أشاد بعض الوزراء السابقين والأكاديميين ممن حضروا ندوة «هل اللهجات المحلية مكملة للفصحى؟» أمس بفكرة موسم الندوات الذي أطلقته وزارة الثقافة، مؤكدين على أن الوزارة كانت موفقة في التوقيت والموضوعات التي ستطرح على مدار الندوات، مؤكدين على أن هذا من شأنه أن يعود بالنفع على المشهد الثقافي بصفة عامة في البلاد.
وقد وصف الدكتور محمد عبد الرحيم كافود، الخبير اللغوي ووزير التربية والتعليم العالي الأسبق، موسم الندوات بأنه عمل جديد ومتميز متنوع في موضوعاته وطرحه ومشاركته للمؤسسات الأخرى، مبينًا أنهم كانوا موفقين في اختيار هذا التوقيت بالذات، كون هذه الندوات تعتبر إضافة للمسيرة الثقافية والتعليمية والفكرية بالبلاد، مؤكدًا أن الدولة تشهد حضورًا سياسيًا وثقافيًا واجتماعيًا، مشددًا على ضرورة أن تكون هنالك مواسم ثقافية لطرح الموضوعات الحيوية التي يحتاجها المجتمع، ومنها موضوع اللغة العربية واللهجات المحلية، باعتباره جزءًا من هوية المجتمع وتراث الأمة العربية، والمحافظة على المفردات واللهجات المحلية أمرٌ ضروري لابد منه، وجزء من تاريخ الإنسان العربي.
وأوضح أن اللغة العربية بحاجة إلى إعادة نظر، لأنها تتضاءل الآن أمام زحف اللغات الأخرى، وأيضًا تغير اللهجة المحلية في الكثير من الوسائل التي يجب أن تكون متواجدة فيها، موضحاً أن اللغة العربية هي لغة مشتركة بين الأمة العربية ككل، ولكن أصبحت مؤخرًا جزرًا منفصلة عن بعضها البعض، لدرجة أن المغربي لا يفهم ما يقوله المشرقي والعكس، منوهاً بأنه صار هنالك نوع من الانعزالية بين أقطار الوطن العربي، لذلك نـحن بحاجة إلى الترميم وإعادة النظر في أسلوب وطريقة التعليم، الذي لابد أن يكون باللغة العربية الفصحى، كما يجب أن تتجه وسائل الإعلام أيضًا إلى استخدامها، فكلما استخدم الإنسان مفرداته أثرى هذه اللغة، كما أن اللهجات المحلية هي الأخرى تحتوي على مفردات باللغة العربية، ويحدث تداخل بينها وبين اللغة الأم في كثير من المواضع.
ومن جانبه قال سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة السابق والأكاديمي: إننا نشكر وزارة الثقافة على دعوتنا لحضور ندوة اللهجات المحلية والفصحى، وكذلك الشكر موصول لجامعة قطر على هذا التنظيم، مشيرًا إلى أن عودة الروزنامة الثقافية وهذا النشاط الثقافي شيء أسعدهم بعد تراجع جائحة كورونا.
وأكد الدكتور السادة أن إطلاق موسم الندوات من جانب وزارة الثقافة بطبيعة الحال هو حراك ثقافي يثري الساحة لأن الثقافة ليست فقط في المدرجات، بل هي في ندوات مثل هذه وكذلك في المجالس القطرية التقليدية.
وأوضح أن الموضوعات التي تتناولها تلك الندوات سوف تعود بالإيجاب على المجتمع لأنها جميعها موضوعات مهمة، كونها فرصة حتى لغير المتخصصين والجمهور أن يستفيدوا مما يطرح في تلك الندوات.
ويتضمن موسم الندوات ثماني ندوات على مدى أسبوعين، بهدف نشر ثقافة التنوع ومنح نخب المجتمع من المفكرين والمثقفين والخريجين فرص تعزيز البيئة الفكرية، إذ تعمل وزارة الثقافة من خلال هذا الموسم إلى تأسيس بيئة فكرية تعزز دور الثقافة والمثقفين في خدمة المجتمع، حيث تسعى الوزارة إلى تأسيس بيئة فكرية تعزز دور الثقافة والمثقفين في خدمة المجتمع، وإبراز محاورين ومتحدثين في عدد من المجالات، ودعم الأنشطة الثقافية والفكرية، فضلًا عن بناء جسور من التواصل بين أجيال المثقفين.
كما تتطلع الوزارة من خلال هذه الندوات إلى تحقيق مجموعة من الأهداف منها زيادة التقارب مع الجمهور والمؤسسات لمناقشة القضايا التي تشغلهم وفتح آفاقٍ جديدة للإبداع ليصل المبدع إلى العالمية من خلال نقاشات حيوية تكمل فكرته في المجالات الثقافية المختلفـة، والتركـيز على الفعاليات التي تلامس قضايا المجتمع الجوهـريـة، وتأمين نقاشات ومشاركات مثرية بين كل الأطراف، علاوةً على بناء شراكات مع الجهات الفاعلة في المجتـمع ودعم الأنشطة والفعاليات الثقافية والفكرية وإقامة فعاليات لطرح الآراء والأفكار التي تسهم في خدمة المجتمع وإثراء المشهد الثقافي، والسعي إلى مدّ جسور التواصل مع قادة المستقبل ونخب المجتمع من المفكرين والمثقفين وأساتذة الجامعات.
21 مارس, 2022
«موسم الندوات» يثري الساحة الثقافية
