نظم مركز الوجدان الحضاري، التابع لوزارة الثقافة والرياضة ندوة بعنوان (تحديات تدريس الفلسفة في المجتمع العربي) بمقر المركز بحضور نخبة من المثقفين والباحثين.
وتحدث خلال الندوة السيد محمد نجيب عبد المولى الموجه العام في تعليم الفلسفة في تونس، حول تعريف الفلسفة، وواقع تدريسها في عالمنا العربي بين دول تدرس هذا العلم وأخرى ما زالت لا تدرس الفلسفة وبعضها تدرسها ولكن بطريقة غير صحيحة، حسب قوله.
وأشار إلى أن الهدف الأساسي من تدريس الفلسفة يتمحور حول نشر ثقافة تنويرية وعقلانية تقوم على مبادئ السلم والتآخي وحب الحياة، سعيا لتحقيق السعادة، وتحقيق التقدم وتعزيز قيمة الحرية والمسؤولية، مؤكدا أن هذا لن يحدث إلا بامتلاك ناصية العلم والتقنيات الحديثة، ومؤكدا رفضه الفصل بين الفلسفة والعلوم، وأن هناك ارتباطا وثيقا بينهما، كما يهدف تدريس الفلسفة إلى تحرير الإنسان من عبودية المتعقدات والشهوات، وهو الذي يشيع أريحية في النفس ويحقق لها التوازن الداخلي.
وقال المحاضر إن تعليمنا المعاصر للفلسفة لم يستطع تحرير الإنسان، وإيقاظ فكره ليكون قادرا على التفكير بذاته لكي يفهم العالم ويبني موقفا خاصا به، مؤكدا أن مناهج الفلسفة لم تف بالأهداف الرئيسية لها، مرجعا ذلك إلى العديد من الأسباب من أهمها طرق تدريس الفلسفة التلقينية التي تحول التعليم الفلسفي إلى درب من القوالب الجامدة، ليخرج الطالب متخما بالمعارف ولا يعرف كيفية التفكير والتأمل، وهو جوهر الفلسفة الذي يتسق مع دعوة القرآن الكريم للنظر والتفكير وهذا ما نريده في مناهج الفلسفة العربية.
كما تطرقت النــــــدوة الــــــتي قدمها الكاتب القطري إبراهــــيم هاشم الســــادة، إلى علاقة الدين بالفلسفة من خلال التركيز على نــــــموذج ابن رشد الذي يعتبر حلقة الوصل بين الفكر اليوناني والفكر الغربي، بالإضافة إلى نقاش ثري بين المحاضر والحضور حول الطرق الأنجح في تدريس الفلسفة في مجتمعاتنا العربية.

 

المصدر: قنا