استضاف الصالون الثقافي للملتقى القطري للمؤلفين ندوة بعنوان “مكونات وركائز الهوية الوطنية القطرية في ديوان الشيخ جاسم”، حاضر فيها سعادة خالد بن غانم العلي، وقدمه الدكتور علي عفيفي علي غازي، حيث انطلق المحاضر من مفهوم الهوية، ومستوياتها ومصادرها ومكوناتها الظاهرة والعميقة، موضحًا أن لكل فرد هوية فردية وهوية جمعية وهوية وطنية، ويجب التنبيه لها والاهتمام والتذكير بها في مواجهة العولمة وما تحمله من الحداثة والحياة السائلة واللامعيارية، وأنه يجب أن ننتج الامتثال بدلًا من أن نكون مستهلكين له، وذلك من خلال التنشئة الاجتماعية، والتي لها الدور الأكبر في تعزيز الهوية الوطنية القطرية من خلال الأسرة والمجلس والمدرسة، فالهوية هي الصورة التي يرغب مجتمع ما أو مجموعة بشرية محددة أن تُعرف بها وسط الشعوب الأخرى.
وتناول مكونات وركائز الهوية القطرية، واستشهد عليها بأحداث تاريخية مرت بأهل قطر، وكذلك من خلال أشعار المؤسس، الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني، وربط ذلك بالذاكرة الجمعية، ولماذا الهوية مهمة في واقعنا المعاش اليوم؟ ليوضح أن الهوية القطرية تتمثل في أفعال أهل قطر كالشجاعة والإقدام وإجارة المهلوف والثبات على المبدأ، وغيرها، ثم أوضح أن هذه الهوية تقوم على عدد من الركائز، استقى منها أهل قطر مبادئهم، التي شكلت هويتهم، أولها وأهمها الدين الإسلامي، ولهذا جاءت أشعار الشيخ جاسم حاثة على الدين موصية به، إذ يقول الشيخ جاسم: فوصيك مني يا فتى يا ابن جاسم.. فلا تكن عنها يا فتى الجود غايب.. تمسك بتقوى الله واخلص له العمل.. بعلم على حق صواب وصايب.. ترى من طاع الله طاعت له الملا.. وذلت له أرقاب الملوك الصعايب. وإجارة الملهلوف، والذي جسده الشيخ جاسم عمليًا عندما أجار الملتجئين إليه، فهو القائل: وحن كعبة المظيوم الي من وزا بنا.. نجيره ولا نرضى بغير رضاه. والحلم والكرم والإيثار، ونبذ الظلم والسعي لتحقيق العدالة، والحث على العمل والصبر لنيل المطلوب، والوفاء والدفاع عن الوطن، والاهتمام بالوقت وعدم إضاعته فيما لا يفيد.
وفي بداية اللقاء عرف غازي بالمحاضر فذكر أنه باحث في تاريخ قطر، وبصدد إعداد أطروحة دكتوراه بمعهد الدوحة للدراسات العليا، وحاصل على الماجستير من المعهد نفسه؛ في موضوع “التجربة الدستورية القطرية”، وشارك في عدد من المؤتمرات والندوات، ومنشور له عدد من المقالات والدراسات، منها “حملة فيصل بن تركي على قطر بين الوثائق البريطانية والروايات المحلية”.