في ظل تكثيف الدولة حملاتها التوعوية التي تحث على تجنب الاختلاط والبقاء في المنزل، مع الحرص على إنجاز ما هو مفيد خلال تلك الفترة، دشنت العديد من دور النشر القطرية وبعض الأدباء مبادرات متنوعة عبر المنصات الرقمية لتشجيع أفراد المجتمع على القراءة. حيث قامت بعض المؤسسات بإتاحة مصادرها الأدبية عبر التطبيقات الإلكترونية وصفحات الويب. فضلاً عن تخفيضات كبيرة على مقتنيات الكتب، وبعض الأنشطة التي تدعو لممارسة القراءة عن بُعد.
وفي هذا السياق أعلنت دار لوسيل للنشر عن خصم يصل ل 50% على جميع إصداراتها من النسخ الورقية والرقمية. وذلك من خلال الطلب عبر الموقع الإلكتروني، وتسعى الدار من خلال هذه المبادرة إلى نشر المعرفة وإثراء الثقافة العربية، والمساهمة في إحداث نهضة فكرية مع المحافظة على الهوية، والارتقاء بوعي المجتمع وتأصيل القيم الإنسانيّة النبيلة. فضلاً عن تقديم محتوى أدبي وفكري وثقافي متميّز في أشكال فنيّة راقية تلبّي تطلعات القارئ العربي وتشجّعه على القراءة وطلب المعرفة.
من جانبها قدمت دار جامعة حمد بن خليفة للنشر بعض الأنشطة التي تشجع الأطفال على القراءة والكتابة في المنازل. كما أعلنت عن توفير إصداراتها بالصيغ الإلكترونية والصوتية، لضمان وجود خيارات تثقيفية عديدة بنوعيات ولغات مختلفة كالعربية والإنجليزية. ونقدم هذه القائمة من إصدارات الدار أملًا في نشر فكرة أن تعلم المهارات الأساسية للقراءة والكتابة يعد من الأنشطة التي توثق الصلة بين الأبناء والآباء أثناء وجودهم معًا في المنزل.
كما قامت دار روزا للنشر بتقديم خدمة مجانية لتوصيل الكتب لكافة مناطق الدوحة، من خلال إرسال طلب باسم الكتاب على صفحاتهم الإلكترونية، كما فتحت الباب لتلقي الأعمال الأدبية عن عام 2021 عبر موقعها الإلكتروني وذلك لضمان استمرارية نشاطها في دعم الحركة الأدبية، رغم الظروف التي أجبرت العديد من المؤسسات إيقاف أنشطتها حتى إشعار آخر.
ولم يتوقف الأمر عند المؤسسات بل قام بعض المثقفين والأدباء بتقديم عدد من المبادرات، وكان من أبرزها الحملة التي أطلقها الكاتب والروائي عيسى عبدالله عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي حملت عنوان «ابقَ في منزلك.. واقرأ كتابًا». والذي أكد في تصريح ل  الراية  أن حملته تهدف إلى تشجيع الناس على البقاء في منازلهم لمحاربة خطر انتشار فيروس كورونا، مؤكداً أن المبادرة حظيت بمشاركة مجتمعية وجماهيرية واسعة. وقام الجمهور بنشر صور الكتب التي يقرؤونها خلال فترة بقائهم في منازلهم، ليرشحوا بذلك عددًا من العناوين المهمة لغيرهم من القرّاء.