تجدد اللقاء مع المتنافسين في الجلسة الخامسة والعشرين من مرقاة قطر للخطابة التي يقدمها الملتقى القطري للمؤلفين ضمن فعاليات الدوحة عاصمة للثقافة في العالم الاسلامي، والتي يشرف عليها كل من الخبير اللغوي الدكتور أحمد الجنابي، والأستاذ محمد الشبراوي، وتم بث الجلسة التي اشتملت على موضوعات وأنواع خطب متنوعة عبر قناة يوتيوب الملتقى.
واستهل الجلسة الدكتور فؤاد القيسي الذي قدم كلمة المرقاة حيث قال إن دور الخطباء يتمثل في رفع راية اللغة العربية عالياً، مؤكداً أن لغتنا تحمل إرثنا، وأن الخطيب لن يبلغ المكانة التي يرضاها لنفسه إلا من خلال تعهد اللغة بالمراجعة والاستماع والممارسة واتخاذ القدرات اللغوية.
واعتلى منصة المرقاة الأستاذ أحمد عذاب ليلقي خطبة مكتوبة في المستوى الرابع، وجاءت بعنوان: اليوم العالمي للمعلم، و قدم نبذة عن هذا اليوم العالمي الذي ينظم سنوياً بتاريخ 5 أكتوبر.. وأكد أن المعلم سيف الحق ودليله، وهو رمز المعرفة، وهو الذي يخرج الطلاب من ظلمات الجهل إلى نور العلم، وهو نبراس الحق والهدى، واستشهد أيضاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم عن فضل المعلم: «وإنَّ فضلَ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ»
والخطبة الثانية كانت للأستاذ عبد الجبار فارس، وهي خطبته النقدية الثانية، وقد قام بنقد خطبة زميله أحمد عذاب حيث أكد أهمية هذه الخطبة لا سيما في الوقت الحالي بعد أن تراجعت مكانة المعلم في بعض  المجتمعات، وأشاد بالقراءة المتأنية، وقدرة خطيبه على إيصال الأفكار، والفصل والوصل بين المقاطع والجمل، وحسن صياغته لخطبته المتكاملة.
وقدم المهندس خالد أحمد خطبة نقدية لخطبة الأستاذ أحمد عذاب حيث قال إن مقدم الخطبة قدم محتوى رائعاً، وًمكتملاً، ومجموعة كبيرة من الشواهد المختلفة بين شعر وأحاديث نبوية، مؤكداً أن كل كلمة تحتاج نوعاً مختلفاً من نبرة الصوت، ونصح المشارك بتنويع طاقاته الصوتية، والتوقف عند الانتقال من فكرة إلى أخرى.
تلا ذلك خطبة الأستاذ عبد الله الخلف التي قدم فيها رؤية نقدية لخطبة الأستاذ عبد الجبار الفارس حيث أكد أن ممارسة النقد الانطباعي يعد من الأمور الشائكة التي تحتاج الخبرة، وأشار إلى أن الهدف الخاص من الخطبة النقدية البحث عن القيمة المستفادة، وهو ما أجاده الخطيب الناقد على الرغم من قصر الخطبة، ودعاه إلى إعادة القراءة، وإعادة إنتاج المعنى لاستخراج معاني جديدة من الخطبة الأصلية، ونصحه بالتركيز على مواضع الوصل والفصل.
وقال الأستاذ محمد الشبراوي إن المرقاة تشجع المبتدئين، وتكون أكثر صرامة مع المحترف الذي وصل لمراحل متقدمة، وتطالبه بالتزام أكبر بالمعايير والفصل والوصل، والتعامل مع الجمهور، وفي تسلسل أفكاره والإقناع والإمتاع.