شهد الصالون الثقافي بمعرض الدوحة الدولي للكتاب ندوة بعنوان (رحلة لزمن الموشحات في الأندلس) شارك فيها الدكتور أدي ولد آدب والدكتور لؤي خليل وأدارها السيد عبد الحميد اليوسف.

وسلطت الندوة الضوء على ازدهار فن الموشحات في الأندلس وما صاحبه من تنوع ثقافي ومعرفي وأدبي وفني على مدى عقود طويلة.

وعرج المشاركون في الندوة على أصل التسمية بالنسبة للموشحات وكيف أصبح هذا المصطلح متداول لهذا النوع من الفنون، وأرجع الدكتور أدي ولد آدب أسباب ظهور الموشحات في الأندلس إلى أن الذوق الأندلسي هو ذوق مركب كما أن الأندلسيون مهجرون من حضارات عديدة.

وضرب مثلًا بقدوم ذرياب إلى الأندلس وهو يتقن العزف على العود العربي، حيث وجد أن الذائقة الأندلسية لا يكفيها أربعة أوتار فيما يتعلق بالعود فأضاف له وترًا خامساً، موضحًا أن هذا الوتر الخامس في الموسيقى يمثله الموشح في الشعر وبالتالي هو تطور في الذائقة.

وأضاف الدكتور أدي ولد آدب أن الذوق الفني في الأندلس لم يشبعه فنًا واحدًا، بل تضافرت عدة فنون لإشباع هذا الذوق فنجد الشعر والرسم والنحت والزرقشة والفسيفساء وغيرها، معتبرًا أن تضافر هذه الفنون ربما كان الموشح أحد إنتاجاتها.

وخلال مداخلته في الندوة قال الدكتور لؤي خليل إن الأندلسيون كان لديهم دائما رغبة في تقديم شيء مختلف وكلما وجدوا شيء يعينهم على هذه الخصوصية يتشبثون به وهذا ما ساعد على ظهور فن الموشحات في الأندلس، مشيرًا إلى أن الشعر العربي كان يصاب بمجموعة من التحولات تتناسب مع التغيرات الاجتماعية والثقافية التي كانت تطرأ على الحضارة العربية، ولهذا فقد نشأت فنون شعرية مختلفة.

وأوضح الدكتور خليل أن المجتمع الأندلسي كان مجتمعًا يضم مجموعة من الثقافات والأعراق والأديان فاقتضى ظهور الموشحات بطبيعتها المتنوعة، مشيرًا إلى أن ذرياب هو من كبار الملحنين الذين دخلوا إلى الأندلس وأعطيت له الحرية كي يغير في الثقافة الأندلسية كيفما شاء وافتتح مدارس للتلحين وطلب من الشعراء أن يعدوا له قصائد للتلحين، مشيرًا إلى أن الملحن يبدع في التلحين إذا كانت المقاطع الشعرية تساعده على ذلك ولهذا ظهرت الموشحات في الأندلس.

وأضاف الدكتور خليل أن الثقافة العربية الرسمية لا تقبل العامية ولذلك كان هناك إشكالية في ظهور الموشحات لأن البيت الأخير كان ينظم بالعامية، مشيرًا إلى أن الوشاحين كانوا أذكياء واستطاعوا الانتقال بالموشحات من العامية إلى الأدب الرسمي.