عقد الملتقى القطري للمؤلفين الجلسة الختامية لمجلس الكتاب التي تم خلالها الاحتفاء بنجاح مبادرة حوار العقل التي استضافت على مدار الأسابيع الماضية عددا من الكتاب الشباب لاستعراض أفكارهم وآرائهم وتصوراتهم حول عدد من المواضيع الثقافية.

وشهدت الجلسة التي أدارها حمد التميمي مدير البرامج الشبابية بالملتقى بحضور الكاتبة خولة مرتضوي التي قامت بالتحكيم خلال المبادرة، والكاتبة لينا العالي، والكاتبة انتصار السيف.

في البداية عبر حمد التميمي عن سعادته بنجاح التجربة التي قال عنها انها ساعدت في إطلاق أفكار الشباب بصورة تفاعلية، حيث تبارى الشباب خلالها فكرياً وقابلوا الحجة بالحجة.

وتحدثت لينا العالي التي أشرفت على المبادرة بمشاركة الكاتب عيسى عبد الله عن مشاركتها بالمبادرة، مشيرة إلى أن التجربة أكسبتها الكثير من القدرات أبرزها امتلاك حجة الإقناع والاتيان بالبراهين، كما أخرجت المشاركين عن إطار المبادرات المعتادة. وقالت إن التجربة مكنتها من تطوير ادواتها، لافتة الى أنها تستعد لاطلاق مبادرة حول أدب اليافعين.

أسس منهجية

وأوضحت الكاتبة خولة مرتضوي ان من أبرز الأسس التي تم اتباعها لتقييم الشباب المشاركين في المبادرة كانت تنحية جانب العاطفة تماماً، وعلى ذلك تم العمل وفق منهجية أعلت من شأن الحجج المنطقية التي صاغها كل فريق، فيما تم التقييم من خلال قوة الأفكار وتسلسلها، ومدى اتفاق كل أعضاء الفريق على الحجج المقدمة، وكذلك قدراتهم على الثبات الانفعالي، حيث القيام باستقراء الوجوه وردود أفعالهم ومدى القدرة على المرونة والتجاوب مع الآراء المختلفة. وأكدت أن المبادرة جعلت المشاركين يقطعون شوطا كبيرا من خطوات النقد البناء. وأضافت: الجميع استفاد من المعلومات التي تضمنتها المناظرات رغم تعارضها، بمن فيهم المحكمون، حيث الاستماع لوجهات نظر متعارضة، وهو ما يؤكد أن تلك التجربة كانت تجربة وجدانية عقلية نفسية متكاملة، يتم فيها الحكم من خلال ظروف الوقت والمكان، منوهة إلى أن “حوار العقل” تجربة انسانية بحتة وليست آلية، فالمناقشات أعطت بعداً كبيراً للمطابقة بين الفكرة والعمق المكتوب، ومن هنا يمكن أن يتم استقراء جوانب أخرى من شخصية المناظر التي كانت تظهر أحياناً عبر تلقيه الاسئلة غير المتوقعة، فتتجلى القدرة على المحاججة العقلية والمنطقية، مما يعطي فرصة الحكم على هذا الكاتب او ذاك من قبل الجمهور، وتكوين صورة ذهنية صحيحة ومتكاملة بعد مقارعة الحجة بالحجة.

وأكدت الكاتبة انتصار السيف أن “حوار العقل” كانت بمثابة تمرين حقيقي للعقل، حيث أتاحت للمشاركين صنع الحجج المناسبة لاثبات ما يقتنعون به ودربتهم على اتباع السير في طريق العقل متبعين أساليب منهجية، كما أجبرت المشاركين على إعمال عقلهم بطريقة صحيحة، وإخراج مكنونات لديهم.. تلك المكنونات التي كان يتم استنباطها من المحيطين، ثم تكوين الرأي واثباته مع إرفاقه بالتوثيق بالأدلة والبراهين، وأضافت: أفادتنا التجربة في التعرف على نخبة من المثقفين المتميزين خاصة في ظل توقف الملتقيات أو إقامتها عن بعد في ظل أزمة الجائحة الحالية.