في سياق الحراك الثقافي الذي تشهده الدولة، تم مساء أمس تدشين رواية «الزجاج المكسور» للمهندس والكاتب الصحفي أحمد بن إبراهيم المهندي، والصادرة حديثا عن دار الوتد للكتب والمطبوعات، وذلك خلال جلسة حوارية بقاعة جيوانا في فندق (راديسون بلو)، بحضور الأستاذ صادق العماري رئيس التحرير، ولفيف من الكتاب والنقاد والمهتمين، وقدمتها المذيعة ليلى إبراهيم.
تعد رواية “الزجاج المكسور” باكورة أعمال أحمد المهندي الروائية، وهي مغامرة سردية في سياق البحث عن الجديد والمختلف خاصة في مستوى تقنية الكتابة. وعبر مؤلف الرواية أحمد المهندي في كلمة بالمناسبة عن سعادته بصدور روايته الأولى، موجها شكره الى الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة على دعمها، والى دار الوتد على احتضانها للعمل وتوزيعها له.
وقال: تدور أحداث الرواية حول معاناة مجموعة من أفراد المجتمع الخليجي. شخصيات قدم آباؤهم من بلدان مختلفة، وعاشوا في دول الخليج، وأنجبوا أبناء وأحفادا فتحوا أعينهم على الوطن الذي عاشوا فيه وتعرضوا الى أشكال من التنمر. مضيفا: تقوم الرواية على ثيمات أساسية منها الحلم والصبر، وككل رواية هادفة يجب أن تحتوي على عنصري التشويق والمغامرة، وأن تكتب بأسلوب جميل، وصور بليغة، مؤكدا أن العمل خال من الإسفاف، لكن الأحداث والشخصيات مؤثرة.

ولفت المهندي الى أنه بدأ كتابة الرواية في عام 2018، متحدثا عن الصعوبات التي واجهته مع دار النشر خارج قطر، مؤكدا أنه وجد كل الدعم من سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني، وزير الثقافة.
من جانبه قال الدكتور طارق العيسوي مستشار الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة إن الكاتب أحمد المهندي من فرسان التربية الإعلامية التي قدمها لفئات مختلفة من المجتمع. ونقل تحيات سعادة الشيخ ثاني بن عبد الله آل ثاني رئيس مجلس إدارة الجمعية، على هذا العمل القيم، معبرا عن أمله في أن يستفيد من الرواية فئات من ذوي الاحتياجات الخاصة، حتى ينتشر العمل بين كافة فئات المجتمع.
وعبر السيد إبراهيم البوهاشم السيد مدير ومؤسس «الوتد» نائب رئيس اتحاد الناشرين العرب عن سعادته بتدشين رواية “الزجاج المكسور” مشيرا في كلمة بالمناسبة الى أن دار الوتد حظيت بتوزيع الرواية في قطر، وأن العمل يضاف إلى سلسلة إصدارات دار الوتد التي احتفلت قبل فترة بتدشين رواية “سميدرا” للدكتور عبدالرحمن الكواري، وأعرب عن أمله في أن يظل النشاط مستمرا للمساهمة في الحراك الثقافي من خلال الملتقى القطري للمؤلفين وكذلك ملتقى الناشرين والموزعين القطريين، تحت مظلة وزارة الثقافة.
أما الناقد التونسي الدكتور نزار شقرون فقال: أهنئ الكاتب أحمد المهندي على هذا المنتج بعد سنوات، مشيرا إلى أن هذه الرواية أكدت مستوى معينا من مستويات مقبولية العمل الأدبي. وأضاف: هذه الرواية مشاكسة، فهي تتحدث عن موضوع قد يكون محظورا بالنسبة الى البعض، وقد لا يصدق البعض أنها تكتب وتنشر وتقرأ في دولة خليجية. فالكتاب جريء في مضمونه فهو يطرح مسألة كيانية تتعلق بفئة كبيرة من المجتمع موجودة في الخليج العربي، ويريد أن يجعل لهذه الفئة صوتا في أدبه. لافتا الى أن الرواية تطرح مشكلة المرآة المشروخة لذلك سماها صاحبها “الزجاج المكسور”، فالهوية لا يمكن ان تكتمل الا اذا تحددث تبعات هذا الانتماء وحدوده.
وأكد الكاتب والاعلامي الدكتور عبد الله فرج المرزوقي في كلمته أن هذه الرواية كانت من الخطوط الحمراء في سنوات مضت وفي بعض الدول، مشيرا إلى أن الكاتب أحمد المهندي اختار كلمات تدمي القلب، بدءا من العنوان الذي يحيل الى الهوية والشخصية ايضا، معبرا عن أمله في أن تكون الرواية انطلاقة لأعمال أدبية قادمة.