سلط الملتقى القطري للمؤلفين الضوء على تجربة جديدة لتدريس اللغة العربية خارج أوطانها من خلال استضافة الدكتورة عقيلة صخري أستاذة اللغة والثقافة العربية في جامعة مونتريال وجامعة كيبيك في مونتريال.
وتأتي هذه الجلسة ضمن جلسات الاحتفال باللغة العربية التي انطلقت منذ 18 ديسمبر الماضي بالتزامن مع اليوم العالمي للغة الضاد، وتم عرض الجلسة التي أدارها الدكتور عبد الحق بلعابد أستاذ قضايا الأدب والدراسات والنقدية والمقارنة بجامعة قطر، عبر القناة الرسمية للملتقى على اليوتيوب.
واستعرضت ضيفة الملتقى المتخصصة في دراسة اللغة العربية وتدريسها للناطقين بغيرها تجربتها في تدريس العربية للناطقين بغيرها في جامعة كيبيك بكندا في مختلف المستويات، وقالت إنها تدرس بكلية الفنون والعلوم بجامعة مونريال وتحديدا بقسم لغات وآداب العالم الذي يندرج تحته مركز اللغات الذي يهتم بتدريس عدد كبير من اللغات الحية ومن بينها اللغة العربية، كما أنها تنتمي منذ 2007 إلى قسم اللغات بكلية الاتصال بجامعة كيبيك التي تتواجد وسط مدينة مونتريال.
وأكدت أن اللغة العربية هي من بين اللغات الحية التي تشهد إقبالا كبيرا من الطلاب، وأشارت إلى أنه يتم تدريس اللغة والثقافة العربية بطريقة متلازمة ولا يمكن الفصل بينهما، حيث يتم التعريف بالثقافة العربية من خلال اللغة ويتم التعريف باللغة في وحدات تقدم باللغة الفرنسية من بينها وحدة مدخل إلى الثقافة العربية، وكذلك العربية من خلال الأدب والسينما والموسيقى ووحدة الحضارة العربية، مشيرة إلى أن هذه المواد تساعد الطالب على اكتشاف العالم العربي من زوايا مختلفة.
وأكدت أن الطلبة الملتحقين بهذه الأقسام هم من فروع جامعية مختلفة كفرع العلوم السياسية والعلاقات الدولية وعلم الأديان والأنثروبولوجيا وغيرها من الفروع التعليمية التي تعد اللغة والثقافة العربية مواد اختيارية يتمم بها الطالب شهادته الجامعية في إطار تخصصه.
وتطرقت الدكتورة عقيلة إلى التحديات التي تواجهها اللغة العربية، ومن بينها طرق استقطاب الطلاب لدراسة اللغة العربية في الوقت الذي يمكنهم اختيار أي لغة حية أخرى، في حين أن دراسة اللغة العربية إجبارية لنيل إجازة اللغة والثقافة العربية، وأشارت إلى إمكانية دمج الطالب بين ثقافة ولغة معينة مع لغة وثقافة ثانية ليحصل في نهاية المسار الدراسي على شهادة بكالوريوس في اللغات الحية وهو ما يعد وسيلة ناجعة لاستقطاب الطلبة.
وعن واقع تدريس اللغة والثقافة العربية، قالت إن الجامعات التي درست بها تبنت منهج الإطار المرجعي الأوروبي المشترك للغات، وهو ما فتح آفاقا شاسعة في مجال تدريس اللغات، فهو مرجع وصف بدقة ماهية المعارف والمهارات التي يجب على الدارسين تنميتها ليكونوا قادرين على التواصل، ومن بين أهم الإسهامات التي قدمها الإطار المرجعي الأوروبي في تدريس اللغة العربية مفهوم إنجاز المهمة الذي يعد العمود الفقري لطريقة التعليم الفعلية، حيث تم الانتقال من طريقة التعليم الكلاسيكية إلى التواصلية ثم التعليم الفعلي، وهو ما يعد إضافة نوعية لطريقة التدريس، حيث تم إضافة فكرة المهمة للمقاربة التواصلية، حيث إن المراحل الأولى من تعليم اللغة العربية لا تبدأ بتعليم الطالب النحو والصرف بل بجمل بسيطة قصيرة لمواقف واقعية مثل تحديد موعد مع الطبيب أو حجز تذكرة سفر، كما يتم تحديد مستوى الكفاءة اللغوية من خلال احتساب عدد المهام التي تم إنجازها بنجاح.