بهدف إرشاد المسؤولين بالدولة إلى توجهات الشباب، وتحديد الأولويات التي تنظر لها الدولة في القضايا الشبابية، إلى جانب تأكيد اندماج الشباب في تحقيق التنمية وجاهزيتهم لهذا، تعكف إدارة الشؤون الشبابية بوزارة الثقافة والرياضة حاليا على صياغة وثيقة السياسة الوطنية للشباب، والتي تؤكد التزام دولة قطر بقضايا الشباب. وتعد هذه الوثيقة إعلانا عن رؤية وطنية مشتركة تحدد احتياجات الشباب وأولوياته وتوفر أساسا لتوزيع الموارد اللازمة لتلبية هذه الاحتياجات توزيعا عادلا، وفق مقاربة واقعية لها دلالتها المتمثلة في إشراك الشباب في عمليات صنع القرار في بلادهم من خلال مشاركتهم النشطة في وضع هذه السياسة وتنفيذها. «العرب» استطلعت آراء بعض الشباب في الوثيقة التي تعتبر دستوراً لهم.

وفــاء الصفار: إشراك الشباب في كافة المراحل العامل الحاسم لنجاح الوثيقة

وفــــاء عبد الغني الصفار، رأت أن وثيقة السياسة الوطنية للشباب يجب أن تتضمن مجموعة من النقاط والبنود وعبرت عن ذلك قائلة: نأمل أن تخرج الوثيقة بتوجهات عامة تتمثل في التزام الشباب في كافة المجالات مثل التعليم والتوظيف والصحة والبيئة والمشاركة المجتمعية، على أن تكون كل الالتزامات على مستوى طموح وتطلعات الشباب، وكما نأمل أن تحدد الوثيقة ما هو مطلوب من الشباب القطري للنهوض بوطنهم بأنفسهم. كما نرجو أن تمثل هذه الوثيقة حاضر ومستقبل القضايا المتعلقة بالشباب.
إلى ذلك أضافت وفاء: انطلاقا من التعليم و التطوير اللذين تشهدهما البلاد وحاجة سوق العمل بأن يأخذ بعين الاعتبار المهارات المطلوبة، وتمكين الشباب منها بما يتناسق مع متطلبات العصر، كما نرجو أن تتطرق الوثيقة إلى قضايا الصحة وأهميتها بالنسبة للشباب، فنحن نعي أن اهم مورد من موارد الدولة هو الإنسان عموما والشباب خصوصا. لذا فإن الصحة ومكافحة الأمراض من أهم ما نأخذه به بعين الاعتبار في سن الشباب وعند التقدم بالعمر.
البيئة موضوع مهم
وفاء، التي تشغل منصب مديرة الاستدامة بشركة بلدنا، ترى أن البيئة من المواضيع المهمة التي يجب أن تتناولها الوثيقة، وقالت: تعد البيئة من أهم القضايا بالنسبة للوثيقة وعلاقة الشباب والبيئة والمحيط الذي نعيش به سواء بر وبحر وهواء. أن أهمية النظر إلى كيفية استنزاف موارد البيئة وما يشكل عليه كخطر لمستقبل الشباب والسكان، ترفع قيمة البيئة وأهمية التنمية المستدامة لبناء حق الأجيال المستقبلية لحياة كريمة في بيئة محافظة على ثرواتها النباتية والحيوانية والبرية والبحرية.
وذكرت أنه للأسرة قيمة كبرى وأهمية المحافظة على نواتها من أهم النقاط التي تتضمنها الوثيقة. وأشارت إلى ضرورة أن تنظر الوثيقة إلى أثر التطور الاقتصادي والأثر السلبي في ازدياد ظاهرة الطلاق والعوامل التي أدت إلى تأخر سن الزواج.
الجانب الاقتصادي أيضا كان من ضمن تطلعات وفاء، حيث أكدت على أن دور الشباب في العجلة الاقتصادية ودوره في العمل والتشغيل مهم جدا ليكون الداعم على التقدم والتطوير وتنوع فرص العمل وريادة الأعمال وتوجه الشباب إلى القطاع الخاص يجعل من الشباب فئة فعالة في الاقتصاد الوطني ومتحكمة في اتجاهاته.
المشاركة في الرأي
وطالبت وفاء بأن تتطرق الوثيقة أيضا إلى مشاركة الشباب في الرأي العام بشتى مجالاته ودور التطوع وتأثيره الفعال في المجتمع.
وأضافت إن الوثيقة تحظى بأهمية كبرى باعتبارها أول وثيقة وطنية للشباب القطري والتي اعتبرتها خريطة عمل لقطاع الشباب يلتزم بها الجميع من الشباب والقطاعات والمؤسسات على وجه سواء، وقالت: نتوقع من الوثيقة أن تخرج بمخرجات وخطط وبرامج محددة بأهداف واضحة ومؤشرات لتحقيق الهدف. وأهميتها أيضا تكمن في أثرها الدولي على الشباب القطري في المحافل الدولية والأممية ومشاركتهم في صناعة القرارات بالسياسات الدولية للشباب بحكم تجربتهم الحالية.
وتابعت وفاء الصفار إن إشراك الشباب في كافة مراحل إعداد الوثيقة هو العامل الحاسم لنجاحها. حيث سيتم إشراك الشباب في مراحل الإعداد والتنفيذ والمتابعة والتقييم، إذ تبنى هذه الوثيقة على أساس أن تكون من الشباب إلى الشباب، فنحن من نحدد أولويات واهتمامات القضايا التي نتناولها. لذا نتوقع أن تتناول هذه الوثيقة الوطنية السياسية للشباب أهم القضايا التي تؤثر في حياتهم ومستقبلهم والسعي إلى إيجاد أفضل وأنسب الحلول لمعالجتها.

محمد الشريم: إنجاز لحل أهم مشاكل الشباب

من جانبه يرى الشاب محمد أحمد الشريم أن الوثيقة يجب أن تعمل على عدة محاور تشكل مجموعة من القضايا الشبابية في مجالات متعددة، حيث يحظى كل محور بأهمية قصوى، لتستطيع فئة الشباب تطوير أفكارها ومشاريعها وحل مشكلاتها لننطلق بحماس شبابي نحو مستقبل أقوى.
ورأى محمد أنه من منطلق اهتمام الدولة بالتنمية البشرية والتي تعد واحدة من ركائز رؤية قطر 2030، واهمية عنصر الشباب، ولذا فإن هذه الوثيقة هي إنجاز لحل اهم مشاكل الشباب وتضمن لهم آلية صحيحة يمكن اتباعها ناهيك عن كونها مرجعا لحماية حقوقهم ومتنفسا لهم لأنها تشكل حلا للمشاكل التي تواجههم ولا يعرفون كيفية حلها، وقال محمد: ستكون هذه الوثيقة بإذن الله احد اهم الإنجازات التي تحسب لنا كشباب.
إلى ذلك رأى الشريم أن إشراك الشباب في وضع السياسات مهم جدا، وأوضح بقوله: بطبيعة الحال دور الشباب مهم جداً، لأن هذه الوثيقة تخص الشباب، ونحن كشباب نعرف المشاكل التي تؤثر علينا ونعرف كيفية حل تلك المشكلات، وقد أتيحت هذه الفرصة لنا للبحث عن تلك القضايا في كل المجالات ونحاول ترجمة حلول الشباب على قضاياهم وجدولة حلولهم لنضمن انتهاء العقبات بإذن الله في سبيل تحقيق رؤية قطر 2030.

خالد المعاضيد: أتمنى أن تحدد الوثيقة المطلوب منا للنهوض بأنفسنا

خالد بن محمد العلي المعاضيد عضو مجلس الإدارة في الهلال الأحمر القطري، ممثل الشباب، قال إنه يأمل في أن تخرج الوثيقة بموجهات عامة محددة مثل التزامات الدولة تجاه الشباب في كافة المجالات، مثل التعليم والعلم والتوظيف، والصحة والمشاركة المجتمعية الكاملة وغيرها من المجالات التي تهم الشباب، وأن تحمل الالتزامات على مستوى طموح وتطلعات الشباب. كما نأمل ان تحدد الوثيقة كذلك ما هو مطلوب من الشباب القطري للنهوض بأنفسهم وبوطنهم في المجالات كافة.
إلى ذلك أضاف المعاضيد: نرجو من الوثيقة أن تتطرق إلى كل القضايا التي لها علاقة بالشباب حاضرا أو مستقبلا، انطلاقا من التعليم وقضاياه آخذا في الاعتبار التطور الذي يشهده العالم. إضافة إلى أن يأخذ التعليم بعين الاعتبار الحاجة الماسة لتطور المهارات في سوق عمل اليوم. وان يهدف إلى تمكين الشباب المتخرجين من أسباب العلم والتكنولوجيا حتى يكونوا شبابا لهم مهارات تناسب العصر.
وأردف خالد بن محمد قائلا: مع التعليم نرجو أن تتطرق الوثيقة إلى قضايا الصحة وما تمثله بالنسبة إلى الشباب فنحن الشباب نعي أن موارد الدولة وان كانت موجودة بوفرة ولله الحمد فإن أبرز وأهم مورد هو الإنسان عموما والشباب خصوصا إذا تصبح الصحة ومكافحة الأمراض من اهم ما يرجع الشباب في شبابه وعند تقدمه في السن.
واعتبر المعاضيد أن البيئة مهمة جدا بالنسبة إلى الشباب، فهي تعتبر كل المكونات التي تحيط بنا في والبر والبحر والهواء واستنزاف البيئة والإضرار بها يمثل خطرا على مستقبل الشباب والسكان عموما، لذا فإن التنمية المستدامة التي تعي قيمة البيئة وحق الأجيال المستقبلية في حياة كريمة وبيئة محافظة على الثروات النباتية والحيوانية البرية والحرية من ابرز الأشياء التي يرغب فيها الشباب القطري.
وذكر المعاضيد أنه للأسرة قيمة كبرى في الثقافة والهوية القطرية، مشيرا إلى أنه كان للتطور المتسارع اقتصاديا واجتماعيا أثر سلبي على الأسرة، مثل تأخر سن الزواج والطلاق. ونوه إلى أنه من أبرز القضايا التي يجب أن تتطرق إليها وثيقة السياسة كيفية حماية نواة الأسرة ومؤسسة الزواج وإيجاد حلول للظواهر السلبية التي نراها اليوم.

قضية العمل
قضية العمل والتشغيل كانت من بين القضايا التي أشار لها أغلب الشباب الذين استطلعنا آراءهم، حيث اعتبرها المعاضيد قضية مهمة، وقال: لا كرامة للإنسان بدون عمل ومصدر رزق يحميه ويحفظ كرامته، وتنويع فرص الشغل وزيادة الأعمال والاتجاه إلى القطاع الخاص يجعل من الشباب فئة فاعلة في الاقتصاد الوطني ومتحكمة في اتجاهاته ولا تكتفي هذه الفئة بالأعمال الحكومية فقط بل تكون رافدا مساعدا على التقدم بالاقتصاد وتطويره.
و أضاف خالد: جانب مهم أيضا يجب أن تتطرق إليه وثيقة السياسة وهو مشاركة الشباب في الشأن العام عن طريق تواجده في كل مراكز أخذ القرار في المدارس والجامعات والبلديات وغيرها من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية بما أن التطوع جزء لا يتجزأ من موضوع المشاركة الكاملة والفاعلة للشاب القطري الصحيح كما المعوق والقاطن بالدوحة وخارجها من الذكور والإناث وكذلك من الفئات العمرية الدنيا والمتقدمة.
خريطة للعمل
وتابع: نتوقع أن تكون مثل خريطة للعمل في قطاع الشباب يلتزم بها الجميع الشباب والدولة بكافة مؤسساتها على وجه السواء. كما نتوقع ان تنبثق عن هذه الوثيقة خطط وبرامج محددة بأهداف ومخرجات ومؤشرات واضحة لتحقيق الأهداف السياسية.
ورأى المعاضيد أن الوثيقة لها أثر دولي على شباب قطر في المحافل العالمية ويمكن أن تسهل لهم التواجد في مواقع صنع القرار الخاص بالسياسات الدولية للشباب بحكم تجربتهم في وطنهم.
من جانب آخر قال خالد: إن إشراك الشباب في تحديد أطر الوثيقة مهم جدا فهو من يجب أن يحدد القضايا التي تهمه ويشارك في وضع تصور للحلول المتعلقة بتلك القضايا، وهو من يحدد الأهداف التي تسعى إليها السياسة ووسائل تحقيقها.

جميلة الأنصاري: حق الأجيال المستقبلية في حياة كريمة

الشابة جميلة الأنصاري بدورها لم تخرج عن السياق الذي تحدثت فيه الآراء السابقة وقالت: نتوق أن تخرج الوثيقة بموجهات عامة محددة تمثل التزامات الدولة تجاه الشباب في كافة المجالات مثل التعليم والعلم والتوظيف والصحة والمشاركة المجتمعية الكاملة وغيرها من المجالات التي تهم الشباب، وحق الأجيال المستقبلية في حياة كريمة وبيئة محافظة، إضافة إلى مشاركة الشباب في الشأن العام عن طريق تواجده في كل مراكز أخذ القرار في المؤسسات الحكومية.
واعتبرت جميلة أن الوثيقة تحظى بأهمية كبرى بالنسبة للشباب، فهي ستكون مثل خريطة طريق لهم.

نايف الشهراني: الصحة والأسرة والعمل.. جوانب مهمة

يأمل نايف زامل الشهراني أن تخرج الوثيقة بموجهات عامة محددة تمثل التزامات الدولة تجاه الشباب في كافة المجالات.
وقال: نرجو من الوثيقة أن تتطرق إلى كل القضايا التي لها علاقة بالشباب حاضرا ومستقبلا انطلاقا من التعليم وقضاياه، آخذا في الاعتبار التطور الذي يشهده العالم، إضافة إلى أن يأخذ التعليم بعين الاعتبار الحاجة الماسة لتطور المهارات في سوق العمل اليوم، وأن يهدف إلى تمكين الشباب المتخرجين من أسباب العلم والتكنولوجيا حتى يكونوا شبابا لهم مهارات تتناسب مع العصر.
وطالب نايف بأن تحتوي الوثيقة على محاور الصحة والأسرة، والعمل، وجانب مهم أيضا يجب أن تتطرق إليه وثيقة السياسة وهو مشاركة الشباب في الشأن العام عن طريق تواجده في كل مراكز أخذ القرار في المدارس والجامعات والبلديات وغيرها من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية. كما أن التطوع جزء لا يتجزأ من موضوع المشاركة الكاملة والفاعلة للشباب القطري الصحيح كما المعوق والقاطن بالدوحة وخارجها ومن الذكور والإناث وكذلك من الفئات العمرية الدنيا والمتقدمة.
وأضاف نايف إن الوثيقة تحظى بأهمية كبيرة بالنسبة للشباب وإشراكهم في وضع محاورها يمكنهم من تحديد أولوياتهم وما يسعون إلى تحقيقه، إضافة إلى اثرها الدولي على شباب قطر في المحافل العالمية والأممية