نظم مركز شؤون الموسيقى التابع لوزارة الثقافة والرياضة الليلة احتفالية موسيقية بالتعاون مع مكتب « اليونسكو» لدى الدول العربية في الخليج واليمن ومقره الدوحة، وذلك في إطار الاحتفاء بمرور 250 عامًا على ميلاد الموسيقار العالمي الراحل والشهير لودفيج فان بيتهوفن وذلك على مسرح قطر الوطني.
حضر الاحتفالية سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة، وعدد من أصحاب السعادة السفراء المعتمدين لدى الدولة، والسيدة آنا باوليني ممثل اليونسكو لدى الدول العربية في الخليج واليمن ومدير مكتب اليونسكو في الدوحة، وجمهور من المهتمين والإعلاميين حيث سمح بحضور محدود للجمهور مع المحافظة على التباعد الاجتماعي، فيما سيتمكن الجمهور من متابعة العرض الاحتفالي عبر منصات المركز الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي بدءًا من يوم 28 ديسمبر الجاري، وذلك في إطار الحرص على تدابير السلامة والإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا.
نكهة شرقية
وأقيمت الاحتفالية بالتعاون مع أوركسترا قطر الفلهارمونية، تحت شعار «الفن الحقيقي يبقى إلى الأبد» وهي عبارة لبيتهوفن، وتضمنت عرضًا موسيقيًا دراميًا بصبغة موسيقية شرقية، بعنوان لودفيج. الوصية «تضافرت خلاله العديد من الأشكال الفنية المختلفة من تمثيل وعزف موسيقي، حيث كانت مفاجأة الحفل إدخال آلة العود الشرقية ضمن عزف سيمفونيات بيتهوفن، بهدف التأكيد على أن الموسيقى هي لغة عالمية يستوعبها جميع الشعوب، خاصة إذا ما كانت تنتمي إلى موسيقي شكل علامة فارقة على مدار قرنين ونصف من الزمان فظهر عزف موسيقى يحمل روح الموسيقى الشرقية، بما يعد نموذجًا للانصهار بين الثقافات الموسيقية المتعددة والمتنوعة.
كما تضمن الحفل عددًا من المؤلفات الموسيقية لبيتهوفن تعبر عن فتراته المهنيّة الثلاث، وهي الفترة المُبكرة وتأثر فيها بموسيقى موتسارت وهايدين وتستمر حتى 1802، والمتوسّطة، وتنتهي عام 1814 وفيها ألف 6 سيمفونيات وهي الأكثر إنتاجًا، أمّا الفترة الأخيرة فتبدأ من 1815 حتّى وفاته، وقد اختلف أسلوب بيتهوفِن في هذه المرحلة حيثُ إنّه وصولًا إلى هذا العام صار أصمًّا تمامًا، وتميّزت موسيقاه في هذه المرحلة بعمقها الفكري والابتكار في التأليف.
تنوع ثقافي
وفي كلمة لها خلال الحفل أعربت السيدة آنا باوليني ممثل اليونسكو لدى الدول العربية في الخليج واليمن ومدير مكتب اليونسكو في الدوحة، عن شكرها لوزارة الثقافة والرياضة ومركز شؤون الموسيقى الذي يلعب دورًا مهمًا في دعم النشاط الموسيقي في قطر بما يتماشى مع رؤية اليونسكو، كما أن مركز شؤون الموسيقى عضو في شبكة المجلس الدولي للموسيقى الذي أسسته اليونسكو عام 1949 كأكبر مؤسسة دولية في مجال الموسيقى، بهدف وصول الموسيقى إلى الجميع مع تعزيز قيمتها في حياة الشعوب، مشيرة إلى أن هذه الفعالية فرصة مهمة للتعبير عن الإبداع البشري المعترف به في اتفاقية اليونسكو لعام 2005 لحماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي وقعت عليها دولة قطر عام 2009.
وقدمت خلال كلمتها نبذة عن الموسيقار العالمي الراحل بيتهوفن المولود في ألمانيا في 17 ديسمبر 1770 – وتوفي في 26 مارس 1827، ويُعد من عباقرة الموسيقى عالميًا وأكثَرهُم تأثيرًا، وأبدَع أعمالًا موسيقيّة خالِدة، وساهم في تطوير الموسيقى الكلاسيكيّة.
التراث الكلاسيكي
بدوره قال إيجلي سيروني مدير الفعالية، إن الاحتفالية نجحت في إحياء العديد من المقطوعات الموسيقية الهامة من التراث الكلاسيكي في قالب عربي باستخدام آلات التراث العربي، ورغم أنها كانت هذه مغامرة منذ البداية، ولكننا نجحنا في تقديم تجربة مختلفة ورائعة بفضل إصرار العازفين من مركز شؤون الموسيقى على النجاح ما جعل الجمهور يستمتع بليلة موسيقية تمد جسور التواصل بين الغرب والشرق لأن الموسيقى لغة الشعوب.