ضمن الفعاليات الثقافية بمعرض الدوحة الدولي للكتاب الثالث والثلاثين أُقيمت مساء اليوم ندوة بعنوان الارتحال والوداع في الشعر العربي.

ويُقام المعرض تحت شعار ” بالمعرفة تبنى الحضارات” في مركز الدوحة الدولي للمؤتمرات حتى 18 مايو الجاري.

وشارك في الندوة كل من الشاعر  والباحث السعودي حمود الصاهود ، والشاعر السوري محمد ياسين صالح، حيث تناولت الندوة مفهوم الارتحال الذي يعني عدم الاستقرار  وأغراضه، وبعض العادات والمعتقدات المرتبطة بالارتحال .

وأكد الشاعر حمود الصاهود أن الارتحال احتل نصيبًا وافرًا في الشعر الجاهلي والبيئة الجاهلية، فنجد وصف الشاعر لرحلته على ناقته عبر الصحراء والجبال والوديان وعلاقة الارتحال بالأطلال وغير ذلك.

وكما تحدث الضيفان عن الارتحال والتوديع ومدى تأثيره وارتباطه بالشعر الجاهلي تحديدًا كونه يتصل بطبيعة البيئة وعموم الحياة آنذاك وما تفرضه عليهم الظروف من التنقل والارتحال، فيما تطرقا إلى أغراضه وتنوعه.

وتناول الشاعران بعض الشواهد الشعرية المرتبطة بهذا العنوان الذي يحوي إرث قصائدي عظيم خلّده العرب سواء في العصر الجاهلي أو العصور التالية وصولًا إلى العصور الحديثة حيث قدّم كل من الشاعرَيْن قصائد من نظمهما في أغراض الارتحال والوداع.

واستعرض الصاهود بسردية مبسطة كيف كان الارتحال مصدرًا من مصادر التكسّب باعتبار أن هناك مكانة وحظوة كبيرة ينظر فيها للرحّالة كمصدر للأخبار  والأشعار، كما تحدّث عن الارتحال لطلب العلم واهتمام الناس بذلك، لينتقل عن مراحل الترحال والتوديع وما يصحبهما من مراحل الاستيقاف والالتفات والوداع وهما من أكثر أوجاع الرحيل ألماً وقسوة وحرقة ذاكرًا لكثير من الشواهد العربية في هذا الشأن.

كما تناول الشاعر محمد صالح العديد من الأشعار العربية التي تناولت هذه الأغراض من الشعر العربي. منوهًا بأن في الارتحال الكثير من الفضائل ومنها ما ورد في قصة سيدنا موسى عليه السلام عندما ارتحل طلبًا للعلم من العبد الصالح الخضر، ليختتم بأبيات شعرية منها:

قد يبلغ المرء حلمًا وهو بعد فتي ..  وقد ترى الشيخ من بعد الهدى نكصًا

خرق السفينة هل ينجي سفينتنا.. أهم هل نعود على آثارنا قصصًا .