استعداداً للاحتفال باليوم الوطني للدولة، أطلق الملتقى القطري للمؤلفين مبادرة جديدة بعنوان “اكتشف التراث مع ماريا من الكتب القطرية” تقدمها ماريا فرناندا ديلريو زوجة سفير بنما السابق في دولة قطر عبر قناة يوتيوب تناقش خلالها في كل مرة كتابا جديدا حول التراث القطري في مختلف مناحي الحياة.
وقد استعرضت في الجلسة الأولى كتاب (الملابس التراثية في قطر، مرحلة ما قبل البترول حتى نهاية السبعينات) للكاتبة خولة محمد المناعي الذي يشرح بالكلمات والصور خصوصية ومميزات اللباس التقليدي المحلي. وقالت ماريا: إن لباس الفرد يرافقه كل يوم من الصباح الى الليل لا ينفصل عنه ولا يمكنه العيش من دونه فهو بمثابة بشرته الثانية التي يمكنه اختيارها والتي تعكس تقاليده وثقافته وموروثه.
وتابع: إن صاحبة الكتاب تأخذنا في رحلة للتعرف على اللباس القطري وأنها استهلت بحثها هذا من خلال التأكيد على أن اللباس يمكننا من توضيح الاختلاف، فهو يرافق الشخص في المناسبات الخاصة وفي الأيام العادية، حيث إن طريقة ارتداء الملابس هي طريقة للتعبير والتواصل وهي أيضا محدد للهوية.

وما يميز قطر من ناحية اللباس أن لباس النساء والرجال اليومية هي ملابس تقليدية تكشف الهوية التاريخية والثقافية والدينية للشعب، وقد شرحت الكاتبة القطرية من خلال كتابها أنواع الأقمشة والخياطة والألوان التي ميزت اللباس التقليدي القطري عبر التاريخ
وقالت إنها لاحظت منذ قدومها لقطر أناقة الشعب القطري، لاسيما النساء وارتداءهن للباس التقليدي بكل فخر واعتزاز سواء في المناسبات الخاصة أو الحياة اليومية، حيث إنهن يحسن التنسيق بين الملابس والمجوهرات، فقد نجحن في الحفاظ على هويتهن الثقافية، وفي نفس الوقت مواكبة الموضة وهو ما جعلها تعجب بالثقافة المحلية.
وعلى نحو آخر، استضاف الملتقى ضمن الجلسات الخاصة للدراما استكمالا للفعاليات المصاحبة لملتقى كتاب الدراما في نسخته الثانية، الناقد السينمائي علي سفر في جلسة أدارها الكاتب ظافر دركوشي، تم بثها عن بعد. وتم خلال الجلسة تسليط الضوء على الكتاب الصادر مؤخرا للناقد علي سفر وهو بعنوان (سينما على قارعة الرصيف.. متعة وتفكير) والذي يعتبر إضافة جديدة للمكتبة العربية التي تعنى بالنقد السينمائي.
وأوضح سفر أن عنوان الكتاب يحوي نوعاً من الدلالة المركبة التي تشير إلى غياب صالات العرض السينمائي، وعدم وجود قانون يحمي الأفلام السينمائية القادمة من الخارج، الأمر الذي أفقد هذه الظاهرة بريقها، وجعل المتلقي يلجأ إلى الأقراص المدمجة لمشاهدة أحدث الأفلام التي تباع على الرصيف، وهذا بالتالي يدل على عدم وجود واقعة سينمائية حقيقية في العالم العربي. وقد تناول الكتاب العديد من المحاور التي تؤطر مجموعة من الأفلام ذات المشاهدات الذاتية بسبب غياب الطريقة القانونية للحصول على الأفلام السينمائية واللجوء إلى ما يشبه القرصنة للحصول على الأفلام الحديثة.
وأشار سفر إلى أنه مطلوب من صناع الأفلام السينمائية أن يبنوا منتجهم على ركائز ثابتة لم تتغير منذ اختراع الفن في العالم، موضحاً أن السينما في ظل الحجر الصحي تعرضت لهزة قوية لأنها تخلت عن شرط تهافت الناس إلى الصالة وهو الطقس السينمائي الذي يتيح للجمهور أن يعيش حالة العزل عن المحيط الخارجي. وأشار سفر أيضا إلى أن استنساخ الأفلام مسألة معقدة، وأن العقل البشري لم يتغير منذ آلاف السنين من حيث امتلاكه للثيمات السينمائية أو الفنية التي تتحكم بالمنتج الفني، وهذا ما يجعل بعض الأفلام تتشابه سواء بالمحتوى أو بطريقة العرض.