أطلق الملتقى القطري للمؤلفين مبادرة نقاشية بعنوان «قراءة نقدية للقصة القطرية في ضوء نظرية التلقي»، حيث تتواصل المحاضرات التي تقدمها الكاتبة نسرين قفة المدرس المساعد بجامعة قطر في هذا الموضوع كل يوم اثنين على امتداد شهر أكتوبر، وجاءت الجلسة الأولى التي تم بثها عبر يوتيوب بعنوان «الذخيرة النصية في القصة القصيرة القطرية: قراءة نقدية في ظل نظرية التلقي» . وأشارت نسرين في بداية الجلسة إلى أن هذه المحاضرة والمحاضرات التي ستقوم بتقديمها خلال الفترة القادمة مقتطفة من دراسة كانت أصدرتها العام الماضي، وتتناول القصة القطرية القصيرة برؤية نقدية، حيث تناولت هذه الجلسة الجزء الأول من الدراسة.
واستهلت نسرين حديثها بطرح عدة تساؤلات، أهمها: هل تعد المقولات الفلسفية والإجرائية لرواد نظرية التلقي مقولات قابلة للتطبيق على الأعمال الأدبية؟ أو أنها مقولات نظرية مجردة غير قابلة للتطبيق؟ كما طرحت المحاضرة العديد من التساؤلات التي وجدت إجابات وافية خلال الجلسة، كما استعرضت محتويات الكتاب ومحاوره الأساسية، بما يعد الأساس النظري والفلسفي لنظرية التلقي والدراسات السابقة التي قام بها نقاد سابقون، وتناول الفصل الأول أوليات إنتاج المعنى وفيه شرح للذخيرة النصية والاستراتيجيات النصية، أما الفصل الثاني فتناول البنى النصية وعمليات الفهم المركبة، الذي تتفرع عنه بنية الإبهام، وبنية وجهة النظر الجوالة والصورة الذهنية، ثم الخاتمة التي حوْصلت النتائج وطرحت إشكاليات فرضتها المصطلحات.
وأوضحت أن نظرية التلقي لم تأت بشكل مستقل عن باقي النظريات بل استفادت فلسفات وإجراءات النظريات السابقة واستفادت من العديد من المصطلحات والشبكة المفاهيمية الخاصة بالبنيوية والظاهراتية والشكلانية الروسية تحقيقًا لمبدأ التراكمية في المعرفة. وذكرت نسرين أنه من خلال دراستها وتحليلها للقصة القصيرة القطرية قامت بتحليل الذخيرة وفق مستويين، الأول: الوظيفة الدلالية للذخيرة النصية والثاني: بنية القيم المستمدة منها الذخيرة النصية.
وتقدم الكاتبة نسرين قفة في المبادرة ذاتها محاضرة الأسبوع المقبل بعنوان “الاستراتيجيات النصية في القصة القطرية» وفي الأسبوع التالي تسلط الضوء على «بنية الإبهام وعمليات الفهم المركبة في القصة القطرية» وفي نهاية شهر أكتوبر توضح «بنية وجهة النظر الجوالة وعمليات الفهم المركبة في القصة القطرية».