أكدت ندوة ثقافية عقدت مساء أمس بمجلس معرض رمضان للكتاب المقام في مقر درب الساعي، على أن دولة قطر من أكبر الداعمين لبرامج منظمة الأمم المتحدة.

وأشارت الندوة التي حاضر فيها سعادة السيد / ناصر بن عبد العزيز النصر رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة للدورة السادسة والستين والممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات السابق، أن دولة قطر لها بصمتها الخاصة في المجال الدبلوماسي الهادئ وقيادة حوار عالمي يحقق السلام ويدعم انتشار قيم التسامح في العلاقات الدولية.

وتناول سعادة السيد ناصر بن عبدالعزيز النصر ، الدور الكبير الذي لعبته دولة قطر ومازالت على الصعيد الدولي، كونها داعمة لبرامج الأمم المتحدة، ومن أهمها دور الوساطة الدولية؛ حيث حظيت قطر بالمصداقية والاحترام والثقة لدى المجتمع الدولي، ما مكنها من استخدام القوة الناعمة في حل العديد من القضايا الدولية.

وأضاف سعادته أن دولة قطر داعمة لمختلف برامج المنظمة الدولية ومن أهمها دعم اللاجئين والحد من الآثار المترتبة على الكوارث الطبيعية، ومكافحة الفساد ومحاربة الجريمة المنظمة، والدفع بالدبلوماسيين القطريين على مختلف المواقع الدولية، وترأسها لكثير من الاجتماعات الأممية واستفاضة الكثير من المؤتمرات الدولية في الدوحة، وهي مساهمات جليلة نعتز بها كقطريين، خاصة مع المكانة العالمية التي وصلت إليها قطر حاليًا.

مشيرًا إلى أن الدور الذي تساهم به دولة قطر هو تأكيد على دورها في المنظمة وأن تكون قدوة للآخرين في القيام بمثل هذه الأدوار.

وحول كيفية الاستفادة من نجاح الدبلوماسية الثقافية التي ترتبت على استضافة دولة قطر لكأس العالم 2022 ، قال سعادة السيد ناصر بن عبدالعزيز النصر في تصريح له على هامش الندوة، إن استضافة قطر لكأس العالم، والنجاح الذي أبهر العالم ليس على مستوى التنظيم الرسمي فقط بل على المستوى الشعبي أيضًا، وبشهادة الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، وضع قطر على الخريطة العالمية حيث أصبحت مثار احترام العالم، مشيرًا إلى نجاح قطر في استخدام الرياضة كقوة ناعمة، داعيًا إلى ضرورة استثمار كافة أدوات القوة الناعمة مثل الثقافة والرياضة والحوار بما يساعد في تحقيق الوساطة من أجل السلام.

وتحدث سعادة ناصر بن عبد العزيز النصر رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة للدورة السادسة والستين والممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات السابق، خلال الندوة عن رحلته في العمل الدبلوماسي منذ عمله في الأمم المتحدة كنائب لمندوب دولة قطر لدى الأمم المتحدة، ثم مندوب دولة قطر الدائم لدى الأمم المتحدة، حيث كان توجيه القيادة الحكيمة آنذاك بأن يتم تفعيل دور دولة قطر في المنظمة الأممية، مشيرًا إلى تحقيق ذلك من خلال الوفد الدائم حيث تم ترشيح الوفد لعدة لجان عامة، ثم لجنة حقوق الإنسان ليحل الدبلوماسيون القطريون في مواقع هامة بالمنظمة، لافتا إلى انتخاب دولة قطر رئيسًا لمجموعة الـ77 والصين عام 2003 لتقوم دولة قطر بدور هام لتحقيق مطالب دول الجنوب، حيث استضافت دولة قطر مؤتمرًا دوليًا حضره أكثر من 90 رئيسًا ورئيس وزراء على مستوى العالم، وعلى ضوء هذه الاستضافة برز دور دولة قطر على الصعيد الأممي.

وأضاف سعادته، تقدمت دولة قطر بعد ذلك لعضوية مجلس الأمن، لتنجح في الحصول على عضوية المجلس بأعلى الأصوات في عام 2006، وهو العام الذي شنته فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي حربها على لبنان، ما مثل تحديًا أمام دولة قطر خلال فترة هذه العضوية، لتنجح دولة قطر في استصدار القرار 1701 الذي أوقف الحرب، مؤكدًا أن عضوية قطر في مجلس الأمن كانت ناجحة وتم الإشادة بها عربيًا ودوليًا.

وتحدث النصر عن تجربته في رئاسة الدورة السادسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكدًا انه جعل عنوان هذه المرحلة “الوساطة من اجل السلام” مشيرًا إلى العديد من المواقف التي تبنتها دولة قطر في إجراء المفاوضات وإحلال السلام في الكثير من دول العالم.

وشهدت الندوة التي أدارها الإعلامي حسن الساعي وحضرها نخبة من المثقفين تفاعلًا من الحضور عبر العديد من التعقيبات والمداخلات التي أثرت الندوة.

يشار إلى أن معرض رمضان للكتاب يختتم فعالياته اليوم الأحد، بمشاركة 79 دار نشر من قطر وعدد من الدول العربية والأجنبية.