لليوم الخامس تتواصل اليوم فعاليات مهرجان الدوحة المسرحي في دورته الـ«34»، الذي ينظمه مركز شؤون المسرح حتى 27 مارس الجاري بالحي الثقافي «كتارا»، وذلك بعد غياب دام لمدة «5 سنوات»، وشهد اليوم الرابع من أيام المهرجان أمس عرض مسرحية «وادي العميان» لطلاب جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، وشهد العرض تفاعلاً ملحوظاً من الحضور، وقد وجد العرض إشادة من شريحة كبيرة من الجمهور الذي أثنى على أداء بعض المشاركين في المسرحية.
وصاحب العرض ندوة تحدث فيها المخرج سعد البورشيد ومخرج العرض أحمد العل، وأدارها محمد التميمي، وقدم الفنان سعد بورشيد مجموعة من النصائح الهامة والإرشادات المميزة للشباب؛ ليكونوا أداة فاعلة في مسيرة المسرح مستقبلاً، كما شهدت الندوة مجموعة من المداخلات لبعض النقاد والفنانين، وكذلك الجمهور من الذين حضروا الندوة وأشادوا بأداء الشباب.
قال الفنان أحمد المفتاح: لابد من استمرارية الفعاليات المسرحية ليكون لهؤلاء الشباب دور في مسيرة المسرح وأن يستكملوا مسيرة من سبقوهم من المسرحيين القطريين.
وأشاد بأداء بعض المشاركين في هذه الفعاليات المهمة، مثمنًا دور مركز شؤون المسرح في عودة المهرجان والفعاليات المسرحية المهمة التي طــالما نادى بها عشاق الفن في قطر وعشاق خشبة المسرح.
وتابع المفتاح: أرى أن عودة المهرجان هو الحدث الأهم بالنسبة للمسرحيين في قطر هذا العام، مشيدًا بالاستجابة لنداءات المسرحيين التي طالبت كثيرًا بعودة هذا الحدث الذي يتجمع فيه كل الفنانين على حب خشبة المسرح.
وفيما يتعلق بايجابيات المهرجان أشاد الحضور بالجانب التنظيمي والجهود الكبيرة لفريق التنظيم من قبل مركز شؤون المسرح، وكذلك للتشديد على الإجراءات الاحترازية، والتباعد الاجتماعي المطلوب وارتداء الكمامات داخل وخارج قاعة العرض والندوات للحفاظ على سلامة الجميع.
وحول دور الجانب التنظيمي في المهرجان قال الإعلامي تيسير عبد الله – عضو اللجنة المنظمة، إن فريق عمل المهرجان واللجنة المنظمة تبذل قصارى جهدها للخروج بأفضل نسخة للمهرجان بما يتناسب مع قيمته ومكانته المعتادة، وأهميته بالنسبة للمسرحيين وعشاق المسرح في قطر.
ولفت عبد الله إلى أن هناك تشديدًا ومراعاة كبيرتين للإجراءات الاحترازية المتبعة بالدولة والمقررة من الجهات الصحية، وقال: نقوم بتطبيق كافة الإجراءات الاحترازية حفاظًا على سلامة الجميع، فالالتزام بارتداء الكمامة والحفاظ على المسافة الاجتماعية أمر ضروري في مختلف الأماكن بالمسرح، وبالأماكن المخصصة للجمهور والحضور سواء داخل المسرح أو في قاعة الـنـدوات المخصصة للتعقيب على العروض.
وعبر عضو اللجنة المنظمة عن سعادته بالتوافد الكبير والحضور الجماهيري الملحوظ حتى الآن، متمنيًا في الوقت نفسه أن يتواصل هذا الحضور القوي حتى اليوم الأخير من الفعاليات، وأن يكون للفنانين المسرحيين تواجد ومتابعة للأعمال التي تشارك في المهرجان ومتابعة الشباب الذين يؤدون بشكل احترافي ومبهر.
وفيما يخص تلك العروض قال عبد الله إن المهرجان يشهد مولد العديد من النجوم الشباب بشهادة النقاد والفنانين، وسيكون لهؤلاء الشباب بصمة في مستقبل الحركة المسرحية في قطر، لأنهم يمتلكون الموهبة ولكنهم في أمس الحاجة إلى الخبرة والدعم والاستمرارية، وهذا ما سيقدم لهم في الفترة المقبلة بلا شك.
وتتزامـــن هـــذه النســــخة من المهــــرجان مع مــرور «50» سـنة على انطلاق الحركة المسرحية في قطر، إذ أثرى المسرح خلال تلك العقود الخمس الماضية المجتمع القطري بالقيم الفنية المسرحية وعزز العادات والتقاليد وعكس الهوية الوطنية، من خلال العديد من الأعمال التي خلدها أرشيف الفن في قطر، وتركت بصمة واضحة ومؤثرة في الذاكرة.
يضم المهرجان عروض الفرق الأهلية بجانب عروض المسرح الجامعي (شبابنا على المسرح)، إضافة إلى العديد من الندوات الرئيسية والتطبيقية، ويشهد اليوم عرض مسرحية «مجلس العدل» لجامعة لوسيل، وسيحتضن المهرجان في 21 مارس ندوة خاصة يقدمها مركز شؤون المسرح تحت عنوان «المسرح القطري.. 50 عامًا»، وفي 22 مارس تعرض مسرحية «الغبة» لفرقة قطر المسرحية، كما سيشهد المهرجان يوم 23 مارس ندوة «تجربة الفنان عبد العزيز جاسم المسرحية»، وفي 24 مارس تعرض مسرحية «صانع الدمى» لفرقة الدوحة المسرحية، وفي 25 مارس ستنظم ندوة «المهرجانات المسرحية إلى أين؟»، فيما سيشهد يوم 26 مارس عرض مسرحية «قصة حب دانة» لفرقة الوطن المسرحية، وختامًا يشهد يوم 27 مارس كلمة اليوم العالمي للمسرح، بالإضافة إلى العرض المسرحي «مسرح نجمة»، وكذلك مراسم التكريم وتوزيع جوائز المهرجان.
وسيُكرم المهرجان في نسخته الـ34 الفنان علي حسن «شخصية المهرجان»، فهو من المؤسسين لفن التمثيل في قطر، حيث كان من أوائل المشاركين في الأعمال المسرحية والتليفزيونية، كما فاز بعدة جوائز خلال مسيرته المسرحية وكُرّم في العديد من المهرجانات المحلية والدولية، كما سيتم تكريم رؤساء قسم المسرح السابقين، وذلك لأول مرة في تاريخ المهرجان.
من جانبه، قال السيد عبدالرحيم الصديقي، مدير مركز شؤون المسرح، إن المهرجان يزخر بالعديد من الندوات والعروض المميزة التي اجتهد المشاركون فيها على مدى الفترة الماضية ليتنافسوا فيما بينهم ويظهروا بالمستوى الذي يتناسب وقيمة هذا الحدث المهم الذي استقبلته الحركة المسرحية بسعادة. ولفت الصديقي إلى أنه سعيد بالأصداء الإيجابية التي قوبل بها قرار عودة مهرجان الدوحة المسرحي، متمنيًا أن تحقق هذه النسخة النجاح المأمول وأن تكون بمثابة نقطة انطلاق جديدة للمسرحيين في قطر، ودافعًا لتقديم المزيد من الأعمال المميزة خلال الفترة المقبلة.
20 مارس, 2022
مهرجان الدوحة المسرحي.. كامل العدد
