ضمن الجلسة الثانية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، التي حملت عنوان “كيف تجمع المرأة بين إدارة العمل وإدارة الأسرة”، استضاف الملتقى القطري للمؤلفين كلا من الأخصائي النفسي الدكتور محمد العنزي والكاتب الأستاذ جابر الكعبي، لاستعراض تجارب النساء في الموازنة بين إدارة العمل وإدارة الأسرة.
وأكد الدكتور العنزي أن نجاحات العالم تقف على المرأة، وأنها تلعب دورا كبيرا في المجتمع سواء كأم أو أخت أو زوجة أو بنت، وأن الدين الإسلامي خصها بمكانة مميزة، ودعا إلى احترامها وحسن معاملتها، وأن نجاح المرأة لا يتعارض مع المبادئ الدينية والأخلاقية والاجتماعية بل هو تثبيت لها، وأوضح أن التاريخ العربي عموما والقطري بشكل خاص كان دائماً شاهداً على حسن معاملتها والمكانة التي تتبوأها واستشهد ببعض أبيات الشعر والأقوال المأثورة والآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تثبت ذلك، مشيرا إلى أن العمل ليس جديدا على المرأة لكن في عصرنا الحالي تغيرت طبيعة العمل وأصبحت المرأة تعمل في مؤسسة وهنا ظهرت العديد من التحديات المرتبطة بطبيعة العمل.
من جهته أكد الأستاذ جابر الكعبي أن عمل المرأة أصبح ضرورة ليس من الناحية المادية فحسب بل من الناحية النفسية أيضا، فهي بحاجة لإثبات وجودها واستقلاليتها، كما أنها من خلال العمل تدعم أسرتها واقتصاد الدولة، حتى أنها تمكنت من الوصول إلى العديد من المناصب العليا وتحدت النظرة التقليدية للمجتمع الذي كان يحصر المرأة في دورها داخل الأسرة، مشيرا إلى أنه من الطبيعي أن يكون لخروجها لسوق عدة تأثيرات، حيث إنه قديما كان دورها تربية الأطفال وكان دور الرجل توفير مستلزمات المنزل، في حين أن اليوم أصبحت العديد من القطاعات تعتمد على القوة النسائية من بينها القطاع المدني.
وأكد أن التغيرات الاجتماعية والقرارات السياسية زادت من تمكين المرأة ووسعت هامش الحرة، وذلك من خلال توفير بيئة آمنة لها والسماح لها بقيادة السيارة وغيرها من الحقوق، وأنه في حال تراجع دور المرأة في سوق العمل ستكون خسارة للمجتمع عامة وللرجال وللدولة، لذلك فنجاح المرأة مهم وله فائدة على المجتمع. وشدد في نفس الوقت على أهمية دورها داخل بيتها، لذلك لابد من تحقيق التوازن بين مختلف الجوانب من خلال حسن توزيع الوقت وتحديد الأولويات، وتخصيص وقت كاف لزرع المبادئ والأخلاق في الأبناء وحسن تربيتهم، ودعا في النهاية إلى مزيد من إجراء الدراسات والبحوث حول هذا الموضوع.