عقد الملتقى القطري للمؤلفين، بالتعاون مع معهد الدوحة للدراسات العليا اليوم، ندوة فكرية بعنوان «رؤى في الهوية الوطنية» بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني لدولة قطر والذي يوافق الثامن عشر من ديسمبر من كل عام بحضور نخبة من الكتاب والمثقفين. وشارك في الندوة التي احتضنتها مكتبة معهد الدوحة للدراسات العليا، كل من الكاتبة مريم ياسين الحمادي مدير عام الملتقى القطري للمؤلفين، والإعلامي والكاتب الأستاذ عبدالعزيز آل إسحاق والدكتور ماجد الأنصاري أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة قطر بحضور عدد من الكتاب والمثقفين.
مفاهيم مختلطة
وقال الدكتور ماجد الأنصاري إن موضوع الهوية موضوع شائك نظرًا لخلط المفاهيم بين الهوية الاجتماعية والهوية الوطنية ونظرًا لكون الهوية القطرية هوية مختلطة، مستندًا إلى دراسة حول مكونات الهوية القطرية أجراها معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية في جامعة قطر سنة 2018 أظهرت أهمها أن الهوية تخضع لمجموعة من المحددات المشتركة لشعب، يتم الاتفاق عليها اجتماعيا تتمثل في اللغة والدين والتاريخ والثقافة المحلية التي هي عبارة عن مجموع العادات والممارسات الاجتماعية.
وقال إن الإطار الجغرافي ليس محددًا للهوية الاجتماعية ولا ينعكس عليها بأي شكل، بل تبنى الهوية على أساس التوافق الشعبي، ويتم توظيفها على شكل اتفاق وليست سابقة لوجود الكيان المجتمعي، كما أنها غير ثابتة بل تتغير تماشيًا مع المتغيرات الاجتماعية والسياسية، مبينا أن الهوية الوطنية شاملة لا تغلب ثقافة مجموعة صغيرة على أخرى بل يجتمع تحت مظلتها المجموعات والقبائل بمختلف ممارساتهم وعاداتهم الخاصة.
العادات والتقاليد
ومن جانبه قال الكاتب والإعلامي عبد العزيز آل إسحاق إن الدولة انتهجت سياسة محددة في إطار جهودها لتعزيز الهوية على مستوى العادات والتقاليد للأفراد والمؤسسات بهدف التمسك بمقومات الهوية، معتبرًا أن النتائج التي خرج بها البحث الإحصائي غير ثابتة نظرًا لكون البحث أجري في فترة ما بعد الحصار وهي فترة توهج الروح الوطنية واتّقاد شعلة التعاضد والتكافل لدى الشعب القطري.
وأضاف أنه كلما زاد تمسك الشخص بعناصر الهوية، صار انعكاسًا لها وكلما نقصت العناصر خرج من دائرتها.
الموروث الثقافي
أما الكاتبة مريم ياسين الحمادي مدير عام الملتقى القطري للمؤلفين فأكدت أن ترسيخ الهوية الوطنية يكون بالتمسك بالموروث الثقافي الشعبي، داعية إلى مراعاة العديد من التفاصيل التي من شأنها أن تغير الصورة الذهنية للقطريين، مؤكدة أهمية محافظة المجتمع القطري على عاداته وتقاليده، مبينة أن الهوية يجب أن تتميز وتتماشى مع التغيرات لكن دون الاضمحلال والذوبان داخل المزيج المجتمعي.