يُنظِّمُ المركزُ القطري لهواة الطوابع والعملات التابعُ لوزارة الثقافة بالتعاون مع مُتحف الفن الإسلامي معرضًا للطوابع بعنوان: (مساجد قطر بين الماضي والحاضر)، وذلك خلال الفترة من 22 يونيو حتى 23 سبتمبر، في قاعة الشَّيخ سعود بن محمد آل ثاني ومكتبة متحف الفن الإسلامي. ويُقدّم المعرضُ للزائرين والهواة مجموعاتٍ نادرةً من الطوابع التي أصدرتها قطر والدول العربية والإسلامية عن الحج والعمرة والحرمَين الشريفين والمساجد الإسلامية الشهيرة، كما يُقدم أيضًا فيلمًا وثائقيًا عن مكة المُكرمة باستخدام تقنية VR بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. ويحتفي المعرضُ بأهمية المساجد وتراثها في قطر خلال الأعوام المئة الأخيرة، آخذًا زوَّارَه في رحلة على مساجد قطر، بدءًا بأقدمها ووصولًا إلى أحدثها عمارة. ليتعرفوا على تنوّع المساجد في قطر وأخذ نُبذة عن طرازها المعماري وعلاقته بالبيئة، وإجراء مُقارنة تتلمس جوانب التشابه والتباين بينها وبين مساجد القرن الحادي والعشرين.

تُعبّر الهُوية المعمارية للمساجد في قطر تعبيرًا حيًا وصادقًا عن طبيعة وثقافة المُجتمع، فهي الترجمان الصادق لطابع المُجتمع في أبعاده المادية والروحية، وهي تذكير دائم لاستعادة طابع وأصالة هذا المعلم التراثي القديم، وحلقة وصل لتمكين الأجيال القادمة من زيارتها والتعرف عليها وإلهام الشباب لاستكشاف التراث القديم في خضم الحياة الحديثة.

ويأتي هذا المعرضُ للتعريف بالدور المُهم لمكانة المساجد في المُجتمع القطري التي كانت مساحات دينية ثقافية اجتماعية، وكذلك مدرسة للعلوم القرآنية لجميع الأعمار. وعلى مدى 100 عام تأثر بناء المساجد في قطر بأمرَين، الأول هو التغير الاجتماعي الذي رافق انتقال الناس من القُرى إلى المدن، ما أدَّى إلى انخفاض الإقبال على مساجد القرى عمومًا، لكنَّه أدَّى في المُقابل إلى زيادة حجم مساجد المدن كي تستوعبَ مُشاركة النساء في صلاة الجماعة لأول مرة، نتيجة لذلك قلَّ روَّاد المساجد الريفية وتوافد الناس على مساجد المدن التي أصبحت أكبر حجمًا وأكثر زخرفة من سابقاتها التي ميزتها البساطة.