أكَّد عددٌ من الحضور أنَّ الدول العربية تملك أدواتِ الندية مع الغرب، حيث إنَّ النهضةَ الأوروبيَّةَ القائمة حاليًا، مرجعيتُها عربيةٌ بالأساس. مشددين على ضرورة تعزيز الثقة في الحضارة العربية والإسلامية، والاهتمام بتدريس اللغة العربية في المدارس والجامعات. حيث تساءل الكاتب والإعلامي تيسير عبدالله عن إمكانية أن يتجه العرب شرقًا، وتحديدًا إلى الصين، في ظل ما أفرزته التبعية للغرب من تراجع وإخفاق للدول العربية. وتساءل أيضًا: هل يمكن أن يكون هذا التوجه شرقًا تبعية جديدة؟ وبدوره، أبدى د. عبدالوهاب الأفندي رفضه لأي تبعية، سواء كانت شرقًا أم غربًا. وقال: لا أرى ضرورة في التبعية لأي جهة، بل يجب علينا أن نكون فاعلين مع الآخرين، نتعامل معهم بالندية، خاصة أن الدول العربية تملك أدوات هذه الندية، داعيًا إلى ضرورة أن يكون التواصل قائمًا مع منتجي المعرفة، خاصة أن للعرب إسهاماتهم العديدة، التي تمكنهم من إنتاج المعرفة، ومنها البرمجيات، وإنشاء مواقع تواصل عربيَّة.
ومن جانبها، تساءلت الأستاذةُ هنادي زينل عن إمكانية إحداث التمازج الثقافي بين الشرق والغرب، وهو ما رد عليه د. جاسم الجزاع، مؤكِّدًا أن الأمة العربية تعتز بعروبتها الإسلامية، وأنه ليس لديها عدوانية للغير، عكس الصهيونية مثلًا، كما أن البعد الأخلاقي للعرب والمسلمين يتجلى أكثر من البعد ذاته لدى الغرب، وهو ما أفرزه الاتحاد الغربي ضد الحرب في أوكرانيا، عكس مواقفهم تجاه العرب، وخاصة القضية الفلسطينية.
وتساءل أحد الحضور عن سلبيات التبعية، والمقومات التي ينبغي أن يتحلى بها العرب، وردَّ د. جاسم الجزاع بأن مشكلة الدول العربية تكمن فيمن يملك السيادة، ومن يصنع السياسات الاستراتيجية، وأن غياب كل ذلك أفرز مؤسسات تفتقر للحكم الرشيد، فحكمت بالجبروت والقوة. لافتًا إلى أنَّ مثل هذه المؤسسات بحاجة إلى من يقودها بعيدًا عن التبعية، وأن يكون قرارها نابعًا من سيادتها.
وفيما أثاره بعض الحضور عن أهمية اللغة العربية، فقد شدد د. عبدالوهاب الأفندي على أهمية تدريسها في الجامعات العربية، وكذلك تدريس المناهج الإسلامية، بدلًا من لجوء الدارسين العرب إلى دراستها في الجامعات الغربية، خاصة البريطانية. وحذر الكاتب عبدالله العذبة من خطورة بعض التحالفات العربية مع الكيان الصهيوني، ومحاولات جرِّ العرب إلى حرب، فضلًا عما يطرحه هذا الكيان من حديث عن مستقبل الجامعة العربية، و وافقه الرأي د. عبدالوهاب الأفندي مستهجنًا تحالف بعض الدول العربية مع هذا الكيان، وأكد أن من يعتقد أن هذا الكيان لديه القدرة على حماية غيره، لديه وهمٌ كبير، لأن هذا الكيان، ليست لديه القدرة على ذلك. وبدوره، شدَّد الكاتب عبدالعزيز الخاطر على أهمية تفكيك «نـحن» التي حملتها الندوة. وقال: إنه لو تم تفكيك «نـحن»، سنجد هناك مجالًا كبيرًا للبحث، مثل نـحن والتراث، ونـحن والدولة الوطنية، ونـحن والأقليات، ونـحن والآخر، وجميعها تحتاج إلى حلول ومرتكزات، ما دامت هناك رغبة في الحديث عن المركزية المقابلة لنا، أما «نـحن» التي نتحدث عنها حاليًا، فهي هشَّة للغاية، لذلك فلا يمكن أن نتحدث كعرب عن مركزية. ومن جانبها، تساءلت الإعلامية أمل عراب عن كيفية تعزيز الثقة في الحضارة العربية الإسلامية. وتساءل الشاعر شبيب بن عرار النعيمي، مدير مركز قطر للشعر «ديوان العرب» عن ماذا قدم العرب للعرب؟، وهو ما رد عليه د. جاسم الجزاع بأن النهضة الأوروبية القائمة حاليًا، مرجعيتها عربية بالأساس، وأن العرب أول من أبدعوا في علوم الطب، وكذلك علم التاريخ والاجتماع، إلى غير ذلك.