يواصل معرض رمضان للكتاب في نسخته الثانية الذي تنظمه وزارة الثقافة في مقر درب الساعي في منطقة أم صلال فعالياته التي تستقطب أعدادًا كبيرة من الزوار بمختلف الأعمار، إذ لم تقتصر الفعاليات على المثقفين أو الفئات العمرية الكبيرة ولكنها تميّزت باستهدافها الأطفال أيضًا والشباب، من خلال الأجنحة والفعاليات المُختلفة التي قدمت أنشطتها لهم، ليخرج المعرض حاصدًا إعجاب الجميع من الصغار والكبار الذين طالبوا بضرورة استمراريته، خاصة أنه يقام في ساحة خارجية مفتوحة ما ساهم في توافد الزوار عليه طيلة فترة إقامته. وتقدم العديد من الأجنحة أنشطة متنوعة تستهدف الطفل، وهذا شيء مميز جدًا يعزز من فكرة تواجد الأسرة بأكملها، لا أن يكون التركيز على الكبار فقط أو فئة بعينها، وهذه الأمور بكل تأكيد أضافت الكثير لأهمية الحدث وتفاعل الجمهور معه بشكل كبير. فيما استحوذت المطبوعات الدينية على نسبة كبيرة من الكتب في المعرض، وذلك يرجع لطبيعة الوقت الذي يقام فيه المعرض وهو شهر رمضان الكريم.

جذبت فعالية «سين سؤال» التي يطرحها مركز شؤون المسرح في معرض رمضان للكتاب عددًا كبيرًا من الأطفال والعائلات، حيث تَشَارك النجمان علي سلطان وهدية سعيد في طرح أسئلة على الحضور من التراث القطري الشعبي، ولقيا تفاعلًا كبيرًا، بعد أن تم تنشيط الذاكرة والتحدث في موضوعات تمكنت من إثارة المُخيلة ومد الجمهور بمعلومات مهمة عن حياة الأولين.
من جانبها عبّرت هدية سعيد، عن سعادتها، بتفاعل الأطفال خلال هذه الفعالية التي جاءت امتدادًا للنجاح الذي حققته فعالية «حزاوي هدية سعيد» التي قدمتها أيضًا هذا العام بالمعرض بالتعاون مع الفنان منذر ثاني، موضحة أن تلك النوعية من الفعاليات لها أثر كبير في نفوس الأطفال، فهي تشعر الجمهور بالألفة. وفي نفس الوقت يزيد شعور الفنان بالسعادة، وهو الذي يعشق خشبة المسرح عمومًا لنفس السبب، حيث إنها تقدمه إلى الناس بصورة حية ومباشرة، وتقول: إن معرض رمضان للكتاب بفعالياته المتنوعة المُقامة في درب الساعي استطاع جذب شرائح واسعة من الجمهور ليتفاعلوا مع جملة من الإصدارات الواسعة، بعد أن مزج الثقافة والفكر بالترفيه.
وأكد الكاتب عبدالرحيم مدير مركز شؤون المسرح أن المركز يهتم بالفعاليات التي تستهدف العائلات لتعزيز حضورهم على المسرح، وعلى ذلك يقدم مجموعة من الفعاليات التي تلقى إقبالًا كبيرًا من جمهور المعرض، وذلك من خلال أربع فعاليات، أضيفت إليها تلك الفعالية الجديدة، وأضاف: إن مركز شؤون المسرح يقدم كذلك فعالية «حزاوي» وتقدمها الفنانة هدية سعيد وهي سوالف من تراث لوَّل، حيث تحكي بأسلوب مسرحي مشوّق قصصًا من التراث القطري، بالإضافة إلى فعالية بنيات الفريج، وأشار مُدير مركز شؤون المسرح إلى تضمن البرنامج عرضين مسرحيين، الأول: عباس بن فرناس وعربة الزمن، والثاني كاميرا المراقبة، هذا إلى جانب عقد مجموعة من ورش التصنيع الرمضانية، وأوضح أن جميع تلك الفعاليات تبدأ يوميًا من الساعة التاسعة وتستمر حتى الثانية عشرة مساءً، على مدار جميع أيام المعرض.

من جهة أخرى تحتفل وزارة الثقافة اليوم بـ «ليلة القرنقعوه»، وذلك ضمن فعاليات معرض رمضان للكتاب، حيث ستقام الاحتفالية في تمام الساعة 8 مساءً على خشبة مسرح الطفل. حيث سيقام العديد من الأنشطة والفعاليات التراثية التي تستقطب الأطفال. ويأتي إحياء وزارة الثقافة لهذه الليلة ضمن أهدافها لتحقيق الأهداف المنصوص عليها للحفاظ على التراث الشعبي. والقرنقعوه احتفال تقيمه الأسر القطرية والخليجية في ليلة النصف من رمضان، ويعود تسميتها إلى قرة العين في هذا الشهر، ويقال إنه بمرور الزمن تحورت الكلمة وصارت «القرنقعوه»، وإنها كناية عن قرع الأطفال للأبواب في تلك الليلة، كما يُعتقد أن أصولها ربما ترجع إلى تقليد الغوص بحثًا عن اللؤلؤ. ورغم كونها عادة تراثية قديمة، لا يزال القطريون والخليجيون متمسكين بإحيائها، ومع تطور الزمن أخذ الاحتفال بها طابعًا أكثر عصرية، وأضحت الاحتفالية عادة تحرص المؤسسات الحكومية والخاصة على إحيائها. وتساهم هذه العادة التراثية بشكل كبير في توطيد العلاقات الاجتماعية بين الأطفال والجيران، كما تمنح الأطفال ثقةً في أنفسهم وبناء شخصيتهم، وتعريف الأجيال الناشئة بعادات قطر الصحيحة وقيمها الراسخة التي تبث روح المودة والألفة والمحبة بين أفراد المجتمع، وتحافظ على التآخي والتواصل والتعاضد وصلة الرحم.