أكد سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، أن الاحتفال باليوم الوطني كل عام، يؤكد أثر القيم القطرية الأصيلة في تعزيز الهوية الوطنية التي تستند على ثقافة المجتمع القطري في جميع مراحل تاريخه، بما هي صمام أمان لحياته واستقراره، ومحفز ازدهاره ونهضته الحضارية. وقال سعادته في تصريح بمناسبة اليوم الوطني الذي يوافق الثامن عشر من ديسمبر من كل عام: «لقد استطاع القطريون جيلًا بعد جيل أن يبرهنوا على تمسكهم بوحدتهم الوطنية وأن يجابهوا الصعاب بالعزم والعمل، من خلال تكاتفهم والتفافهم حول قيادتهم، وولائهم لوطنهم». وأوضح سعادة وزير الثقافة أن شعار اليوم الوطني هذا العام «مرابع الأجداد… أمانة» يأتي ليرسخ تلك العلاقة الدائمة بين القطريين وبيئتهم، وهي علاقة قائمة عبر التاريخ على التعايش، فرغم قساوة الطبيعة، فقد نجح القطريون في المحافظة على بيئتهم البرية، مثلما أنشأوا مع الأمم الأخرى علاقات تبادل اقتصادي وحضاري بفضل الإطلالة على البحر، فنحتوا في شخصيتهم ثقافة استدامة البيئة، والانفتاح على الآخر.
ونوه سعادته إلى أن القطريين نظروا إلى بيئتهم باعتبارها ملهمة لإبداعهم وفنونهم في مختلف ضروبها، فعاش بينها الشعراء والأدباء والفنانون والمفكرون، فأنشدوا شعرهم ورسموا جمال عناصرها، وتأملوا أبعادها، مؤكدًا أن المبدعين القطريين مازالوا ينهلون من بساطتها ويبتكرون أساليب إبداعهم وأفكارهم من تأقلمهم معها .
وتابع»وقد كانت البيئة القطرية شاهدة على التحديات الجسيمة التي واجهها القطريون ماضيًا وحاضرًا، وتمكن القطريون بفضل تشبثهم بانتمائهم الوطني وحرصهم على أخلاق العمل والتزامهم بثقافة المسؤولية المجتمعية من تجاوز التحديات»، منوهًا بأن الاحتفال باليوم الوطني يعزز في الناشئة وكل فئات المجتمع قيم المواطنة، ويجعل كل قطري ومقيم في وطننا الحبيب قطر فخورًا بنهضتها، وأن اليوم الوطني فرصة متجددة لإلهام المثقفين والمبدعين في مختلف المجالات للابتكار والإبداع والمشاركة في بناء الوطن وتعزيز مكانته بين سائر الأمم.