اختتمت أمس عروض مهرجان المسرح الجامعي بعرض «مجلس العدل» ضمن مهرجان الدوحة المسرحي الذي ينطلق غداً الثلاثاء. ومثلما كانت بداية المهرجان فكاهية، جاء الختام ضاحكًا أيضًا رغم الألم والرسائل الموجعة التي تحملها مسرحية «مجلس العدل» التي قدمها فريق طلاب جامعة لوسيل بمسرح الدراما في الحي الثقافي «كتارا». والمسرحية للكاتب المصري الراحل توفيق الحكيم، وأعدها وإخرجها مسرحيًا عبدالرحمن الأحبابي، في أول مشاركة للجامعة في هذا المهرجان.
وقال عبدالرحمن الحبابي إن اختيار فريق العمل لأداء النص المسرحي جاء من منطلق أن مجلس العدل التي كتبها توفيق الحكيم في عام 1972 تناسب كل زمان ومكان، واستنادًا إلى مقولة شهيرة للمؤلف وهي «إن الفن يبدأ من النقل وينتهي إلى الأصالة».
وأضاف الأحبابي تدور أحداث المسرحية بين ثلاث شخصياتٍ رئيسية هي القاضي والمرتشي والفران، وأن القاضي يتلقى مجموعة من الشكاوى والاتهامات ضد صديقه الفران، ويحاول أن يخرج صديقه من تلك الاتهامات بالحيلة والخداع حتى يتفاجأ أصحاب الشكاوى بأنهم أصبحوا هم المتهمين.
وحول الصعوبات قال الأحبابي: نـحن فريق من الفنانين المبتدئين، وجدنا صعوبة في الدعم المادي والمعنوي، وكان العمل بمثابة التحدي حتى نبثت للجميع بأننا قادرون على أن نبدع في هذا المجال، إلى جانب الصعوبة في العناصر المسرحية.
وحول طريقة إعداده للنص قال: حاولنا أن نجعل لكل قضية لهجة مختلفة، وجعلت القاضي شخصية غير عربية، حتى أظهر أننا نـحن العرب نسير خلف الغرب، ودائما ما يحكم علينا ولسنا نـحن من نـحكم عليهم، مشيرًا إلى أنه وظف في هذا العمل الكوميديا السوداء، أما الديكور فهو ثابت ويؤدي وظيفة في المسرحية.
وقال الأحبابي: إن الهدف من المشاركة في المهرجان هو إيصال رسالة للمجتمع، وإبراز أفضل ما عندهم، وتشجيع المواهب الصاعدة على الاستمرارية في هذا المجال، مؤكدًا أنه يعتزم تقديم عمل جديد سيرى النور في العام القادم، لافتًا إلى أن المواهب الجديدة قادرة على أن تحمل المشعل وتواصل مسيرة الفنانين والمسرحيين الذين سبقوهم.

وقال الممثل فيصل قاسم الذي أدى دورين في المسرحية إن العمل كان فيه العديد من التحديات تمثل أهمها في قلة خبرة فريق العمل، لافتًا إلى أن القاضي يواجه سلسلة من القضايا والاتهامات الموجهة لصديقه الفران ويحاول من خلال سياق المسرحية إخراج الفران من تلك الاتهامات بالحيلة والخداع فيُفاجأ المشتكون بأنهم أصبحوا متهمين وحكم عليهم بأنهم المذنبون.
وأضاف: إن النص يعبر عن واقع الانسان العربي والمشاكل الاجتماعية التي يواجهها، وأراد العرض المسرحي توجيه رسائل إلى المجتمع بطريقة هادفة.
وأضاف «هذا العرض المميز من طلبة جامعة لوسيل يلامس الواقع ويأتي بعد فترة من التدريب على الأداء الذي تستخدم فيه لغة الجسد وكذلك الارتجال».
وقد تفاعل الجمهور مع المسرحية وتعالت ضحكات المتفرجين الذين أثنوا كثيرا على العرض بعد نهايته.