميل صادق العماري رئيس التحرير حول الفعالية الجديدة للصحف، قال سعادة وزير الثقافة: هذه من الفعاليات التي كنت متحمسًا كي تكون موجودة في المعرض، بهدف حث الجيل الناشئ كي يخوض هذا المعترك، وكنا نريد أن تقام الفعالية وأن تكون هناك جوائز للأطفال من المحررين، ولكن بداية من العام المقبل عندما تنتهي الجائحة ويكون لدينا متسع من الوقت سنحقق هدفنا هذا.
وتابع سعادته موجها كلامه لوسائل الإعلام المختلفة: رغم أن الحضور ليس بالطاقة الاستيعابية الكاملة إلا أننا نعول على مسؤوليتكم الاجتماعية في إيصال هذه الفائدة من وراء الندوات التي ستقام.
وفي سؤال آخر لرئيس التحرير حول مستوى الرقابة في المعرض قال سعادته: نـحن حريصون على أن تكون هناك رقابة على كل ما يمسّ الأخلاق والدين. مضيفًا: كنا حريصين على فتح أبوابنا لجميع دور النشر والكتاب وتشجيعهم على مواجهة الفكر بالفكر، والخط الأحمر هو الأخلاق والدين.