نظم الملتقى القطري للمؤلفين، جلسة نقدية جديدة بعنوان “المدونة السردية في قطر، إشكاليات تاريخية وقضايا فنية” بحضور عدد من الكتاب والنقاد والمثقفين. وجاءت الجلسة التي عقدت في مبنى وزارة الثقافة والرياضة، في إطار سلسلة من الجلسات النقدية التي يقيمها الملتقي القطري للمؤلفين من أجل تحفيز القراء على القراءة النقدية للنصوص الأدبية والتحليل النقدي لها، بما يثري المكتبة القطرية، ويساهم في تطور المشهد الثقافي والفكري بالدولة، وتشجيع حركة التأليف ودعم الكتاب القطريين وتبادل الخبرات بينهم. تحدث خلال الجلسة الدكتور محمد مصطفى سليم، الأستاذ في قسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم في جامعة قطر، موضحًا أن المدونة السردية هي كل ما يكتب سردًا في إطار الفن القصصي بشكل عام، وتعتبر القصة القصيرة هي الجناح الأول للسرد، والجناح الثاني هي الرواية، منوهًا بأن بعض النقاد والباحثين يرجعون أول قصة قصيرة قطرية إلى عام 1955وهي قصة “الحنين” ل إبراهيم صقر المريخي وقد نشرت في مجلة العروبة، فيما يرى آخرون أن هناك قصة لأحمد عبدالملك نشرت قبلها بعام واحد فيها تماسك فني، ولغة قصصية جيدة. وأشار إلى أن الرواية القطرية ترجع لأكثر من ربع قرن حاليًا حيث كتبت أول رواية عام 1993م، وقد وصل عدد الروايات القطرية إلى اليوم ما يزيد على 110 روايات، وأنه في أعوام 2017،2016،2018، صدرت57 مدونة سردية روائية، في ثلاثة أعوام فقط كل عام تنشر في حدود 19 رواية، بينما تاريخ الرواية من 1993 -2016م، نشرت 52 رواية، أي أن ما نشر في ثلاثة أعوام أكثر مما نشر خلال ربع قرن، وهذا يعطي مؤشرًا بأن العصر الحالي هو عصر الرواية، أما المجموعات القصصية فقد نشرت في الأعوام الثلاثة ذاتها أربع مجموعات، فقط، ما يدل على أن الساحة تركت للرواية. وأجمع الباحثون والنقاد، على أن أول رواية قطرية هي للكاتبة شعاع خليفة، بعنوان “العبور إلى الحقيقة”، عام 1993،لافتين إلى أن الأختين شعاع خليفة ودلال خليفة هما من وضع الرواية القطرية على خريطة الأدب العربي، لأنهما كتبتا ست روايات من عام 1993- 2004 م، ليبدأ الكاتب أحمد عبدالملك عام 2005 بكاتبة روايته “أحضان المنافي”، وهي أول رواية لكاتب قطري. وأوضح الدكتور محمد مصطفى أن أبرز القضايا الفنية التي تقدمها المدونة السردية القطرية، هي تفوق عدد الكاتبات على الكتاب، وأنه خلال الثلاث السنوات الأخيرة في الرواية وجد أن هناك توجهًا من الكتاب نحو المشهد الروائي، فهناك من الشعراء من اتجهوا إلى الرواية مثل عبدالرحمن الصديقي، ومن كتاب القصة من خاضوا مجال الرواية مثل الكاتب جمال فايز، مؤكدًا أن المدونة السردية القطرية حققت حضورها بشكل قوي، وواجهت التحديات. واختتمت الجلسة التي أدارها الناقد والأكاديمي الدكتور عبدالحق بلعابد، بمداخلات ومناقشات عديدة من قبل الحاضرين والمهتمين والتي أثرت الموضوع من خلال التساؤلات والنقاشات.