استضاف الملتقى القطري للمؤلفين ضمن مبادرة «رسالة مثقف عربي» الدكتور ربيع حمو المتخصص في قضايا الأسرة وعلوم التربية، وذلك في مُحاضرة تحت عنوان «التحديات القيمية والأخلاقية للأسرة المسلمة المُعاصرة» تم بثها عبر قناة يوتيوب. حيث تناول في المحور الأول من المُحاضرة أهمية الأسرة في تحقيق سعادة الإنسان والارتقاء بالمجتمع، ليبرز مركزية الأسرة في حياة الفرد، طفلًا كان أو راشدًا، باعتبارها ذلك الحضن الدافئ الذي ينشأ فيه ويُلبي حاجاته المادية والنفسية والقيمية. كما يأوي إليه الراشد، زوجًا كان أو زوجة، ليستعيد فيه قوته ونشاطه من خلال ما يستمده من أفراد أسرته من حب ودفء مشاعر. أما أهمية الأسرة في البناء المُجتمعي فتتجلى في كونها الناقل للهوية الحضارية وقيم المجتمع، والمُعزّزة للانتماء. كما أبرز الدور الكبير للأسرة في تحقيق التنمية من خلال الخدمة التنموية التي تؤديها الأسرة للمجتمع عندما تكون مُستقرة وناجحة، من ضمان لحق التعليم والرعاية الصحية للطفل، وتأهيل النشء لخدمة مُجتمعهم. وتوفير الجو النفسي المُلائم للزوجين من أجل العطاء والفعالية داخل الأسرة وفي المجتمع في وظائفهم المهنية وأنشطتهم المجتمعية.
فيما استعرض في المحور الثاني التحديات القيمية والأخلاقية التي تواجه الأسرة المُعاصرة، وأولها طغيان الثقافة الاستهلاكية، التي حوّلت الإنسان إلى كائن مادي، يلهث وراء سراب سعادة مُتوهمة في تحقيق مطالب مادية بغية المُتعة والاستهلاك الموجه من قبل منصات الإشهار؛ وفي ظل فقدان القيم التي تُلجم جشع الإنسان وتهذب ميله نحو الحيازة والتملك يتيه المرء والأسرة ويفقد معنى الوجود. وهذا الانصياع للواقع الاستهلاكي وعدم تربية الأبناء على المُقاومة، ومُواجهة أعباء الحياة بمسؤولية وقيم القناعة وغيرها، سيولّد الارتخاء والتهاون وانعدام الصبر والجلد. مما سينشئ جيلًا رخوًا غير قادر على بناء حياة ناجحة ولا يستطيع الارتقاء بنفسه وأمّته ومُواجهة مُختلف التحديات. كما أن دوّامة الاستهلاك ومُتطلباته ستستنزف أيضًا الوقت الحميمي الذي يقضيه أفراد الأسرة فيما بينهم.
03 نوفمبر, 2020
مناقشة التحديات القيمية والأخلاقية للأسرة
