في إطار الاحتفاء بالموروث الثقافي والاجتماعي، احتفلت وزارة الثقافة مساء أمس الأربعاء بمناسبة “القرنقعوه”، وذلك على هامش فعاليات معرض رمضان للكتاب في نسخته الثانية المقام حاليًا في مقر درب الساعي بأم صلال.
وقد ازدانت ساحات وأروقة معرض الكتاب بدءًا من ساحة العلم وما بين أجنحة الكتب المقامة على شكل الفريج القديم لتستحضر تلك الأجواء التراثية لاحتفالية القرنقعوه.
والقرنقعوه عادة تراثية قديمة نتوارثها ونجددها كل عام في ليلة النصف من شهر رمضان المبارك، وتهدف إلى تشجيع الأطفال وحثهم على الاستمرارية في الصيام حتى نهاية الشهر الفضيل، كما أنها مكافأة لهم على صومهم نصف شهر رمضان المبارك.
وكان الأطفال قديمًا يطرقون أبواب المنازل والبيوت القريبة بعد المغرب بغية ملء الأكياس التي معهم بشتى أنواع الحلوى والمكسرات التي يعدها الأهالي خصيصًا قبل أيام من هذه المناسبة.
ويصدح الأطفال في هذه الاحتفالية بالأهزوجة الشعبية الخالدة وكلماتها وعباراتها ذات الدلالات التي تمجد الجود والكرم “قرنقعوه.. قرقاعوه.. عطونا الله يعطيكم.. بيت مكّة يودّيكم.. يا مكّة يا المعمورة.. يا أمّ السلاسل والذهب يا نورة، عطونا من مال الله.. يسلم لكم عبدالله، عطونا دحبة ميزان يسلم لكم عزيزان.. يا بنية يا الحبابة.. أبوج مشرع بابه.. باب الكرم ما صكه ولا حط له بوابة”.
وقالت السيدة عائشة أحمد المحمود مدير إدارة العلاقات العامة والاتصال في وزارة الثقافة، إن وزارة الثقافة حرصت على استثمار الأجواء الرائعة في معرض رمضان للكتاب لتنقل الأطفال إلى عالم الفرجان القديمة عبر إقامة احتفالية خاصة بهذه المناسبة التراثية والتي تشكل جزءًا من موروثنا الاجتماعي في قطر وكذلك دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، كما أن الاحتفالية فرصة لتعريف زوار قطر من الناشرين العرب والأجانب وضيوف الدولة بهذه المناسبة الاجتماعية كجزء من الموروث القطري، مشيرة إلى أن الاحتفالية تضمنت إقامة عروض مسرحية على مسرح الأطفال تناسب هذه المناسبة، إلى جانب فعاليات متنوعة تهدف الى إحياء التراث، حيث تم توزيع هدايا ومكسرات وحلوى القرنقعوه على الأطفال.
وأضافت المحمود أن الإقبال الكبير للأطفال ولكل أفراد الأسرة ساهم في إبداع ورسم صورة تراثية عكست أصالة التراث القطري، حيث شارك الأطفال وهم يرتدون أزياءهم التراثية الملونة والزاهية، في الاحتفال فرحين بما جمعوه من حلوى ومكسرات وهدايا من مختلف الأماكن على أنغام أهزوجة القرنقعوه.
وأوضحت أن احتفال وزارة الثقافة يؤكد رسالة الوزارة في تعزيز الموروث القطري خاصة هذا الموروث الذي يساهم في توثيق العلاقات الاجتماعية بين الكبار والصغار ويعمل على توطيد الروابط الأسرية بين الأهل والجيران وبين أبناء الفريج الواحد.
وقد أسهمت فعالية القرنقعوه المقامة في درب الساعي في رسم البهجة على وجوه الأطفال، الذين تزينوا بارتداء الملابس التراثية.


من جهة أخرى، احتفلت إدارة التراث والهوية في وزارة الثقافة بليلة القرنقعوه، وذلك في قرية الشقب بمنطقة الريان.
وتميزت احتفالية الشقب في هذه الليلة بالعمل على إحياء التراث القطري، وتقديم أنشطة متنوعة منها المسحر، والحرف اليدوية وورشة المدود، علاوة على بيع المنتجات، وإقامة المسابقات الشعبية المخصصة للأطفال، وكذلك توزيع القرنقعوه على الجمهور.
وقالت فاطمة الشهواني من إدارة التراث والهوية:” حرصنا خلال المشاركة في الاحتفال بليلة القرنقعوه على جذب المشاريع القطرية التي قدمت أكلات وحلوى شعبية للجمهور المتواجد في الشقب”، لافتة إلى أن الإقبال كان كبيرا من قبل الجمهور والأطفال الذين استمتعوا بالفعاليات والأنشطة المقامة في الشقب، مشيرة إلى وجود مشاركات مميزة منها مشروع قطري “ميزان ليان” لطفلة قطرية تقدم حلويات شعبية بطرق مبتكرة.