23 يونيو, 2019

كشفت مؤسسة قطر، بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة، عن مبادرة مشتركة بعنوان "قطر تقرأ"، وتحت شعار "بالقراءة نُثري الحضارة" ، تأتي استكمالًا للإنجازات السابقة والمكتسبات التي حققتها الحملة الوطنية للقراءة. وتهدف هذه المبادرة إلى تغيير النظرة إلى القراءة لتكون بمثابة اكتشاف متواصل لدروس الحياة، ووسيلة لتنمية الإبداع في جميع المجالات، وتجسيدًا لمجتمع القائم على المعرفة. تهدف مبادرة "قطر تقرأ" إلى تحفيز الملكَات لدى أفراد المجتمع، وتطوير الابتكار، والعمل في سبيل تقدّم المجتمع، إذ يُساهم تعزيز القراءة لدى الناشئة والشباب والكبار في تقوية أواصر العلاقات الاجتماعيّة، ويمكّن القدرات الذاتيّة لكلّ فردٍ. كما تهدف المبادرة إلى جعل القراءة شأن عامّ يهمّ المجتمع بأسره دون حصر القراءة في فئات معينة، فحين يتحوّل المجتمع إلى مجتمع قارئ، تنمو فيه خصائص الإبداع ورغبة البناء، وقدرة التّغيير الإيجابي، حيث تُشكّل القراءة مصدر إلهام ونمط حياة مفعم بالقيم والفوائد. ويعكس شعار "بالقراءة نُثري الحضارة" التزام مؤسسة قطر بتجسيد ثقافة التعلّم مدى الحياة، والتحفيز على التفكير النقدي والإبداعي، وحبّ المطالعة، وذلك من خلال التركيز على أهمية العلم، وتوعية العقول، وفتح آفاق جديدة نحو الاكتشاف والاستمتاع أيضًا بالقراءة. ويأتي هذا الالتزام بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة، حيث ستركز مبادرة "قطر تقرأ" على تعزيز القيم الوطنية وإلهام المجتمع بأفكار واعدة، وتكريس القراءة كعادة يومية لدى الأفراد، ما يُساعدهم على توسيع مداركهم وتنمية أفكارهم. تستمد مبادرة "قطر تقرأ"، مساعيها من المكتسبات التي حققتها الحملة الوطنية للقراءة والتي استهدفت في السابق الأفراد الذين تتراوح من سنّ مبكرة إلى 18 عامًا، فيما تتطلع المبادرة اليوم إلى استقطاب الشرائح المجتمعية المختلفة على تنوّع اهتماماتها، وتوجهاتها، وأنماط حياتها المختلفة، وتركز على الأُسر، وطلاب الجامعات، والمعلمين، ، وذلك من خلال طرق متعددة، ورسائل متنوعة، وقنوات اتصال مختلفة، وبرامج مصممة لإلهام المجتمع في قطر. قالت السيدة مشاعل النعيمي، رئيس تنمية المجتمع بمؤسسة قطر: "إن القراءة تحفّزنا جميعًا على بناء مجتمع من القادة، المزوّدين بالمعرفة، والعقلية المنفتحة على الآخرين، والقيم الإيجابية، والرغبة في جعل التعلّم مدى الحياة ركن أساسي من حياتهم وتطلعاتهم". وأضافت النعيمي: "تنمّي القراءة لدينا حسّ الاستكشاف والاكتشاف، وهي قيمة مضافة وضرورية وحيوية لبناء مستقبل قطر وإعداد الأجيال المقبلة، كذلك تساعدنا على تحفيز الخيال وخصوصًا الشباب من أجل حثّهم على الانطلاق في رحلة تأخذهم إلى وجهات جديدة في حياتهم وأفكارهم". وتابعت:" تأتي "قطر تقرأ"، كخطوة إيجابية ومبتكرة وكتطور طبيعي يحمل اسمًا جديدًا للحملة الوطنية للقراءة وهي إحدى مبادرات مؤسسة قطر، حيث نسعى من خلال "قطر تقرأ" إلى ابتكار طرق جديدة، ونشرها على نطاق أوسع على مستوى الجمهور، مع التأكيد على تحقيق الهدف المنشود الكامن في زيادة الوعي بأهمية القراءة، ليس بهدف تحفيز الإلهام فحسب، وإنما لتعزيز الاستكشاف والاستمتاع". وختمت النعيمي:" يسعدنا في مؤسسة قطر أن نتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة في مساعينا، حيث يعكس دعمها لـ"قطر تقرأ" الأهمية التي توليها الوزارة للقراءة على أنها أكثر من مجرد هواية أو تمضية وقت، بل قيمة رئيسية في مجتمعاتنا". وأشاد سعادة وزير الثقافة والرياضة صلاح بن غانم العلي بمبادرة "قطر تقرأ" التي أطلقتها مؤسسة قطر، وأشار إلى أنّ" القراءة نشاطٌ متأصّلٌ في حضارتنا العربيّة الإسلاميّة، وفي الحضارة الإنسانيّة عامّة، وقد أولى ديننا الحنيف مكانة مميّزة للعلم، فقد بيّنت قصّة الخلق مدى قيمة "تعلّم الأسماء" وتمييز الإنسان عن سائر المخلوقات بالمعرفة، وقد استُعيدت لحظة إجلال العلم في التّنزيل الحكيم حين كانت أوّل كلمة مفتاحيّة هي "اقرأ"، وليس معنى القراءة هو الاكتفاء بالمطالعة كهدف لنيل مكاسب عابرة، لأنّ أساس القراءة هو تحفيز فضول الإنسان لمعرفة المجهول، ودفعه إلى الاكتشاف، وهو ما يرفع من قدرات وعيه ويُنشّطُ وجدانهُ، وتلتقي هذه الأهداف مع رؤية وزارة الثقافة التي حرصت على بلوغ المجتمع إلى مرحلة متقدّمة من الوعي تجعلُهُ مُحافظا على هويّته وقادرًا على بناء علاقات متكافئة مع المجتمعات المتقدّمة." وأضاف سعادة وزير الثقافة والرياضة" إنّ وزارة الثقافة والرياضة تثمّنُ هذه الشّراكة، وستسخّر كلّ إمكاناتها لزيادة نجاح هذا المشروع الرّائد، فالقراءة مصدر مهمّ من مصادر المعرفة، وتلعب دورًا مركزيًّا في تشكيل وعي الأفراد داخل المجتمع." وتتطلع مبادرة "قطر تقرأ" إلى أن تكون أكثر من مجرد برنامج توعوي قائم على الفعاليات فحسب، بحيث تصل المبادرة إلى جميع أفراد المجتمع من تلقاء نفسه، بدلًا من دعوة أفراد المجتمع إلى حضور الفعاليات، وذلك بالاعتماد على مفاهيم مبتكرة تجسد أهمية القراءة، وتشجيع أولياء الأمور والأُسر لتكريس القراءة كعادة يومية في منازلهم، واعتبار القراءة الوسيلة الأمثل لتمضية وقت ذي جودة مع أطفالهم. وحرصاً منا على تشجيع القراءة بدءًا من المنزل فإن المبادرة ستطلق برنامج "بيتُنا يقرأ" وهو برنامج اشتراك عائلي تقوم الأسرة بالاشتراك فيه لمن هم ضمن الفئة العمرية ابتداءً من الروضة وحتى الصف السادس، يحصل فيه كل طفل على كتابين في كل شهر مرفقة بعدد من أوراق عمل وأنشطة ما بعد القراءة ، وتركز قطر تقرأ على موضوع في كل شهر تدور حوله القصص والكتب المختارة بالتعاون مع دارسكولاستيك للنشر الرائدة، وعن طريق هذا البرنامج فإن قطر تقرأ تحرص على خلق منصة لهؤلاء الأسر يتشاركون فيها الأفكار ويتبادلون فيها الخبرات، وذلك بهدف إنشاء حراك ثقافي في سبيل بناء مجتمع قارئ.