تحتفل وزارة الثقافة ممثلة في ادارة التراث والهوية باليوم العالمي للتراث الذي تحتفل به جميع دول العالم في الثامن عشر من شهر ابريل وشعار هذا العام هو التراث والمناخ وذلك في اطار الاثار السلبية والضارة لتغيير المناخ مما يشكل تهديدا للاثار التاريخية والثقافية

وقد قالت الشيخة نجلة فيصل ال ثاني  مديرة التراث والهوية بهذه المتاسبة السنوية التي تحتفل بها وزارة الثقافة  ان دولة قطر تضم  العديد من المواقع الأثرية التي تتوزع على الرقعة الجغرافية للدولة، والتي تحظى باهتمام كبير من الجهات المسؤولة. لصون والحفاظ على التراث بالدولة. وكذلك التراث الثقافي الذي يحظى بالاهتمام والتوثيق والجمع و الارشفة، وتسجيل العناصر في قائمة التراث الثقافي والطبيعي،  والقائمة التمثيلية للبشرية في اليونسكو.

و يلعب التراث الثقافي دوراً فاعلاً في ثقافة الأمم والشعوب، فمن خلاله يمكن التعرف على ثقافة أي شعب من الشعوب ومدى التأثير والتأثر بالثقافات الأخرى، ويعتبر التراث غير المادي الملهم الحقيقي لفهم المعطيات ودراسة تصرفات أي شعب فالمأثورات الثقافي هو لغة قابلة للفهم والاتصال، واختزال الخبرات والتجارب المتراكمة داخلياً. ولأهمية هذا الجانب حرصت دولة قطرعلى الحفاظ على تراثها الثقافي أنعكاساً لأهمية ذلك الأرث القيم في التطور التنموي المعاصرالذي تشهده الدولة. وبعد أنضمام الدولة لاتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي و الطبيعي بموجب مرسوم رقم/21 لسنة 1985، واتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي بموجب المرسوم الأميري رقم (52) لسنة 2008 بالتصديق على اتفاقية بشأن حماية التراث الثقافي غير المادي الصادر بتاريخ 27 أكتوبر 2008، ومن ثم بدأت إدارة التراث في تسجيل التراث الثقافي القطري ضمن الملفات في اليونسكو منذ عام 2010 والملفات قالت الشيخه نجله ال ثاني

ـ ملف الصقارة: تراث إنساني حي

أدرج عنصر” الصقارة: تراث إنساني حي”؛ ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية في اليونسكو عام 2010م، تعتبر هواية الصقارة (تربية الصقور والصيد بها) هواية عريقة وقديمة في العدد من الدول العربية وغير العربية.

ويعود أصل هذه الهواية إلى استخدام الصيد بالطيور الجارحة كوسيلة للصيد لكنها تطورت مع الوقت لتصبح جزءاً من الإرث الثقافي للشعوب. يقوم ممارسو هذه الهواية بتربية الطير الجارح كالباز والنسور والصقور وغيرها وإطلاقها والعمل على تكاثرها. ولا يسمح في بعض البلدان بالصيد بالطير الجارح واكتساب صفة الصائد أوالممارس في هذا النوع من الصيد إلا بعد اجتياز امتحان وطني. وكان بداية التسجيل بعشرة دولة في 2010، وأخر تحديث في 2022.

ـ ملف القهوة العربية رمز الكرم

أدرجت “القهوة العربية رمزاً للكرم”؛ ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، كملف عربي مشترك في 2015، ويبدأ تحضير القهوة العربية من تحميص حبوب القهوة في مقلاة غير عميقة ومن ثم طحنها باستخدام هاون ومدق نحاسيين ثم توضع في دلة نحاسية على موقد نار. وبعد أن تختمر تسكب دلة خاصة لتقديم القهوة في الفنجان بحيث يملتئ ربعه وتقدم أولاً للضيف الأكبر سناً والأكثر أهمية ولا يعاد السكب عند رج الفنجان. يمارس هذا التراث جميع فئات وشرائح المجتمع غير أن حملته والمحافظين على استمراريته، وأصحاب المحلات المتخصصة في بيع القهوة، ويحرصون على نقل تقاليد القهوة العربية بين الاجيال الشابة حفاظاً على هذه العادة.

ـ ملف المجلس العربي: فضاء اجتماعي وثقافي

تم أدراج عنصر “المجلس: فضاء اجتماعي وثقافي”؛ ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي في اليونسكو، كملف مشترك في عام 2015م. والمجلس مكان اجتماع أفراد المجتمع لمناقشة الأمورهم، وتبادل الأخباء سواء أخبار الشأن العام أو ما يخص حاضري المجلس، وهو بالتالي مكان للتواصل الاجتماعي. يعتبر المجلس مكاناً لأداء الواجبات الاجتماعية؛ وينقل هذا التراث والمعارف التي تعرض فيه إلى جميع الفئات العمرية فيتعلم الأطفال مما يحكى في المجلس، ومن خلال مراقبة الكبار في المجلس، يتعلم الصغار والشباب سلوكيات وأخلاقيات مجتمعهم.

ـ ملف النخلة: والعادات والطقوس المرتبطة بها

أدرجت النخلة على القائمة التمثيلة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية بعنوان “نخيل التمر: المعارف والمهارات والتقاليد والممارسات” في عام 2022، كملف عربي مشترك.ويعتبر النخيل جزءاً من تاريخ هذه الدول حيث إنه مصدر للعديد من المزارعين والحرفيين وأصحاب المهن اليدوية والتجار؛ وتنمو شجر النخيل في المناخات الجافة حيث تخترق جذور النبتة الأرض بعمق بحثاً عن الرطوبة. يقوم المزراعون القائمون على رعايتها، والحرفين التقليدين الذين يستخدمون أجزاء شجرة النخيل في أعمالهم؛ ولشجرة النخيل العديد من الحكايات والقصص التراثية المرتبطة بهذه الشجرة.

ـ التحضير للانضمام إلى الملف العربي المشترك “فنون الخط العربي” 2023.

تم أدراج الخط العربي على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية باليونيسكو، في ديسمبر 2021، ” تحت إشراف منظمة “الألسكو” كعنصر “الخط العربي: المعارف والمهارات والممارسات”. وأشرفت الألسكو على جميع مراحل عملية إعداد هذا الملف والتنسيق بين الدول العربية المشاركة. ويعد الخط العربي رمزاً للهوية العربية، وقد ساهم في نقل الثقافة والنصوص الدينية على مر التاريخ. ويمارسه الخطاطون؛ حسب المعرفة والمهارات والقواعد المكتسبة عبر التلمذة، كما يستخدمه الفنانون والمصممون في أعمالهم الفنية (اللوحات، أعمال النحت، والفنون الجدارية وغيرها).

ـ التحضير للانضمام إلى ملف” فنون الحنا والتقاليد المرتبطة بها” عربي مشترك خلال العام 2023.

ـ التحضير للانضمام إلى ملف” حرفة السدو” عربي مشترك خلال العام 2023.

ـ تقديم مقترح لترشيح ملف ” البشت ـ من الملابس الرجالية في قطر ” خلال العام 2024.

ـ تقديم مقترح لترشيح ملف” فن العرضة” خلال العام 2024.

و قالت الشيخه نجله فيصل ال ثاني مديرة ادارة التراث والهوية بوزارة الثقافة انه انطلاقا مما سبق  فاننا  نخلص إلى أنه رغم المجهودات التي تبذلها الهيئات الدولية المعنية، بتوقيعها للعديد من الاتفاقيات وإصدار القرارات والتوصيات بهدف حماية التراث الثقافي والحفاظ عليه، سواء في زمن السلم أوالحرب، ورغم انخراط العديد من الدول الاعضاء في الهيئات الدولة؛ ومصادقتها على العديد من الاتفاقيات، تعرض التراث الثقافي ولا زال للتدمير، والتخريب، والسرقة، والتهريب، خاصة في الدول التي تعرضت للاحتلال ، أو التي تشهد حروب وصراعات مسلحة كاليمن، سوريا، ليبيا، والعراق، وفي فلسطين المحتلة وافغانستان ففي اليمن وحده وصل عدد المواقع ذات القيمة الدينية والثقافية والتاريخية التي دمرت بسبب الصراع الدائر فيها إلى أكثر من خمسين موقعا أثريا، وفي سوريا تعرضت المواقع الأثرية في شتى أنحائها للأضرار والتدمير، وعلى رأسها مدينتي حلب، وتدمر- التي تعد من أهم المدن الأثرية في العالم – إذ دمرت عناصر داعش العديد من المعالم الأثرية للمدينة كقوس النصر الشهير ومعبدي شمين والمسرح الروماني، أما في العراق فقد تعرض أكثر من عشرة آلاف موقع أثري للأضرار والتدمير، كموقع بابل الأثري الذي حولته القوات الأمريكية في العام 2003 إلى قاعدة عسكرية، كما تعرضت مكتباتها ومتاحفها ومعابدها للنهب والتدمير. مما يؤكد بأن هذه القوانين الدولية الخاصة بحماية التراث الثقافي تبقى حبرا على ورق، وتطرح أكثر من علامات استفهام على تطبيقها.

إن اتهام المنظمات الدولية والإقليمية بالتقصير في حماية التراث الثقافي والحفاظ عليه، لا يقلل من مسؤولية الدول والحكومات في حماية تراثها بشكل عام، والتراث الثقافي على وجه الخصوص، ويرجع ذلك إما إلى قلة الوعي بالأهمية التاريخية والجمالية والاقتصادية والاجتماعية لمواقع التراث، أو إلى التدخلات المحتشمة (حماية، صيانة، ترميم، إعادة تركيب)، وما يرافق بعضها من طمس أو تغيير في المعالم الأصلية للمعلم الثقافي، أو ضعف التشريعات الوطنية، وعدم تطبيقها في معاقبة المخالفين، وملاحقة المهربين.

وعليه، ومن أجل الحفاظ على التراث الثقافي وحمايته، باعتباره ملكا للبشرية جمعاء، لابد من تظافر جهود كل المجتمع الدولي، أفرادا ومجموعات، وتطوير القوانين والتشريعات، وتشجيع البحث العلمي والاعداد ، وتوفير التمويل اللازم للحفظ عليه  وصيانته .

وأهم المقومات التي يتمتع بها التراث الثقافي في الدولة للمساهمة في الحفاظ على الهوية الوطنية أمام التحديات التي تمر بها دولتنا.

وتطرقت مديرة ادارة التراث والهوية إلى بعض المقترحات والتوصيات التي تعمل على النهوض بالتراث الثقافي في دولة قطر وهي

ـ إحياء التراث الثقافي غير المادي في قطر وصونه والمحافظة عليه والتعريف به.

ـ تنسيق جهود العاملين في مجال التراث الثقافي غير المادي وتسير تبادل خبراتهم وتسخير جميع وسائل الإعلام المختلفة لنشر هذا التراث، وإنشاء موقع مشترك يساهم في تبادل المعلومات.‏

ـ التأكيد على ضرورة إسهام التراث الثقافي في بناء نظام ثقافي لتكون الثقافة سلاحاً ضد الثقافات التي تغزو دولة قطر.

ـ الاهتمام بالدراسات والبحوث والتوثيق والصون في مجال التراث الثقافي غير المادي وتنشيط التعاون والتنسيق وتبادل الأفكار والمعلومات عن التراث الثقافي غير المادي بين الجهات العاملة في هذا الجانب.

ـ إقامة الندوات والمؤتمرات الهادفة لتحريك الباحثين في مجال التراث الثقافي

ـ العمل بكافة السبل والوسائل على إنشاء أرشيف وطني مشترك بين الجهات التي تعمل في التراث الثقافي بما يعزز نمو الدراسات الشمولية لثقافة دولة قطر بهدف الكشف عن هذه الثقافة وثرائها وتنوعها لتعزيز الهوية الوطنية