وسط أجواء تراثية، لاستلهام الماضي، واستحضار الحاضر، واستشراف المستقبل، شهد درب الساعي إقامة الندوة الثالثة، والتي جاءت بعنوان”التراث.. إرث ممتد وتأثير عميق”، شارك فيها كل من: السيد خليفة السيد، باحث في التراث، والسيد خالد الزيارة، كاتب وإعلامي، والسيد صالح غريب، كاتب وإعلامي، وأدارها الإعلامي أحمد السعدي.
وطاف المشاركون بالحضور في أجواء الماضي العريق، حيث نهلوا منه مآثره، الداعمة للهوية القطرية، وتأكيداً على أصالة هذا الإرث العريق، الممتد الجذور.
وثمن المشاركون خلال الندوة دور وزارة الثقافة وبقية مؤسسات الدولة في الحفاظ على التراث، والعمل على توثيقه، تدعيماً للهوية الوطنية، وتأكيداً على عراقة هذا التراث الممتد الجذور.
ومن جانبه، استرجع السيد صالح غريب جهود مركز التراث الشعبي في توثيق التراث، من خلال الجمع الميداني من الرواة، وما كان يقيمه المركز من دورات لجمع أكبر قدر ممكن من التراث الشعبي. مشيداً بدور المؤسسات الرسمية، ومنها وزارة الثقافة، التي كان ومازال لها دور بارز في جمع التراث، ما يعكس اهتمام الدولة بالتراث، تعزيزاً للهوية الوطنية في المجتمع.
وعرج صالح غريب على دور المسلسلات التاريخية والمسرح في الحفاظ على التراث. مؤكداً أن الفن القطري زاخر بالعديد من الأعمال الإذاعية والتلفزيونية والمسرحية التي وظفت التراث المحلي في أعمال رائدة ، فأبرزت هذه الأعمال عراقة هذا الإرث القطري، من خلال أعمال جيل الفنانين من أمثال الفنانين عبدالرحمن المناعي، غانم السليطي، حمد الرميحي، وغيرهم من الفنانين. لافتاً إلى أن هذه الأعمال استحضرت التاريخ والتراث القطري، وهو ما عزز الهوية الوطنية، الأمر الذي استقطب معه جمهوراً غفيراً من شرائح مختلفة.
ومن جانبه، أكد السيد خليفة السيد أن جهات الدولة الرسمية تقوم بدورها الكبير في الاهتمام بالتراث المحلي، والحفاظ عليه، وان هناك الكثير من الجهود التي حققت أهدافها، على نحو تسجيل موقع الزبارة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، بجانب تسجيل بعض الملفات الأخرى على القائمة الدولية، مثل تلك التي ضمت المجلس والقهوة، بجانب الإعداد لإدراج ملفات أخرى على القائمة الدولة.
وتناول السيد تاريخ درب الساعي. متوقفاً عند معنى الساعي بأنه المعني بتوصيل المعلومة من و إلى ، وذلك على نحو ما كان معروفاً في “زمن لوّل”، وهى الوسيلة التي تضاهي الدور الذي تقوم به أجهزة ووسائل الإعلام اليوم، مع الفارق الكبير.
وثمن خليفة السيد اختيار الموقع الحالي لدرب الساعي. مؤكداً أن إقامة درب الساعي أمر مهم للغاية، إذ يلقي الضوء على فعاليات الدولة، لما تمثله من أهمية في استحضار التاريخ والتراث القطري، بكل ما يحملانه من عراقة.
وبدوره، تناول السيد خالد الزيارة، دور الأفراد في الحفاظ على التراث. مؤكداً أن الاعتناء بالتراث، والحفاظ عليه يحظى باهتمام كبير من جميع أفراد المجتمع، الذين يقفون دائماً كتلة واحدة للحفاظ على تراثهم، دعماً لهويتهم الوطنية، وتأكيداً على عراقة تاريخهم.
وقال الزيارة إن دولة قطر ستظل مظلة العالم في تراثها وثقافتها العريقة، وأنها تقدمهما للعالم حالياً من خلال استضافتها الناجحة لبطولة كأس العالم فيفا- قطر 2022، وهو النجاح الذي يشيد به الجميع .
وأضاف خالد الزيارة أن اسم قطر أصبح يعد مصدر إلهام للكثير ممن يتابعونها في الخارج، بفضل ما تتمتع به من إرث عريق، وتاريخ ممتد الجذور.