ورش الحرف البحرية في درب الساعي تبقى شاهدة على الموروث البحري للبلاد، حيث تجسد تلك الحرف جوانب كثير من حياة الاجداد وعملهم في البحر

وقد حرصت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني أن تعزز هذا الموروث من خلال ورش هذه الحرف في درب الساعي والتي تشهد أنشطة عملية في صناعة الغزل وصناعة الحبال وصناعة الشراع  وورشة القلافة لصناعة السفن الخشبية وورشة القراقير وورشة عمل فلق المحار وورشة اللؤلؤ الطبيعي وورشة صناعة الحبال وورشة صناعة الشراع وورشة الحداق وورشة الطواشة.

وفي البداية قال أحمد الحرمي في ورشة صناعة الشراع بفعالية البدع أن الشراع يتكون من “الدقل” وهي القطعة الخشبية المثبتة في المحمل، والفرمل وهي القطعة الخشبية الممتدة من صدر المحمل، موضحا ان هناك نوعين من الشراع هما الشراع العربي ويكون على شكل مثلث وهناك الشراع الأوروبي الذي يأتي على شكل مربع.

وأوضح الحرمي ان ارتفاع وطول “الدقل” و”الفرمل” يعتمد على حجم المحمل حتى يساعد في حركته على الماء، لأنه لا يجوز ان يكون هناك شراع صغير وفي نفس الوقت حجم المحمل كبير وهذا يكون معلوم لدى أهل الخبرة في صناعة الشراع، مشيرا الى أن هناك مسميات للشراع وهي حبل الدامه وحبل اليوش الذي يتم تثبيته في الدستور، وهناك محامل بشراعين و ثلاثة وبينهما شراع يكون هو الشراع الرئيسي .

وأضاف الحرمي أن هناك قماش معين يستخدم في الشراع وهو معروف في منطقة الخليج، موضحا أنه في حال ما كانت الرياح شديدة لابد من إنزال الشراع وإعادة تركيبة مرة ثانية.

وقال أن هذا هو تراث الأجداد ونحن نحافظ عليه ونعرف الاجيال الجديده به لأنهم تركوا لنا ارثا مهما يوضح حجم التحديات التي واجهتهم في الماضي والتي نستمد منها قيم كثيرة.

ومن جانبه قال احمد علي في ورشة تجهيز “الديين” وهو المخصص لحفظ المحار الذي يتم جمعه من البحر أن “الديين” يعد من الأدوات المستخدمة لدى أهل البحر في الصيد، موضحا انه يقوم بتجهيزه من الخيوط بأشكال وألوان وفتحات مختلفة بحسب الطلب.

وأوضح ابوعلي أن الوقت المستغرق في تجهيز “الديين” يختلف بحسب شكله وحجمه.

وقال ابراهيم حسين في ورشة تجهيز “الدفرة” وهي قطع مصنوعة من الأحبال توضع للفصل بين المحامل والسفن وبعضها لمنع الاحتكاك عندما تكون المحامل الى جوار بعضها البعض، مشيرا الى أنه يقوم بصنعتها بشكلها القديم من أجل تعريف الزوار بها وكيف كانت في الماضي .

ومن الحرف البحرية الموجودة ضمن فعالية البدع أيضا حرفة “القلاف” وهم المختصين بصناعة السفن الخشبية وهنا يقول عبدالله هلال السالم في ورشة القلاف أن صناعة المحمل تبدأ من القاعدة ثم بعدها الشلاميل وهي الأجزاء الخشبية على جانبي المحمل ثم ينتقل العمل الى صدر المحمل وبعدها باقي الأجزاء والتي منها “الخن” وهو المكان المخصص لراحة البحارة الى جانب المكان الخاص بالنوخذة، موضحا أن العمل في المحمل قد يستغرق من 3-4 شهور بحسب حجم المحمل على أن يكون عدد الأشخاص الذين يعملون في المحمل من 7-8 أشخاص الى اذا كان المحمل مخصص للسفر على سبيل المثال، مؤكدا أن مهنة القلافية مازالت موجودة.

وأضاف السالم أنهم يحافظون على هذا التراث وينقلونه للأجيال الجديدة وهذا الهدف الأساسي من نشاطهم في درب الساعي.

وتشمل منطقة البدع في درب الساعي 20 فعالية و9 ورش و3 مسابقات ومعارض مُختلفة، حيث تتضمن معرض بيع اللؤلؤ الطبيعي ومعرض الغوص واللؤلؤ ومعرض السفن ومعرض القراقير، والقهوة الشعبية القطرية ومسرح البدع والحداق وفن الفجري والنهام، كما تتضمن فعالية المأكولات الشعبية القطرية والخباز والدكان والأستوديو ومُسابقة سؤال ومعلومة ومسابقة الدامة والكيرم ومسابقة فلق المحار ومزاد اللؤلؤ القطري والمتحف البحري وعرض الزي البحري القديم.