نظم متحف قطر الأولمبي والرياضي (1 – 2 – 3) اليوم، ملتقى القيم الرياضية الأول تحت عنوان “بين الماضي والمستقبل”، وذلك بالتعاون بين عدد من الجهات المختصة في المجال الرياضي والصحي، منها وزارة الثقافة والرياضة وجامعة قطر، وأكاديمية أسباير، واللجنة الأولمبية القطرية، والأكاديمية الأولمبية.
ويهدف الملتقى إلى تعزيز ثقافة الأخلاق الرياضية لدى أفراد المجتمع، وتعريفهم بأهم المعلومات الرياضية الدولية عبر التاريخ، ونشر المعرفة والتعرف على القيم الأولمبية والرياضية، إلى جانب توطيد العلاقات وزيادة الترابط بين المؤسسات الرياضية في الدولة.
وأكد سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة، خلال كلمته في افتتاح الملتقى، أن الرياضة تعد مجالا حيويا في دولة قطر، لأهميتها في بناء وعي الإنسان كي يكون مؤهلا للعمل البناء، وقدرتها على تمتين الترابط المجتمعي بين جميع فئاته وتحقيق المناعة النفسية والذهنية لكل فرد ، موضحا أن الرياضة في قطر ليست مجرد نشاط يحفظ الجسم والعقل فقط، بل لها أبعاد اجتماعية وثقافية كثيرة وخاصة حين تتعلق بالشباب.
وقال إننا نؤمن بأن القيم تحقق ما فيه خير المجتمع مادامت تنبع من تصورات صائبة ومحفزة لقدراته الإبداعية، مشيرا إلى أن تعزيز القيم هو هدف من أهداف رسالة الرياضة في المجتمع، وأن القيم تنهض على تصورات حاكمة، أساسها الكرامة البشرية بمحوريها الحرية والعدالة، وهذه التصورات هي التي تعطي المعنى العميق للقيم والأخلاق.
وتابع سعادته” إن شبابنا اليوم يمارس الرياضة وهو يسعى إلى إدراك اتساع مجال الأخلاق في العالم المعاصر، فأخلاق التواصل الإلكتروني وأخلاق الحرية والنقد، وآداب التعبير ومسؤولية الكلمة، وأمانة الوظيفة، وآداب المرور، كلها جزء من المجال الأخلاقي والقيمي، وكلها ممارسات يتعلمها الشاب عند انتسابه إلى الأندية الرياضية، فالانتساب إلى النادي هو أكثر من انتماء إلى منشأة يديرها مشرفون معينون ، لافتا إلى اهتمام وزارة الثقافة والرياضة بتمكين الشباب وجعل إدارات الأندية منتخبة، وهو ما يعني أن الشباب يمارس حقه في المشاركة، فالعملية الانتخابية داخل الأندية تخضع للقيم وتحث الشباب على تحمل المسؤولية.
ومن جانبه قال السيد أحمد موسى النملة الرئيس التنفيذي لمتاحف قطر، إن متحف قطر الأولمبي والرياضي يقدم رحلة رائعة عبر تاريخ الرياضة منذ نشأتها وحتى العصر الحديث، حيث تستعد دولة قطر للترحيب بالزوار من مختلف أنحاء العالم خلال استضافتها لكأس العالم لكرة القدم 2022 ، وأن المتحف مثال حي عن دور متاحف قطر في تطوير واستدامة وتعزيز بنية تحتية ثقافية في قطر، مما يجعل قطر مركزا حيويا للفنون والثقافة والتعليم في الشرق الأوسط والعالم ، مشيرا إلى أن المتحف سوف يظهر للعالم الارتباط الوثيق بين قطر وعالم الرياضة ، وسيضم مساحات عرض تفاعلية ومقتنيات ملهمة.
وأوضح أن ملتقى القيم الرياضية في نسخته الأولى يسلط الضوء على الموضوعات المتعلقة بالرياضة والقيم الأولمبية المتمثلة في التميز والاحترام والصداقة عبر التاريخ مع التركيز بشكل خاص على الهوية العربية والإسلامية.
وخلال الجلسة الأولى للملتقى، قدمت السيدة مها عيسى الرميحي مدير إدارة الشؤون الشبابية بوزارة الثقافة والرياضة، عرضا تقديميا بعنوان الشباب وبناء المجتمع من خلال الرياضة ، تحدثت خلاله عن دور الشباب في بناء المجتمع ودور الرياضة في تمكين وتنمية الشباب ، واهتمام أهداف خطة التنمية المستدامة التي اعتمدتها الأمم المتحدة لعام 2030 بالرياضة والشباب، والمجالات التي ساهمت فيها ممارسة الشباب والرياضة في التنمية ، كما تناولت مشاركة الشباب في الأندية والمراكز الشبابية في الدولة.
ومن جانبه قدم السيد عبدالله يوسف الملا مدير متحف قطر الأولمبي والرياضي، نبذة عن المتحف وأهدافه وأقسامه ومحتوياته ومكتبة المتحف الرياضي ، وقدم الدكتور سنيد المري أستاذ مساعد في الادارة الرياضية بجامعة قطر، ورقة حول تعزيز الثقافة القطرية من خلال الرياضة، حول مفهوم الثقافة بالمجتمع القطري ومفاهيم الثقافة الرياضية.
وبدورها تناولت لولوة حسين المري، رئيس لجنة رياضة المرأة القطرية، اهتمام دولة قطر برياضة المرأة والتي شهدت تطورا كبيرا خلال السنوات الماضية ، موضحة أن لجنة رياضة المرأة ركن أساسي وداعم في البرنامج الأولمبي المدرسي، وبرنامج كن رياضيا، واليوم الرياضي للدولة، وبرامج إعداد المدربات، وبرامج إعداد الحكمات، منوهة أن زيادة أعداد الممارسات للرياضة يرجع إلى الثقافة الرياضية واتخاذ الرياضة أسلوب حياة.
وخلال الجلسة الثانية ، تحدث السيد أحمد الشهراني من مبادة قطر متيسرة للجميع عن العلاقة التكافلية بين الرياضة والاعاقة ، كما تناول الدكتور علي البكري اليافعي رئيس قسم التطوير الرياضي في أكاديمية قطر الأولمبية عن القيم الأولمبية، والحوكمة بين الماضي و الحاضر، كما تناول السيد صلاح اليافعي رئيس قسم تطوير مهارات القيادة في أكاديمية أسباير، القيم الرياضية وتربية جيل رياضي بأكاديمية أسباير، فيما تحدث الإعلامي محمد سعدون الكواري عن دور الإعلام في تعزيز القيم الرياضية.
جدير بالذكر أن متحف قطر الأولمبي والرياضي، الذي سيفتتح في استاد خليفة الدولي في وقت لاحق من هذا العام، يعد أول متحف في الشرق الأوسط مخصص لعرض الإنجازات الرياضية. ومن أجل تشجيع أنشطة التربية البدنية وتحقيق العافية للجميع، يستخدم متحف قطر الأولمبي والرياضي التكنولوجيا الأكثر ابتكارا لتنظيم معارض غنية تروي تاريخ الرياضة في قطر وفي جميع أنحاء العالم.