تواصلت الرحلة، للتعرّف على خصائص المجتمع القطري ومميزاته من خلال كتاب «الفن الإسلامي .. الهوية التراثية والمجتمع المعولم»، وذلك ضمن مبادرة «اكتشف التراث مع ماريا من الكتب القطرية»، التي تقدمها الناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي ماريا فرناندا ديلريو عبر قناة يوتيوب.
الكتاب صادر عن قسم البحوث والدراسات الثقافية بوزارة الثقافة والرياضة، ويتكوّن من عدة مقالات تقدم دراسة مقارنة مثيرة للاهتمام حول النهج الجمالي بين الفن الإسلامي والفن الغربي، وفي هذا السياق قالت ماريا إن هذا الكتاب لا يقتصر على تعريفنا بالفن الإسلامي والهُوية التراثية، بل يدعونا في نفس الوقت لاكتشاف أنفسنا، فعندما نتعامل مع فنون الحضارات الأخرى، فإننا نرى من خلالها العالم، ويؤثر ذلك على الطريقة التي ندرك بها. وأشارت إلى أن الكتاب يسلط الضوء على الجوانب الأكثر تنوعًا للفن الإسلامي، ليعدّ بذلك عملًا مرجعيًا ينقل معارف المنطقة الشرقية ويفتح مجالات مختلفة للبحث، كما أنه يوثق بين طياته أكثر من حدث واحد ويحوي أكثر من منهجية لإعادة تفسير الاستشراق، ويتناول قضية مهمة وهي البحث عن الهُوية في عصر العولمة من خلال الفنون الإسلامية، نظرًا لكون الفن ميدان صراع الحضارات ولغة حوار الثقافات. كما يقيم الكتاب مقارنة بين الخط العربي بالأمس واليوم، ويوضّح مراحل تطوّر العمارة الإسلامية عبر التاريخ، وهو ما جعله عملًا ذا قيمة علمية وفنية يثري النقاشات حول تنوّع الفنون في التراث الإنساني، حيث ذكر في الكتاب أن العمارة الإسلامية لطالما كانت مرآة حضارة الشعب المسلم ومقياس تطوّره، فتطوّرت بشكل متواصل مع المحافظة على روحها وطابعها الخاص من خلال التزام جميع الدول الإسلامية بطابع الفن الإسلامي، فرفضت البلدان الإسلامية أي تدخلات خارجية من بداية ظهوره وحافظت على أصالته.
وأشارت ماريا إلى أن قطر من الدول العربية التي تعتز بالفن الإسلامي، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال عمارتها، حيث تحرص الدولة على حفظ هذا الإرث وتحصينه من التدخلات الفنية الغربيّة.